انتخابات لتغيير هويّة لبنان
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

انتخابات لتغيير هويّة لبنان!

المغرب اليوم -

انتخابات لتغيير هويّة لبنان

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

ليس ما يضمن أن تكون الانتخابات النابية في لبنان مرآة حقيقية تعكس ما هو عليه فعلا الوضع في البلد. ستكون هذه الانتخابات نتيجة مباشرة لسلسلة من الحروب كان ابرزها غزوة بيروت التي اخضعها "حزب الله" له في الثامن ايّار – مايو 2008. وقتذاك، لم تصمد الدولة اللبنانيّة في مواجهة مع ميليشيا الحزب المذهبي، التابع لإيران، الذي سيطر على بيروت عسكريا. ما لبث أن ترجم هذه السيطرة إلى سيطرة سياسيّة حسمت موقع لبنان في المنطقة والفريق الذي بات يتحكّم بشؤونه وشؤون مواطنيه بأدّق تفاصيلها.
عندما ينشغل اللبنانيون بالإنتخابات المتوقعة في الخامس عشر من الشهر الجاري، فإنّهم لا يتوقفون، مثلهم مثلما كثيرين خارج لبنان، عند المشكلة الأساسية التي تتجاوز مسألة الإنتخابات. هذه المشكلة اسمها قانون الانتخابات المعمول به والذي فصّل أساسا على قياس "حزب الله" الذي ليس سوى لواء في "الحرس الثوري" الإيراني. كلّ ما عدا ذلك تفاصيل لا علاقة لها بمصلحة لبنان... في ضوء قدرة "حزب الله" على الإستناد إلى هذا القانون، العجيب الغريب، من اجل ضمان اكثريّة دائمة له في مجلس النواب اللبناني. تسمح له هذه الأكثرية بتغيير هويّة لبنان نهائيا وجعله بلدا طاردا لأهله، تماما كما سعت إسرائيل في كلّ وقت منذ احتلالها الضفّة الغربيّة في العام 1967، إلى جعلها ارضا طاردة لأهلها. فعلت ذلك عبر المستوطنات التي اقامتها في كلّ انحاء الضفّة والتي شملت تطويق مدينة القدس، من كلّ الجهات، وعزلها عن الأراضي الفلسطينية المحتلّة قدر المستطاع.
لم يكن قانون الانتخابات، الذي أجريت على أساسه انتخابات العام 2018، سوى ثمرة سلسلة من الحروب خاضها "حزب الله" من اجل اخضاع الشعب اللبناني بدءا بتفجير رفيق الحريري في 14 شباط - فبراير من العام 2005 وسلسلة الإغتيالات التي تلت ذلك وكان أولها اغتيال سمير قصير وآخرها اغتيال محمّد شطح ولقمان سليم. تبدو الانتخابات المقبلة اقرب إلى حرب أخرى للحزب على لبنان.
تعرّض لبنان، منذ العام 2005، لسلسلة حروب حقيقية استهدفته كما استهدفت اللبنانيين. كانت بينها حرب صيف العام 2006 وحرب الإعتصام في وسط بيروت بغية اغلاقه وشلّ الحركة الإقتصاديّة فيه... وحرب مخيّم نهر البارد الفلسطيني وحرب التدخل في سوريا، في سياق الحرب على الشعب السوري، بغية الغاء الحدود بين البلدين وحرب ايصال ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهوريّة بغية تكريس المبدأ القائل أنّ ايران باتت تقرّر من هو رئيس الجمهورية في لبنان. كانت هناك أيضا حرب على المصارف وعلى الكهرباء وعلى التعليم وعلى المستشفيات أدت إلى افقار لبنان واللبنانيين وجعلهم يعيشون في الذلّ. كانت الحرب الأهم على بيروت نفسها وعلى الجبل الدرزي في العام 2008 من اجل اخضاع السنّة والدروز!
لم يعد هناك من يتحدّث عن القانون الإنتخابي الذي يزوّر الانتخابات بشكل مسبق. هذا القانون الذي يسمح لـ"حزب الله"، بفضل سلاحه، باغلاق مناطق سيطرته اغلاقا تاما ومنع ايّ انتخابات فيها كي يسيطر على 27 نائبا شيعيا من اصل 27  في مجلس النوّاب اللبناني. يترك بعد ذلك أبناء الطوائف الأخرى يتقاتلون في ما بينهم بعدما صار "التيّار العوني" أداة طيّعة لديه يستخدمها في كلّ حروبه المستمرة، وهي حروب على المسيحيين وعلى السنّة وعلى الدروز.
لم يعد المطروح في لبنان هل ستكون لـ"حزب الله" اكثريّة في مجلس النواب الجديد؟ المطروح هل يمكن للمعارضة التي ستتكون، هذا اذا تكوّنت، الحؤول دون تمدّد "حزب الله" اكثر وفرض ثقافته على المناطق اللبنانيّة الأخرى على غرار ما فعله في الجنوب والبقاع؟
في النهاية، استطاع "حزب الله" اغلاق مناطق معيّنة في لبنان ومنع أي صوت معارض لثقافة الموت، التي ينادي بها، في هذه المناطق. بات متوقعا ان تكون معركة لبنان المقبلة معركة تفادي السقوط الكامل امام "حزب الله" الذي لا يخفي استياءه على لسان ناطقين باسمه من وجود نمط مختلف للحياة يمارسه اللبنانيون في جونية وجبيل والمعاملتين (مناطق مسيحيّة) وحتّى في بيروت.
يفترض باللبنانيين الإستعداد منذ الآن لمرحلة ما بعد الانتخابات وما يعدّه "حزب الله" للبلد على كلّ المستويات، خصوصا بهدف تغيير طريقة عيش اللبنانيين وممارستهم لثقافة الحياة.
على من يعتبر انّ في مثل هذا الكلام مبالغة، التوقف عند محطتين في غاية الاهمّية. محطة السكوت التام لرئيس الجمهورية وتيارّه، الذي على رأسه جبران باسيل، امام خطاب ممثلي "حزب الله" المتضايقين من شاطئ جونية وجبيل والمعاملتين. امّا المحطة الثانية، فهي تتمثل في ذلك الخضوع لمشيئة "حزب الله" لدى بعض الموارنة، من طينة جبران باسيل، الراغبين في الوصول الى موقع رئيس الجمهورية بايّ ثمن كان.
يدفع لبنان واللبنانيون غاليا ثمن إقرار مجلس النواب لقانون الانتخابات الحالي. تبيّن مع مرور الوقت انّ هذا القانون ليس سوى تتمة منطقيّة لإنتخاب ميشال عون رئيسا للجمهوريّة، أي أنّه بمثابة تكريس لواقع الاحتلال الإيراني للبنان. تكرّس الاحتلال الإيراني على مراحل بعدما استطاع "حزب الله" ملء الفراغ الأمني الذي نتج عن الانسحاب العسكري والأمني السوري من البلد في 26 نيسان - ابريل 2005 نتيجة اغتيال رفيق الحريري وما تلا ذلك من احداث لم تكتمل فصولها إلى يومنا هذا.
قد يحتاج لبنان إلى انتخابات من النوع الذي سيجري بعد ايّام كي تكتمل فصول السيطرة الإيرانية على بلد جرّد في السنوات الأخيرة من كلّ مقومات وجوده. إنّه بلد، من دون كهرباء، لا يريد ان يعرف فيه رئيس الجمهوريّة وصهره من ورائه جريمة موصوفة مثل جريمة تفجير مرفأ بيروت. قطع ميشال عون سريعا الطريق على الحقيقة في تفجير المرفأ عندما استبعد مباشرة بعد الكارثة أي تحقيق دولي في الجريمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات لتغيير هويّة لبنان انتخابات لتغيير هويّة لبنان



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في "جاني في المنام"
المغرب اليوم - نيللي كريم تجتمع مع روبي وكندة علوش في

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib