إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم!

المغرب اليوم -

إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

يعطي ذهاب رجال دين مسيحيين إلى معلم مليتا في جنوب لبنان، وهو معلم أقامه «حزب الله» لتمجيد «تحرير» الشريط الحدودي الذي كانت تحتلّه إسرائيل، فكرة عن رؤية ايران لمستقبل لبنان. من مليتا، يمكن تصوّر الوضع المسيحي في بلد، اسمه لبنان، واقع تحت الاحتلال الإيراني.

في لبنان، كما يريده «حزب الله» والذي كشفته زيارة رجال الدين المسيحيين لمليتا، يعيش المسيحيون في حماية الحزب ورعايته.

هذا هو التصوّر الإيراني للبنان. ينفذ المسيحيون المطلوب منهم تنفيذه كمواطنين من الدرجة الثانية، تماماً كما حال مسيحيي ايران والعراق وسورية حيث لا حقوق تذكر لهم باستثناء تمتعهم بالحماية الأمنيّة... بالكاد.

لم يعد من وجود مسيحي يذكر في ايران. إذا استثنينا الأرمن الذين وجدت لهم وظيفة معيّنة في خدمة النظام، لا يمكن الحديث عن أي أقليّة ذات شأن في ايران، بما في ذلك عرب الأحواز.

الغي الوجود المسيحي في العراق حيث وجود قديم للكنيسة. عبّرت عن هذا الوجود زيارة البابا فرنسيس الأخيرة للبلد قبل نحو عامين.

كذلك الأمر في سورية حيث يستعين النظام ببعض المسيحيين كواجهة له لا اكثر، بمن في ذلك البطريرك الأرثوذكسي (بطريرك انطاكية وسائر المشرق) وبعض المطارنة.

منذ أيّام حافظ الأسد، وظّف النظام المسيحيين في خدمة مشروعه القائم على تحالف الأقلّيات، من مسيحيين ودروز واسماعيليين وشركس وتركمان، بقيادة الطائفة العلوية التي احكمت سيطرتها على الجيش والأجهزة الأمنية والاقتصاد بمرافقه المختلفة.

نجح النظام في ذلك، بشكل تدريجي، على مدى نحو ستين عاماً. منذ 23 فبراير 1966، تحديداً، بعد الانقلاب الذي نفّذه الضباط البعثيون الثلاثة (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد) الذين صدَفَ أنّهم علويون!

تختزل خطابات المديح بـ«المقاومة»، الصادرة عن رجال دين مسيحيين لا يخجلون من التزلّف، مستقبل الأيّام التي يبدو لبنان مقبلاً عليها.

يبدو مقبلاً على مثل هذه الأيام السود في حال بقيت موازين القوى الإقليميّة على حالها، وهي حال ليس ما يشير إلى أنّها ستتغيّر، خصوصاً في ظلّ استمرار هجرة المسيحيين من لبنان وتدمير مؤسساته الواحدة تلو الأخرى.

إنّها هجرة لعب، بلغة الأرقام، الرئيس السابق ميشال عون دوراً أساسياً في الدفع في اتجاهها في المرّتين اللتين اقام فيهما في قصر بعبدا.

ليست زيارة معلم مليتا لرجال دين مسيحيين، في الذكرى الـ23 لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، سوى امتداد للوثيقة التي وقّعها عون مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله في 6 فبراير 2006 وهي الوثيقة التي أوصلت عون مع صهره جبران باسيل إلى قصر بعبدا في 31 أكتوبر 2016.

خضع عون وباسيل في مرحلة ما بعد توقيع وثيقة مار مخايل في 2006، وحتّى قبلها، لكلّ أنواع الاختبارات.

نجحا في كلّ منها نجاحاً منقطع النظير. كانا يستاهلان أن يكونا في عداد رجال الدين الذين ذهبوا إلى مليتا، فيما البطريركية المارونيّة تتفرّج على عملية تسخيف الوجود المسيحي في لبنان بدل اتخاذ موقف واضح من الزيارة التي ترمز إلى تملّق ليس بعده تملّق وإذلال ليس بعده إذلال... وذمّية ليس بعدها ذمّية.

اثبتت الزيارة لمليتا أن على كلّ مسيحي يريد العيش في المناطق التي تحت السيطرة المباشرة لـ«حزب الله» أن يكون ذمّياً. لا مجال امامه، من اجل الحصول على الحماية والأمان، سوى أن يكون مجرّد بوق للحزب و«المقاومة» و«الممانعة».

كان طبيعياً أن يكون معظم رجال الدين الذين ذهبوا إلى مليتا من الجنوب والبقاع حيث تسهل توجيه تهمة العمالة لإسرائيل إلى أي مواطن يرفض الانصياع لمشيئة الحزب وتعليماته... والتصفيق لتدميره مؤسسات الدولة اللبنانية.

ليست زيارة مليتا سوى امتداد لوثيقة مار مخايل ولانتخاب عون رئيساً للجمهوريّة وللفراغ الرئاسي الذي يعاني منه لبنان منذ سبعة اشهر بسبب إصرار «حزب الله» على أن يكون مرشّحه رئيساً للجمهوريّة.

شاءت «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ايران، مرّة أخرى، تأكيد أن الاتفاق الذي وقعته مع المملكة العربيّة السعوديّة برعاية الصين لا يشمل سوى العلاقات بين المملكة و«الجمهوريّة الإسلاميّة».

في المفهوم الإيراني، لا يشمل الاتفاق الذي وردت فيه عبارة «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى» سوى الطرفين الموقعين له.

بالنسبة إلى لبنان، بالذات، لا تتحكّم ايران بمفاصل السلطة في البلد ولا تكتفي، في تحدّ واضح للجيش، بتنفيذ مناورة عسكريّة في الجنوب اللبناني في منطقة تقع في قضاء جزين فحسب، بل إنّها ترسم أيضاً مستقبل لبنان.

لم يعد ممكناً تصوّر مستقبل لبنان من خلال دور مسيحي وازن فيه، خصوصاً في ظلّ حال الضياع والفراغ والإحباط التي بات يعاني منها أهل السنّة، فيما يبحث الدروز عن حماية لوجودهم المهمّ في الجبل ومناطق اخرى.

كيف يقبل رجال دين مسيحيون القيام بما قاموا به في مليتا متجاهلين دور «حزب الله»، منذ تأسيسه في تدمير مؤسسات الدولة وطرد المسيحيين من بيروت الغربيّة على مراحل بغية الحلول مكانهم، أكان ذلك في المصيطبة والمزرعة وزقاق البلاط ورأس بيروت واحياء أخرى، مثل القنطاري، كانت في الماضي القريب مناطق مختلطة؟

لا يمكن في طبيعة الحال حصر الموضوع بالمسيحيين، خصوصاً في ضوء ما تعرّض له السنّة والدروز في مناطق معيّنة، في بيروت نفسها وفي الشويفات، على سبيل المثال وليس الحصر.

لكنّ الواضح أنّ زيارة رجال دين مسيحيين لمليتا تعطي فكرة عن حال الترهّل والخنوع التي يعاني منها الوجود المسيحي في ظلّ إصرار لدى ايران على أن تكون الطرف الذي يحدّد مَن هو الماروني الذي سيكون في قصر بعبدا.

تعكس زيارة مليتا، إلى حدّ كبير، حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم. تعكس أيضاً حال التخلي العربي والأوروبي والأميركي عن لبنان الذي يفقد يومياً المزيد من مقومات وجوده... من بينها الوجود المسيحي الوازن فيه.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم إيران ترسم حاضر المسيحيين في لبنان ومستقبلهم



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib