تركيا تستلحق نفسها في موضوع الغاز
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

تركيا تستلحق نفسها في موضوع الغاز

المغرب اليوم -

تركيا تستلحق نفسها في موضوع الغاز

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

تستلحق تركيا نفسها إسرائيليا. من محاولة تركيا الفاشلة لكسر الحصار على غزّة في العام 2010، إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ لأنقرة والإستقبال الإستثنائي الذي لقيه فيها، كانت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للقدس وتل ابيب لافتة.

كان لافتا، على نحو خاص، اتفاقه مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد على تأجيل آخر لعودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين. يعود هذا التأخير إلى ان إسرائيل تريد التأكّد هذه المرّة من ان تركيا تعني ما تقوله وانّها جدّية في إعادة الحياة إلى العلاقات التاريخيّة التي ربطت بين البلدين في الماضي.

يبدو الرئيس رجب طيب اردوغان في عجلة من امره. يعرف جيدا انّ القطار فاته في ما يخص خط الانابيب الذي ينقل الغاز من المتوسط إلى أوروبا. زايد على الجميع وخلق مشاكل مع الجميع، ليكتشف انّ ثمّة نيّة لدى دول مثل اليونان ومصر وقبرص وإسرائيل على التعاون في ما بينها من دون الرضوخ لتهديداته ومناوراته التي ارتدّت في نهاية المطاف على تركيا. تبدو إسرائيل مستعدة لتحسين العلاقات مع تركيا، لكنها تخشى تكرار ما حصل في الماضي عندما فاجأتها انقرة بقرارات ومواقف تزعزع العلاقات. لذلك تفضل التريث وإخضاع العلاقات إلى مزيد من الإختبارات تثبت من خلالها تركيا مدى جدّيتها، خصوصا في ما يتعلّق باستخدام "حماس" وغير "حماس" أداة في الضغط على إسرائيل من جهة ومادة لمزايدات على العرب فلسطينيا من جهة أخرى. فات الرئيس التركي ان "الجمهوريّة الإسلاميّة" في ايران سبقته بمسافة طويلة في مجال المتاجرة بالقدس وكيفية استخدام "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

في الواقع، حاول جاويش أوغلو إقناع لابيد بأن الموقف التركي تغير وأن هناك تجربة مهمة مرّت بها هذه العلاقات في نيسان – ابريل الماضي، خلال شهر رمضان، حين وقعت صدامات شديدة بين إسرائيل والفلسطينيين، وقامت الشرطة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى نحو عشر مرات. على الرغم من ذلك، بقيت قنوات الإتصال مفتوحة بين تركيا وإسرائيل.

قال لابيد، لدى استقباله نظيره التركي: "لن نتظاهر أن العلاقات بيننا لم تشهد هزات. ولكن على الرغم من ذلك، كنا نعود دائماً إلى الحوار والتعاون. الشعبان (التركي والإسرائيلي) لديهما تاريخ طويل، يعرفان دائماً كيف يطويان فصلاً ويفتحان آخر جديداً، وهذا ما نفعله اليوم. ونحن لا ننسى أن تركيا كانت أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل في العام 1949". واعتبر "تحسن العلاقات بين البلدين جزءاً من المسار الذي نشأ في الشرق الأوسط في أعقاب اتفاقات أبراهام (بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب) التي في اساسها تشكيل جبهة إقليمية تقف في وجه الإرهاب، وضد محاولات تقويض الاستقرار".

ردّ جاويش أوغلو، أن تركيا اتفقت مع إسرائيل على تحسين العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، وتأسيس آليات مختلفة من الآن فصاعداً. وأكد أنه سيكون من المفيد مواصلة الحوار المستمرّ "على الرغم من الخلافات"، مشدداً على ضرورة أن يكون الحوار مستنداً إلى مبدأ الاحترام المتبادل لحساسيات موجودة لدى الجانبين. لفت إلى أنه تناول مع نظيره الإسرائيلي، مسائل إقليمية تخص الجانبين، مشيراً إلى أن الحوار الذي جرى على مستوى رؤساء الدولتين في نيسان - ابريل الماضي، ساهم في جهود الحفاظ على الهدوء. وتابع، أن "القرب الجغرافي بين البلدين يجعل من تركيا وإسرائيل شريكين تجاريين". أشار في هذا المجال إلى أن التبادل التجاري القائم بينهما واصل ارتفاعه على الرغم جائحة "كوفيد – 19" وخلافات الماضي، ليتجاوز ثمانية مليارات دولار العام الماضي، لا سيما أن تركيا حققت أعلى نسبة صادرات إلى إسرائيل خلال الربع الأول من العام الحالي، بقيمة 1,8 مليار دولار.
وكشف الوزير التركي، أنه تحدّث مع لابيد عن مدى حساسية بلاده تجاه القدس والمسجد الأقصى، معرباً عن الإستعداد التام لتركيا لدعم أي حوار بين فلسطين وإسرائيل. لم يفت وزير الخارجية التركي، في محاولة واضحة لتسويق الموقف التركي فلسطينيا، التذكير بأن "حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، وأن استئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا سيؤثر بشكل إيجابي على تسوية الصراع".
يظلّ خط انابيب الغاز من المتوسط إلى أوروبا بيت القصيد في الزيارة. تخشى تركيا التي تعاني من ازمة اقتصاديّة عميقة ان يفوتها القطار. لا يدري اردوغان ان الموضوع المطروح ليس موضوع الغاز والعلاقات التركيّة – الإسرائيلية فحسب، بل إنّه أوسع من ذلك. إنّه موضوع السلوك التركي عموما إن تجاه مصر او تجاه اليونان او تجاه قبرص. اكثر من ذلك، يظهر أن الرئيس التركي اكتشف، ربّما ليس قبل فوات الأوان، أنّ ليس في استطاعته استعادة امجاد الإمبراطورية العثمانيّة من جهة وأن العالم تغيّر من جهة أخرى، خصوصا بعد كلّ ما يجري في أوكرانيا.

لم يعد مطلوبا أو كافيا عودة العلاقات إلى طبيعتها بين تركيا وإسرائيل. هناك ما هو ابعد ن ذلك بكثير. هذا يعني قبل ايّ شيء آخر تخلي تركيا – رجب طيب اردوغان عن اوهامها التي اخذتها إلى ليبيا والتي جعلتها تفشل في لعب دور إيجابي في سوريا يخدم الشعب السوري وثورته على النظام الأقلّوي الذي على رأسه بشّار الأسد والذي تدعمه ايران، من منطلق مذهبي، بكلّ ما لديها ومن وسائل وميليشيات. وصل الأمر بايران نجاحها في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتحوّل، منذ خريف العام 2015، طرفا مباشرا في الحرب التي يتعرّض لها الشعب السوري.

استطاعت تركيا تحسين علاقاتها مع المملكة العربيّة السعودية ومع دولة الإمارات العربيّة المتحدة ومع مصر. يبدو ان عليها تغيير سلوكها من أساسه كي تستطيع أن تكون جزءا من منظومة اقليميّة تلعب دورا إيجابيا في مجال استغلال الغاز الموجود في البحر المتوسّط. ثمّة حاجة، من اجل ذلك، إلى ما هو ابعد من زيارات متبادلة بين مسؤولين اتراك ومسؤولين إسرائيليين. ثمة حاجة إلى أفعال تركيّة وليس إلى مجرّد اقوال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تستلحق نفسها في موضوع الغاز تركيا تستلحق نفسها في موضوع الغاز



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib