بيروت الحزينة حتى الموت
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

بيروت الحزينة حتى الموت

المغرب اليوم -

بيروت الحزينة حتى الموت

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

هل يسهّل "حزب الله" الذي يخشى إفلات لبنان منه تشكيل حكومة لبنانية معقولة ومقبولة من المجتمعين الدولي والعربي؟ أم أن همه محصور في الدفاع عن مصالح إيران من دون أي مراعاة لمصالح لبنان واللبنانيين؟

ثمة ظواهر عدّة تستوقف الموجود في بيروت هذه الأيّام بعدما مرّ شهران كاملان على الثورة الشعبية التي هدفها التخلّص من "عهد حزب الله" الذي بدأ فعلا في أواخر العام 2016 مع تمرير التسوية الرئاسية.

جرّ هذا العهد البلد إلى الإفلاس ولا ينفع التلطّي بدفع ثمن ما حصل في السنوات الثلاثين الماضية بغية التهرّب من المسؤولية. هناك أمور كثيرة إيجابية وأخرى سلبية حصلت في السنوات الثلاثين الماضية، أي منذ التوصل إلى اتفاق الطائف. كانت هناك عودة للحياة إلى بيروت التي أُعيدَ بناء وسطها. وصارت هناك طرقات تربط بالجنوب وغير الجنوب. وحتّى العام 1996، كانت هناك كهرباء. بعد 1992، عادت بيروت تجسّد ثقافة الحياة والجمع بين اللبنانيين من كلّ المناطق والطوائف والمذاهب والطبقات الاجتماعية. حدث ذلك على الرغم من وجود معاول الهدم التي استأنفت نشاطها منذ اليوم الأوّل لاغتيال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005، وقبل ذلك في عهد إميل لحّود. لا تزال هذه المعاول تهدم بغية البلوغ إلى الوضع الراهن الذي صارت فيه بيروت مدينة تحتضر.

لعلّ الظاهرة الأولى، التي لا بدّ من التوقّف عندها، حال الإنكار لدى كبار المسؤولين، لمدى خطورة الأزمة الاقتصادية والوضع المالي. إنّها أزمة تهدّد وجود لبنان لا أكثر ولا أقلّ. ليست لدى هؤلاء المسؤولين أي فكرة عن أن مصير البلد على المحكّ في ظلّ شبه انهيار للنظام المصرفي الذي يمثل العمود الفقري للاقتصاد، بل شريان الحياة للبلد كلّه. للمرّة الأولى في التاريخ اللبناني القصير الذي عمره مئة سنة، لا يستطيع المواطن سحب أمواله من المصارف أو القيام بتحويلات إلى الخارج. أكثر من ذلك، سيتوقف قريبا نشاط كبار التجّار الذين لن يعودوا قادرين على تغطية قيمة ما يستوردونه بالعملات الأجنبية.

سيؤدي ذلك إلى مزيد من البطالة، في وقت هناك خلاف على شكل الحكومة الجديدة التي يفترض أن تضمّ اختصاصيين يعرفون في العمق الملفات التي يتعاطون بها.

من الطبيعي أن تؤدي البطالة إلى اضطرابات اجتماعية، وإلى مزيد من الهجرة لمن يستطيع الهجرة. وإذا كان لا بدّ من تسمية الأشياء بأسمائها، فإن المسيحيين سيهاجرون بأعداد كبيرة إلى بلدان غربية حيث قد يكون مرحبا بعدد منهم، وذلك في وقت تعاني فيه كلّ دول الخليج العربي من نوع من الجمود ألمًّ بأسواقها وحال دون استيعاب مزيد من اللبنانيين، من كلّ الطوائف، عملوا في قطاعات معيّنة وبرعوا فيها.

إذا كان من درس يمكن تعلّمه من السنوات الأخيرة التي مرّ فيها لبنان، فهذا الدرس يتلخّص بعبارة أن المسيحيين لا يستطيعون استعادة حقوقهم، هذا إذا كانت هناك من حقوق تحتاج إلى استرجاع، عن طريق سلاح “حزب الله”. هناك حسابات إيرانية مختلفة عن حسابات “التيّار الوطني الحر” وما يمثله وما يطمح إليه. في ظلّ الحسابات الإيرانية تختلف الأولويات والظروف بين حين وآخر، ولا يمثل المسيحيون في لبنان سوى تفصيل صغير في لعبة إطارها أوسع بكثير من لبنان.

من المعيب غياب المنطق لدى كبار المسؤولين في لبنان. سيأخذ غياب المنطق لبنان إلى كارثة حقيقية، خصوصا أن الناس ستشعر بالجوع قريبا مع انهيار المؤسسات الخاصة الواحدة تلو الأخرى مع ما يستجلبه ذلك من بطالة ومشاكل ذات طابع اجتماعي. لو لم يكن هناك غياب للمنطق لكانت تشكلت حكومة اختصاصيين سريعا، حكومة مدعومة من الأحزاب التي تستطيع التأثير في الناس. فالبلد أهمّ من تمثيل هذه الأحزاب في الحكومة بغض النظر عما تريده أميركا أو ما لا تريده.

باختصار شديد، لدى أميركا سلاح قويّ وفتّاك اسمه الدولار. لا يستطيع لبنان خوض حرب خاسرة سلفا مع أميركا. فوق ذلك، إن أميركا، التي تستطيع تدمير النظام المصرفي اللبناني في لحظة، لا تريد السماع بحكومة لبنانية تتمثل فيها الأحزاب، بما في ذلك “حزب الله”. في استطاعة هذه الأحزاب أن تكون موجودة عبر شخصيات تعتبر محسوبة عليها بطريقة أو بأخرى، ولكن ليس عبر أشخاص يشكلون عناوين تحدّ ورغبة واضحة في تأكيد أنّ لبنان صار تابعا للمحور الإيراني في المنطقة. فوق ذلك كلّه، لا يمكن لأي دولة عربية قادرة على مساعدة لبنان، في حال تشكلت حكومة “محترمة” على وجه السرعة، القبول ببقاء هذا البلد العربي مجرد “ساحة” لإيران. هل يعقل أن يكون لبنان قاعدة للحوثيين في اليمن، أو ملجأ لكلّ ممثلي الميليشيات المذهبية المدعومة من إيران والتي تعمل ضدّ دول خليجية معيّنة؟

هل يختار لبنان منطق الحكمة والتعقّل، أم يختار البقاء في وضع البلد المعلّق الذي لا يعرف أين مصلحته؟ هذا السؤال الأساسي يطرح نفسه بإلحاح، خصوصا أنّه ليست هناك جهة معيّنة مستعدة لإنقاذ الوضع الاقتصادي اللبناني في غياب شروط معيّنة باتت أكثر من معروفة.

هذا ليس وقت التنظير والكلام البعيد عن الواقع من نوع الانفتاح على الصين، التي لا تحتاج إلى نصيحة أحد لو كانت لديها مصلحة حقيقية في الاستثمار في لبنان. كذلك، لا ينفع الكلام عن تطوير الصناعة أو الزراعة. قبل التفوّه بكلام من هذا النوع، يبدو مطلوبا المحافظة على ما بقي لدى لبنان. من أهمّ ما بقي لدى لبنان هو النظام المصرفي الذي تحوّل مع ضمور السياحة إلى العمود الفقري للاقتصاد.

لن ينفع في إنقاذ النظام المصرفي الذي كانت تغذيه أموال لبنانية وعربية تغيير طبيعة الثورة الشعبية التي يشهدها البلد منذ شهرين، من ثورة سلمية إلى ثورة تتسم بالطابع العنفي. حسنا، حصل تغيير لطبيعة الثورة التي شملت كلّ الأراضي اللبنانية. هناك فئات معروفة استطاعت إشعال فتيل العنف بين الثوار وقوى الأمن. أدّى ذلك إلى سقوط جرحى وإلحاق أضرار فادحة في الممتلكات في وسط بيروت، بما يعكس مدى الحقد الدفين على المدينة وعلى ثقافة الحياة في آن. هذا لا يقدّم في شيء بمقدار ما أنّه هرب من الاستحقاقات التي تنتظر لبنان، وهي استحقاقات أقلّ ما يُمكن أن توصف به أنّها ذات طابع مصيري.

في النهاية هل يسهّل “حزب الله” الذي يخشى إفلات لبنان منه تشكيل حكومة لبنانية معقولة ومقبولة من المجتمعين الدولي والعربي؟ أم أنّ همّه محصور في الدفاع عن مصالح إيران من دون أي مراعاة لمصالح لبنان واللبنانيين، بمن في ذلك أبناء الطائفة الشيعية؟

في انتظار الجواب عن هذا السؤال، وهو جواب يبدو معروفا سلفا في غياب معجزة، تبدو بيروت مدينة حزينة… حزينة حتّى الموت!

 

قد يهمك ايضا
عبدالمجيد تبون… موظف أم رئيس
ما ينقص بوريس جونسون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروت الحزينة حتى الموت بيروت الحزينة حتى الموت



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل

GMT 00:46 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

أصالة نصري تنشر رسالة مؤثرة على "إنستغرام"بعد انفصالها

GMT 18:07 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

تحطيم الرقم القياسي للمارثون الدولي بفاس

GMT 11:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل تعرفها لأول مرة عن "السيارة الكهربائية"

GMT 09:21 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ميناء طنجة المتوسط يؤمن 12 باخرة لنقل 43 ألف مسافر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib