أوكرانيا حياة أو موت لحلف الأطلسي
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

أوكرانيا... حياة أو موت لحلف الأطلسي

المغرب اليوم -

أوكرانيا حياة أو موت لحلف الأطلسي

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

بعد 75 عاماً على قيامه، يمر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في تجربة مهمّة يتوقف عليها مصيره بصفة كونه تحالفاً عسكرياً للغرب في مواجهة أعدائه وكلّ ما يمثله من قيم خاصة به في هذا العالم.

اسم هذه التجربة، التي كانت محور القمة التي عقدها الحلف في واشنطن، هي التجربة الأوكرانيّة. ستكون أوكرانيا والدفاع عنها ومنعها من السقوط تحت الهيمنة الروسيّة مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى الـ«ناتو».

في أوكرانيا، التي تتعرّض لهجوم روسي ذي طابع توسّعي فظّ يذكر بالنهج النازي لهتلر، سيكون على الأطلسي، بقيادة الولايات المتحدة، إثبات أنّه لا يزال موجوداً وفعّالاً وألا يرضخ لفلاديمير بوتين، وطموحاته وأوهامه.

في الواقع، تبدو الحاجة إلى تأقلم حلف الأطلسي مع تغيّرات كبيرة شهدها العالم، بما في ذلك عودة الحياة إلى الحرب الباردة بقيادة صينية.

تقود الصين الحرب الباردة الجديدة. توجه الصين الحرب الباردة الجديدة من خلف بعدما استغلت التورط الروسي في الحرب الأوكرانيّة التي بدأت في 24 فبراير 2022 أفضل استغلال وإلى أبعد حدود. من بين النتائج التي أفرزتها تلك الحرب سقوط روسيا في الحضن الصيني. بات استمرار الحرب متوقفاً على الصين التي تسمح لروسيا، بمشاركة إيرانيّة وكوريّة شمالية، بتجاوز العقوبات التي فرضها الغرب عليها من جهة والحصول على الأسلحة التي تحتاج إليها من جهة أخرى. يعيد بوتين حاليا بناء الجيش الروسي بفضل الصين وحلفاء الصين وبتغطية من اليمين الأوروبي الذي يتمتع بمقدار كبير من السذاجة في ما يخص الرئيس الروسي ومخططاته.

سيعتمد الكثير على ما إذا كانت القرارات التي اتخذتها قمة حلف الأطلسي التي انعقدت في واشنطن لدعم أوكرانيا ستوضع موضع التنفيذ، أم أنّ هذه القرارات، وهي حزمة مساعدات لأوكرانيا، ستبقى حبراً على ورق. أكثر من ذلك، سيتمكن بوتين، في غياب حلف الأطلسي، من فرض أمر واقع في البلد الجار الذي اجتاحه مستفيداً من الوضع الأميركي الداخلي والتردد الغربي والتشرذم الأوروبي. عمليّاً، سيعتمد الكثير على ما إذا كانت إدارة جو بايدن، التي هي في حال يرثى لها بسبب الوضع الخاص بالرئيس الأميركي، تستطيع ممارسة دور قيادي في هذا العالم المعقّد وأن تضع حدوداً للرئيس الروسي الذي يحلم يومياً باستعادة أمجاد غير موجودة هي أمجاد الاتحاد السوفياتي.

سيتوقف الأمر على مّا إذا كانت أميركا التي أنقذت أوروبا من النازية والتي ربحت الحرب الباردة، ستبقى أميركا. سيتبين في الأسابيع المقبلة هل ستتمكن إدارة بايدن، على الرغم من كلّ ما يعاني منه الرئيس الأميركي الحالي، ستتمكن من إنقاذ أوكرانيا وتمنع سقوطها.

لم يعد سرّاً أن الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي باتت عودته إلى البيت الأبيض مرجّحة على استعداد لعقد صفقة مع بوتين. تتميّز سياسة ترامب، من خلال ما ظهر من السنوات الأربع التي أمضاها في البيت الأبيض بين مطلع 2017 ومطلع 2021 بنوع من الإزدواجية. كان ترامب واضحاً، في معظم الأحيان وليس في كلّها، في الموضوع الإيراني. لكنّه كان في غاية التساهل في كلّ ما له علاقة بفلاديمير بوتين.

ذهب إلى حدّ تمزيق الاتفاق النووي مع إيران الذي وقع صيف العام 2015 في عهد باراك أوباما. أعطى ترامب مطلع 2020 الأمر باغتيال قاسم سليماني، الذي يمكن اعتباره الشخصية المحوريّة في المشروع التوسّعي الإيراني. ترامب نفسه لا يؤمن بحلف شمال الأطلسي الذي يشكل حجر الزاوية في الدفاع عن الغرب والذي يفترض أن يقف صراحة بكل صلابة في وجه سقوط أوكرانيا الدولة الأوروبيّة المحوريّة.

تبدو المسألة مسألة وقت ليس إلّا. تتمثل الخدمة الوحيدة التي لا يزال في استطاعة جو بايدن، تأديتها للعالم، قبل نهاية ولايته ودخول ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً مطلع العام 2025، في إنقاذ أوكرانيا. يعني إنقاذ أوكرانيا الكثير. إنّه إنقاذ لحلف شمال الأطلسي أوّلاً. كان هذا الحلف من الأدوات التي استخدمت من أجل إسقاط الاتحاد السوفياتي الذي كان بالفعل «إمبراطوريّة الشر» على حد تعبير الرئيس الراحل رونالد ريغان، في خطاب ألقاه في صيف العام 1983.

لو لم يسقط الاتحاد السوفياتي لكانت دول أوروبيّة عدة، هي المانيا الشرقية وبولندا وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا (صارت تشيكيا وسلوفاكيا)، فضلاً عن دول البلطيق الثلاث، لا تزال إلى يومنا هذا تعيش تحت الهيمنة السوفياتية. كذلك، لولا سقوط الاتحاد السوفياتي، لما كانت ألمانيا توحدت يوماً ولما عادت تلعب دورها على الصعيدين الأوروبي والدولي.

سيعني سقوط أوكرانيا الكثير، خصوصاً في غياب سياسة أوروبيّة موحدة تضع في رأس أولوياتها كيفية مواجهة روسيا – فلاديمير بوتين. في غياب الموقف الواضح من غزو أوكرانيا، لن تعود أوروبا قادرة على التماسك بأي شكل. ثمة سباق مع الوقت وذلك قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض. يفصل عن تلك العودة أقلّ من ستة أشهر. سيظهر في الأشهر القليلة المقبلة ما إذا كانت الصين ستنجح في إخضاع أوروبا عبر الحلف الذي أقامته مع روسيا. يعود ذلك إلى أن سقوط أوكرانيا في يد روسيا، أي في يد الصين سيعني أنّ كلّ دولة أوروبيّة ستصبح مهددة. دول البلطيق الثلاث أولاً (لاتفيا وإستونيا وليتوانيا) وبولندا في حين ستندم هنغاريا طويلاً على لعب رئيس حصان طروادة في خدمة فلاديمير بوتين، عبر رئيس الوزراء فكتور أوربان، الذي التقى دونالد ترامب في فلوريدا قبل أيام قليلة.

لا يزال حلف شمال الأطلسي ضرورة. يبدو مستقبل الحلف الذي عايش الحرب الباردة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وسيطرة الاتحاد السوفياتي على قسم من أوروبا حتى خريف 1989، لدى سقوط جدار برلين، مهددا بالفعل. في ظلّ الحرب الباردة الجديدة، التي تقودها الصين بحذاقة كبيرة، يواجه الحلف تجربة أوكرانيا. هل يسقط الحلف في أوكرانيا... أم يكون إنقاذ أوكرانيا حياة جديدة له؟

نقلاً عن "الراي"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكرانيا حياة أو موت لحلف الأطلسي أوكرانيا حياة أو موت لحلف الأطلسي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib