عمق رفض الإيرانيين للنظام
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عمق رفض الإيرانيين للنظام

المغرب اليوم -

عمق رفض الإيرانيين للنظام

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

لم يكن صمت لاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم لدى عزف النشيد الوطني لبلدهم قبل المباراة مع إنكلترا حدثاً عابراً. كان تعبيراً عن عمق الرفض الشعبي لنظام حرم الإيرانيين من أبسط حقوقهم كبشر وفرض ممارسات بعيدة كلّ البعد عن الشعارات التي جعلت الملايين ينتفضون على نظام الشاه طوال العام 1978 تمهيداً لسقوطه في فبراير من العام 1979.

كان سلاح الصمت الذي مارسه لاعبو الفريق الإيراني المشارك في دورة كأس العالم التي تستضيفها قطر، إشارة إلى مدى غضب الشعوب الإيرانية من نظام ليس لديه ما يقدّمه للإيرانيين سوى البؤس والقمع والعزلة عن العالم في ظلّ سعي مستمرّ إلى نقل أزماته الداخليّة إلى خارج حدوده تحت شعار «تصدير الثورة».

كانت لنظام الشاه حسنات كثيرة، خصوصاً في مجال حقوق المرأة والانفتاح على العالم... كما كانت لديه سيئات في ظلّ تحوّله إلى نظام متحجر تجاهل نضالات الشعب الإيراني، منذ بداية القرن العشرين، من أجل نوع من الملكيّة الدستوريّة التي تعتمد دستوراً عصرياً مستوحى من الدساتير الأوروبيّة.

عزل الشاه نفسه عن تطلعات الشعوب الإيرانيّة بدل السعي إلى التفاعل مع هذه التطلعات. كان أفضل دليل على جهل الشاه بما يدور داخل إيران نفسها احتفالات برسيبوليس في أكتوبر 1971.

كانت تلك الاحتفالات الأضخم من نوعها في العالم من حيث الفخامة والبذخ في ذكرى مرور 2500 عام على نشوء الإمبراطوريّة الفارسيّة. أثارت الاحتفالات سخطاً شعبياً في بلد كانت فيه الفروقات بين الطبقات كبيرة وواسعة.

دفعت الشعوب الإيرانيّة ثمن عزلة الشاه محمد رضا بهلوي عن الواقع اليومي للبلد. زادت هذه العزلة في السنوات الخمس الأخيرة من حكمه نتيجة إصابته بمرض السرطان الذي جعله ينكفئ أكثر على نفسه ويتحوّل إلى شخص متردّد يعاني حالاً من الضياع.

لعلّ مضمون كتاب اندرو سكوت كوبر الذي عنوانه «سقوط الجنّة» (The Fall of Heaven) أفضل وصف للوضع النفسي لمحمّد رضا بهلوي الذي أخفى إصابته بمرض السرطان، حتّى عن زوجته الأمبراطورة فرح ديبا.

أكثر من ذلك، لم يعد يستمع إلى نصائح كبار ضباط الجيش والأمن في شأن كيفية التعاطي مع الشارع.

ثمّة كلام كثير عن تلك المرحلة من التاريخ الحديث لإيران، لكنّ ما يجدر التوقف عنده في أيّامنا هذه أنّ الثورة الشعبيّة التي عكسها تصرّف لاعبي المنتخب الوطني في الدوحة تعكس المزاج العام في بلد يبلغ عدد سكانه نحو 86 مليون نسمة موزعين على شعوب عدّة. تعاني هذه الشعوب من نظام عاجز عن تطوير نفسه، نظام لا علاقة له لا بالديموقراطيّة ولا بحقوق المرأة ولا بكلّ ما هو حضاري في هذا العالم. على العكس من ذلك يعتمد هذا النظام، الذي بات يتحكّم به «الحرس الثوري»، على سياسة الهروب إلى الأمام من زاوية أن طموحه الوحيد يتمثل في المحافظة على نفسه بأي ثمن كان... حتّى لو كان هذا الثمن تحوله إلى كوريا شماليّة أخرى تتلطّى بالسلاح النووي.

إذا كان من درس يمكن استخلاصه من تطورات الوضع الإيراني منذ 16 سبتمبر الماضي، تاريخ وفاة الفتاة الكرديّة مهسا أميني نتيجة التعامل الفظ لشرطة الأخلاق معها، فإن هذا الدرس يتلخّص بأنّ الشعب الإيراني لا يمكن أن يرضخ للنظام القائم.

لا يعني ذلك أنّ التغيير سيحصل اليوم أو غداً، لكنّه يعني أنّ التغيير سيحصل عاجلاً أم آجلاً، لا لشيء سوى لأنّ الشعب الإيراني يشعر بأنّه يستحق الانتماء إلى ثقافة الحياة.

ليس صحيحاً أن الإيرانيين، بأكثريتهم الساحقة، يريدون تحرير القدس. يدرك الشعب الإيراني أن القدس، بالنسبة إلى النظام وأهله ليست سوى تجارة... ومزايدات على الدول العربية لا أكثر.

ضمّت إسرائيل، القدس رسمياً ونقلت أميركا سفارتها في تل أبيب إلى القدس في عهد دونالد ترامب. لم تفعل «الجمهوريّة الإسلاميّة» شيئاً. بل لا تستطيع أن تفعل شيئاً.

بدل تدمير إسرائيل، لجأت إلى تدمير سورية والعراق ولبنان واليمن... وكادت أن تدمّر البحرين لولا وقوف دول الخليج إلى جانبها.

كلّ ما يمكن قوله إن مزاج الشعب الإيراني تغيّر. فقد النظام هيبته في ضوء عجزه عن القيام بأي إصلاح داخلي على أي صعيد كان.

لا يشبه النظام الإيراني الذي يسمّي نفسه «الجمهوريّة الإسلاميّة» غير النظام السوفياتي الذي قام في العام 1917 وانتهى رسمياً مطلع العام 1992.

ليس صحيحاً أن النظام السوفياتي لم يسع إلى إنقاذ نفسه. في الواقع، حاول ذلك، مباشرة بعد وفاة العجوز قسطنطين تشيرنينكو الأمين العام للحزب الشيوعي والإتيان بميخائيل غورباتشوف مكانه في العام 1985.

اكتشف غورباتشوف أنّ لا أمل في إصلاح النظام وإعادة تأهيله على الرغم من كلّ المحاولات التي بذلها معتمداً على نظريتي «غلاسنوست»، أي الشفافيّة و«بيريسترويكا» أي الإصلاحات الهيكلية.

لم تنفع الشفافية ولم تنفع الإصلاحات. المسألة في إيران الآن، ليست مسألة حرية وضع الحجاب وكيفية وضعه.

المسألة مسألة شعب، يمتلك حضارة قديمة، يريد تقرير مصيره بعيداً عن سطوة «الحرس الثوري» ورجال دين متزمتين لا يعرفون شيئاً عن العالم.

المسألة، أيضاً، مسألة نظام مفلس لم يعد لديه ما يقدّمه لإيران والإيرانيين ولا لمحيطه ولا للعالم.

الأكيد أنّ إدارة جو بايدن مازالت ترفض الاعتراف بأنّ إيران تشهد ثورة شعبيّة حقيقيّة. فوق ذلك، ترفض هذه الإدارة الاعتراف بعمق العلاقة والمصالح المتبادلة بين فلاديمير بوتين و«الحرس الثوري» بعدما ظهر ذلك جليّاً من خلال الدعم العسكري الإيراني للرئيس الروسي في حربه على أوكرانيا وشعبها.

مثل هذا التجاهل الأميركي للحدث الإيراني يلقي مسؤوليات أكبر على الشعب الإيراني في مواجهة نظام لا ردّ لديه سوى اللجوء إلى القتل والقمع، خصوصاً عندما يستفزّه هتاف «امرأة، حياة، حرّية» ويظهر عليه الخوف من مثل هذا النوع من الهتافات!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمق رفض الإيرانيين للنظام عمق رفض الإيرانيين للنظام



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib