مستقبل «بيبي» أهمّ من مستقبل المنطقة
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

مستقبل «بيبي»... أهمّ من مستقبل المنطقة !

المغرب اليوم -

مستقبل «بيبي» أهمّ من مستقبل المنطقة

بقلم - خيرالله خيرالله

لا حاجة إلى تعقيد الأمور عندما يتعلّق الأمر بمحاولة فهم ما يدور حالياً في الضفّة الغربيّة. قررت إسرائيل اقتحام مخيّم جنين. في المخيّم نحو 27 ألف مواطن فلسطيني يعيشون على مساحة نصف كيلومتر مربّع.

ليس سرّاً أن في المخيم مجموعات مسلّحة على استعداد لمقاومة الإسرائيليين. لا خيار آخر امام هذه المجموعات سوى المقاومة بغض النظر عن مواقف الفصائل الفلسطينية المختلفة وحساباتها، بما في ذلك حسابات السلطة الوطنيّة و«حماس».

تقاوم هذه المجموعات في ضوء غياب أي افق سياسي أمام فلسطينيي الضفّة الغربيّة. لم تترك إسرائيل امام هؤلاء من خيار غير الاستسلام للاحتلال المستمر منذ العام 1967.

جعلتهم من فئة الناس الذين لم يعد لديهم ما يخسرونه. يعني ذلك، بكلّ بساطة، أن إسرائيل لا يمكن إلّا أن تخرج خاسرة من المواجهة.

يعود الأمر إلى أن أسوأ ما يمكن أن يحدث لشخص أو لمجموعة، وحتّى لدولة قويّة، يتمثّل في التعاطي مع طرف ليس لديه ما يخسره.

نزعت إسرائيل كلّ أمل بمستقبل أفضل امام الشباب الفلسطيني في الضفة الغربيّة. لم تترك أمامه سوى خيار واحد، هو خيار حمل السلاح.

من هنا، ليس مستبعداً انتقال المواجهات من جنين إلى مكان آخر في الضفّة وخارج الضفّة بعدما تخلّت إسرائيل عن السياسة وباتت تعتقد أنّ القوة تحلّ كلّ المشاكل المطروحة امامها في الضفّة الغربيّة التي تعتبرها «أرضاً متنازعاً عليها» تسعى إلى وضع اليد عليها.

سيقتل الجيش الإسرائيلي مزيداً من الفلسطينيين. ليس مستبعداً توسّع المواجهات، لكنّ ذلك لن يأتي بالهدوء للضفّة الغربيّة ولن يبقى الاحتلال مهما طال الزمن.

يعود الأمر إلى أن المعادلة في غاية البساطة، وهي معادلة يعجز العقل اليميني الإسرائيلي الذي يتحكّم بحكومة بنيامين نتنياهو عن استيعابها.

يختزل المعادلة وجود ما بين سبعة وثمانية ملايين فلسطيني بين البحر المتوسط ونهر الأردن.

هناك ما يزيد على مليوني فلسطيني في داخل إسرائيل. هناك مليونا فلسطيني، في أقل تقدير، في قطاع غزّة. هناك نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون فلسطيني في الضفّة الغربيّة.

ليس طبيعياً في مواجهة هذا العدد الكبير من الفلسطينيين على أرض فلسطين استبعاد الحل السياسي والاستعاضة عنه بعقل نتنياهو (بيبي) الذي لا يفكّر سوى بكيفية انقاذ مستقبله السياسي وتفادي دخول السجن، كما حصل مع رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت.

ليس طبيعياً ما يحدث في الضفّة الغربيّة. حسناً، لنفترض أن الجيش الإسرائيلي استطاع السيطرة كلّياً على مخيّم جنين غداً أو بعد غد؟ ما الذي سيفعله في اليوم التالي؟ ما الذي يمنع مواجهات أخرى في مكان آخر وفي مخيّم آخر؟

خلاصة الأمر أنّ إسرائيل تبدو اكثر من أي وقت دولة مريضة فقدت كلّ قدرة على التعاطي السياسي مع مشاكل المنطقة.

باختصار، باتت إسرائيل أسيرة عقل مريض يمثله يمين متعصب لا يشبه سوى العقل «الداعشي» الذي يتحكّم بتنظيمات مثل «حماس» أو «الجهاد الإسلامي» على علاقة قويّة وعميقة مع «الحرس الثوري» الإيراني.

كلّ ما تفعله إسرائيل في الوقت الحاضر أنّها وضعت نفسها في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني الذي يستفيد إلى أبعد حدود من استمرار التوتر في الضفّة الغربيّة حيث الحاجة أكثر من أي وقت إلى العودة إلى السياسة.

لا مفرّ من العودة إلى السياسة على الرغم من غياب السلطة الوطنيّة الفلسطينية التي ليس لديها ما تقوم به غير التهديد والوعيد، علما أنّ رئيسها يعرف قبل غيره أنّه لا يستطيع الخروج من بيته من دون إذن إسرائيلي.

نعم، وضعت إسرائيل نفسها في خدمة المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة. عندما تسدّ كلّ أبواب الحل السياسي مع الفلسطينيين، فهي تسدّ في الوقت ذاته كلّ الأبواب أمام التعاون على الصعيد الإقليمي لمواجهة التوسّع الإيراني الذي قضى على سورية والعراق ولبنان والذي ليس مستبعداً ان يقضي أيضاً على اليمن.

تكشف أحداث الضفّة الغربيّة، وهي أحداث في غاية الخطورة نظراً إلى احتمال توسعها، أن القضيّة الفلسطينيّة ما زالت حيّة ترزق. أكثر من ذلك، إنّ حل الدولتين لا يزال الخيار الوحيد من أجل ضمان الاستقرار في المنطقة وذلك على الرغم من حال الإفلاس التي تعاني منها السلطة الوطنيّة... وعلى الرغم من انكشاف لعبة «حماس» التي تسعى إلى خلافة السلطة الوطنيّة في الضفّة الغربيّة، على غرار ما فعلته في غزّة، بالتواطؤ مع إسرائيل.

يظلّ أخطر ما في الأمر ذلك الغياب الأميركي عن الحدث الفلسطيني، وهو غياب لا مبرّر له.

في النهاية، ما زالت الإدارات الأميركيّة تتجاهل القضيّة الفلسطينيّة منذ صيف العام 2000 بعد فشل قمة كامب ديفيد بين الرئيس بيل كلينتون وياسر عرفات وايهود باراك (رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتذاك). ما زال الفلسطينيون يدفعون ثمن فشل تلك القمة التي تلاها عسكرة للانتفاضة التي تسبب بها ذهاب ارييل شارون إلى حرم المسجد الأقصى.

ينسف ما يحصل هذه الأيّام كلّ الجهود التي بذلتها اطراف عربيّة من أجل إيجاد وضع طبيعي في المنطقة يزول فيه الاحتلال الإسرائيلي ويسود ما يخدم الاستقرار.

يطرح الهجوم الذي تعرّض له مخيّم جنين أسئلة، بل تساؤلات كثيرة. في مقدمة التساؤلات: ما الذي تريده إسرائيل وهل في الإمكان إعادة لغة المنطق إلى المجتمع الإسرائيلي الذي يعاني من امراض يبدو أن لا شفاء له منها ؟

يكفي النظر في تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية للتأكد من أنّها حكومة تؤمن بالاحتلال وترفض الاعتراف بوجود شعب فلسطيني موجود على الخريطة السياسيّة للمنطقة أكثر من أي وقت.

ما الذي يفترض حدوثه كي تتأكّد الحكومة الإسرائيليّة من أنّ الشعب الفلسطيني موجود وأنّ التنكر لوجود هذا الشعب لن يقود سوى إلى مزيد من الكوارث على الصعيد الإقليمي... انقذ «بيبي» مستقبله السياسي أم لم ينقذه! هل المستقبل السياسي لـ«بيبي» أهمّ من مستقبل المنطقة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل «بيبي» أهمّ من مستقبل المنطقة مستقبل «بيبي» أهمّ من مستقبل المنطقة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib