فرنسا في مأزق النيجر
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

فرنسا في مأزق النيجر

المغرب اليوم -

فرنسا في مأزق النيجر

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

سيظلّ السؤال الذي سيطرح نفسه، هل تسمح فرنسا بنجاح الانقلاب العسكري في النيجر للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه؟   في النهاية، ليس الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر والذي اطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، وهو عربي، سوى ضربة أخرى تتلقاها السياسة الأفريقية لفرنسا.  

تخسر فرنسا حلفاءها في القارة السمراء تباعاً. قبل النيجر، حيث رفع المتظاهرون في العاصمة نيامي أعلاماً روسيّة واطلقوا هتافات معادية للسياسة الفرنسيّة واقتحموا السفارة الفرنسية في نيامي، خسرت باريس مالي وبوركينا فاسو في العامين 2021 و2022.

ليس سرّا أنّ فرنسا انكفأت عسكرياً في اتجاه النيجر بعد كلّ ما تعرّضت له في مالي وبوركينا فاسو.

ما نشهده حالياً هو، في الواقع، فشل ليس بعده فشل لسياسة يقودها ايمانويل ماكرون الذي يتصرّف بطريقة توحي بأنّه من السياسيين الهواة الذين لا يعرفون، في العمق، الملفات التي يتعاطون بها.

ستكون النيجر خسارة كبيرة لفرنسا التي لديها قوات في هذا البلد، إضافة إلى أنّه بمثابة قاعدة استخباراتية في غاية الأهمية بالنسبة إليها. ليس معروفاً ما السياسة التي سيتبعها الجنرال عبدالرحمن تشياني قائد الحرس الرئاسي، الذي أعلن توليه السلطة. يعتقد مراقبو الوضع النيجيري أن تشياني رجل غامض ليس مستبعداً أن يكون معادياً للغرب عموماً.

كلّ ما يمكن قوله إن النيجر دخل مرحلة المجهول، بل يمكن الذهاب إلى وضع ما جرى في نيامي في اطار السعي الروسي إلى تأكيد أن فلاديمير بوتين لم يخسر الحرب الأوكرانيّة وأنّه لا يزال قادرا على الردّ وإيذاء الغرب في انحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك افريقيا.

ليس صدفة ظهور يفغيني بريغوجين قائد مجموعة «فاغنر» في كواليس القمة الروسيّة - الأفريقية التي انعقدت في سانت بطرسبورغ خلال احداث النيجر، وقوله إن «شعب النيجر يخوض حرب تحرّر من الاستعمار».

ما حصل في النيجر، البلد الفقير الذي فيه مناجم يورانيوم، ضربة للولايات المتحدة أيضاً ولإدارة جو بايدن تحديداً. في ديسمبر 2022، انعقدت في واشنطن قمة أفريقيّة - أميركيّة. حرص بايدن على جلوس الرئيس النيجري بازوم إلى يمينه.

أعطى إشارة إلى وجود تقدير أميركي لبلد افريقي ينتخب فيه الرئيس ديموقراطياً. وفرت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة مساعدات للنيجر حيث اقامت قاعدة جويّة، فيما عززت فرنسا وجودها العسكري في منطقة في غاية الأهمّية هي منطقة الساحل الأفريقي.

على الرغم من الإصرار الأميركي على غياب الدليل على تدخل روسي مباشر، أو عبر مجموعة «فاغنر» في النيجر، ليس ما يشير إلى أن التطورات التي شهدها هذا البلد حصلت بالصدفة.

كان بريغوجين حاضراً في قمة سانت بطرسبورغ وشوهد يصافح أحد المسؤولين في جمهورية افريقيا الوسطى، حيث هناك وجود عسكري لـ«فاغنر».

هناك وجود لهذه المجموعة العسكريّة الروسيّة في مالي وافريقيا الوسطى أيضاً. ليس مستبعداً أن يصبح لـ«فاغنر» وجود في النيجر مستقبلاً بحجة أن على النظام الجديد الذي ترفض فرنسا الاعتراف به الدفاع عن نفسه.

هناك من دون شكّ موجة معادية لفرنسا ركبها كبار الضباط في النيجر. هؤلاء متعطشون إلى السلطة. لذلك سارعوا إلى تجميد الحياة السياسيّة، بما في ذلك النشاطات الحزبيّة.

لم تستطع فرنسا المحافظة على وجودها ونفوذها في المنطقة، كذلك لم تستوعب الولايات المتحدة ابعاد النشاط الذي تمارسه «فاغنر» في منطقة الساحل التي تحولت إلى منطقة تمارس فيها المنظمات الإرهابية مثل «داعش» نشاطاً واسعاً.

اكتفت الإدارة الأميركيّة، إلى الآن، بالتنديد بالانقلاب العسكري في النيجر. هل تستطيع الذهاب إلى أبعد من ذلك؟

تكمن مشكلة السياسة الفرنسيّة في عجز باريس عن اتخاذ موقف واضح وصريح حيال ما يدور في منطقة الساحل الافريقي التي كان مفترضاً أن تكون ملعباً خاصاً بها.

لم تتوقف فرنسا لحظة واحدة، على سبيل المثال وليس الحصر، عند الموقف الجزائري من قضيّة الصحراء المغربيّة والأسباب التي تدعو النظام الجزائري إلى متابعة حرب الاستنزاف التي يشنّها على المغرب.

ثمة تذبذب فرنسي ليس بعده تذبذب مع إصرار مسبق على تجاهل الدور الذي يلعبه النظام الجزائري في تكريس حال من عدم الاستقرار في كلّ الساحل الافريقي عن طريق دعم أداة مثل جبهة «بوليساريو» كان يريد فرضها على القمّة الروسيّة - الافريقيّة.

رفضت موسكو ذلك. لم يكن في استطاعة فلاديمير بوتين تحمّل مقاطعة المغرب للقمة. تمثّل المغرب برئيس الوزراء عزيز اخنوش الذي حضر إلى سانت بطرسبورغ.

يدلّ الموقف الفرنسي من موضوع الصحراء المغربيّة على تذبذب ليس بعده تذبذب. إن دلّ هذا الموقف على شيء، فهو يدلّ على رغبة في الخضوع للابتزاز الجزائري تماماً مثلما هناك رغبة فرنسيّة في الخضوع للابتزاز الذي تمارسه «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ايران على الصعيد اللبناني.

تراجعت فرنسا في لبنان واضطرت إلى تغيير سياستها. ليس ما يمنع تراجعها، يوما ما، في شمال افريقيا ومنطقة الساحل الممتدة من موريتانيا إلى جنوب السودان والتعاون مع القوى الساعية إلى الاستقرار بدل السقوط في الفخّ الجزائري.

في النهاية، تدفع فرنسا في النيجر ثمن سياسة تقوم على التذاكي. يمنعها هذا التذاكي من اتخاذ موقف مع الحقّ في ما يخصّ الصحراء المغربيّة.

يسمح مثل هذا التذاكي المترافق مع مقدار كبير من التذبذب لروسيا في السعي إلى إثبات أنّها ما زالت تلعب دوراً في افريقيا. تبدو روسيا مصرّة على هذا الدور، الذي لا افق له، على الرغم من غرقها في الوحول الأوكرانيّة. يظل الحدث النيجري مثلاً صارخاً على ذلك وعلى غياب الرؤية السياسيّة لدى دولة مستعدة للخضوع للابتزاز...

ما حدث في النيجر أبعد من انقلاب. إنه انعكاس للفشل الفرنسي من جهة وإصرار روسي على عدم القبول بالهزيمة الأوكرانيّة والنتائج المترتبة عليها من جهة أخرى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا في مأزق النيجر فرنسا في مأزق النيجر



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib