فرنسا في مأزق النيجر
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

فرنسا في مأزق النيجر

المغرب اليوم -

فرنسا في مأزق النيجر

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

سيظلّ السؤال الذي سيطرح نفسه، هل تسمح فرنسا بنجاح الانقلاب العسكري في النيجر للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه؟   في النهاية، ليس الانقلاب العسكري الذي شهدته النيجر والذي اطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، وهو عربي، سوى ضربة أخرى تتلقاها السياسة الأفريقية لفرنسا.  

تخسر فرنسا حلفاءها في القارة السمراء تباعاً. قبل النيجر، حيث رفع المتظاهرون في العاصمة نيامي أعلاماً روسيّة واطلقوا هتافات معادية للسياسة الفرنسيّة واقتحموا السفارة الفرنسية في نيامي، خسرت باريس مالي وبوركينا فاسو في العامين 2021 و2022.

ليس سرّا أنّ فرنسا انكفأت عسكرياً في اتجاه النيجر بعد كلّ ما تعرّضت له في مالي وبوركينا فاسو.

ما نشهده حالياً هو، في الواقع، فشل ليس بعده فشل لسياسة يقودها ايمانويل ماكرون الذي يتصرّف بطريقة توحي بأنّه من السياسيين الهواة الذين لا يعرفون، في العمق، الملفات التي يتعاطون بها.

ستكون النيجر خسارة كبيرة لفرنسا التي لديها قوات في هذا البلد، إضافة إلى أنّه بمثابة قاعدة استخباراتية في غاية الأهمية بالنسبة إليها. ليس معروفاً ما السياسة التي سيتبعها الجنرال عبدالرحمن تشياني قائد الحرس الرئاسي، الذي أعلن توليه السلطة. يعتقد مراقبو الوضع النيجيري أن تشياني رجل غامض ليس مستبعداً أن يكون معادياً للغرب عموماً.

كلّ ما يمكن قوله إن النيجر دخل مرحلة المجهول، بل يمكن الذهاب إلى وضع ما جرى في نيامي في اطار السعي الروسي إلى تأكيد أن فلاديمير بوتين لم يخسر الحرب الأوكرانيّة وأنّه لا يزال قادرا على الردّ وإيذاء الغرب في انحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك افريقيا.

ليس صدفة ظهور يفغيني بريغوجين قائد مجموعة «فاغنر» في كواليس القمة الروسيّة - الأفريقية التي انعقدت في سانت بطرسبورغ خلال احداث النيجر، وقوله إن «شعب النيجر يخوض حرب تحرّر من الاستعمار».

ما حصل في النيجر، البلد الفقير الذي فيه مناجم يورانيوم، ضربة للولايات المتحدة أيضاً ولإدارة جو بايدن تحديداً. في ديسمبر 2022، انعقدت في واشنطن قمة أفريقيّة - أميركيّة. حرص بايدن على جلوس الرئيس النيجري بازوم إلى يمينه.

أعطى إشارة إلى وجود تقدير أميركي لبلد افريقي ينتخب فيه الرئيس ديموقراطياً. وفرت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة مساعدات للنيجر حيث اقامت قاعدة جويّة، فيما عززت فرنسا وجودها العسكري في منطقة في غاية الأهمّية هي منطقة الساحل الأفريقي.

على الرغم من الإصرار الأميركي على غياب الدليل على تدخل روسي مباشر، أو عبر مجموعة «فاغنر» في النيجر، ليس ما يشير إلى أن التطورات التي شهدها هذا البلد حصلت بالصدفة.

كان بريغوجين حاضراً في قمة سانت بطرسبورغ وشوهد يصافح أحد المسؤولين في جمهورية افريقيا الوسطى، حيث هناك وجود عسكري لـ«فاغنر».

هناك وجود لهذه المجموعة العسكريّة الروسيّة في مالي وافريقيا الوسطى أيضاً. ليس مستبعداً أن يصبح لـ«فاغنر» وجود في النيجر مستقبلاً بحجة أن على النظام الجديد الذي ترفض فرنسا الاعتراف به الدفاع عن نفسه.

هناك من دون شكّ موجة معادية لفرنسا ركبها كبار الضباط في النيجر. هؤلاء متعطشون إلى السلطة. لذلك سارعوا إلى تجميد الحياة السياسيّة، بما في ذلك النشاطات الحزبيّة.

لم تستطع فرنسا المحافظة على وجودها ونفوذها في المنطقة، كذلك لم تستوعب الولايات المتحدة ابعاد النشاط الذي تمارسه «فاغنر» في منطقة الساحل التي تحولت إلى منطقة تمارس فيها المنظمات الإرهابية مثل «داعش» نشاطاً واسعاً.

اكتفت الإدارة الأميركيّة، إلى الآن، بالتنديد بالانقلاب العسكري في النيجر. هل تستطيع الذهاب إلى أبعد من ذلك؟

تكمن مشكلة السياسة الفرنسيّة في عجز باريس عن اتخاذ موقف واضح وصريح حيال ما يدور في منطقة الساحل الافريقي التي كان مفترضاً أن تكون ملعباً خاصاً بها.

لم تتوقف فرنسا لحظة واحدة، على سبيل المثال وليس الحصر، عند الموقف الجزائري من قضيّة الصحراء المغربيّة والأسباب التي تدعو النظام الجزائري إلى متابعة حرب الاستنزاف التي يشنّها على المغرب.

ثمة تذبذب فرنسي ليس بعده تذبذب مع إصرار مسبق على تجاهل الدور الذي يلعبه النظام الجزائري في تكريس حال من عدم الاستقرار في كلّ الساحل الافريقي عن طريق دعم أداة مثل جبهة «بوليساريو» كان يريد فرضها على القمّة الروسيّة - الافريقيّة.

رفضت موسكو ذلك. لم يكن في استطاعة فلاديمير بوتين تحمّل مقاطعة المغرب للقمة. تمثّل المغرب برئيس الوزراء عزيز اخنوش الذي حضر إلى سانت بطرسبورغ.

يدلّ الموقف الفرنسي من موضوع الصحراء المغربيّة على تذبذب ليس بعده تذبذب. إن دلّ هذا الموقف على شيء، فهو يدلّ على رغبة في الخضوع للابتزاز الجزائري تماماً مثلما هناك رغبة فرنسيّة في الخضوع للابتزاز الذي تمارسه «الجمهوريّة الإسلاميّة» في ايران على الصعيد اللبناني.

تراجعت فرنسا في لبنان واضطرت إلى تغيير سياستها. ليس ما يمنع تراجعها، يوما ما، في شمال افريقيا ومنطقة الساحل الممتدة من موريتانيا إلى جنوب السودان والتعاون مع القوى الساعية إلى الاستقرار بدل السقوط في الفخّ الجزائري.

في النهاية، تدفع فرنسا في النيجر ثمن سياسة تقوم على التذاكي. يمنعها هذا التذاكي من اتخاذ موقف مع الحقّ في ما يخصّ الصحراء المغربيّة.

يسمح مثل هذا التذاكي المترافق مع مقدار كبير من التذبذب لروسيا في السعي إلى إثبات أنّها ما زالت تلعب دوراً في افريقيا. تبدو روسيا مصرّة على هذا الدور، الذي لا افق له، على الرغم من غرقها في الوحول الأوكرانيّة. يظل الحدث النيجري مثلاً صارخاً على ذلك وعلى غياب الرؤية السياسيّة لدى دولة مستعدة للخضوع للابتزاز...

ما حدث في النيجر أبعد من انقلاب. إنه انعكاس للفشل الفرنسي من جهة وإصرار روسي على عدم القبول بالهزيمة الأوكرانيّة والنتائج المترتبة عليها من جهة أخرى!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا في مأزق النيجر فرنسا في مأزق النيجر



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib