ألف سلام من تونس على الربيع العربي
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

ألف سلام من تونس على 'الربيع العربي'

المغرب اليوم -

ألف سلام من تونس على الربيع العربي

بقلم - خيرالله خيرالله

هناك بلدان انتهت مع نهاية 'الربيع العربي'، تبدو تونس بين هذه البلدان للأسف الشديد في حال لم يحصل ما يعيد إليها الحد الأدنى من الاستقرار الأمني في أسرع ما يمكن.

ألف سلام وسلام على “الربيع العربي” من تونس. كانت تونس بداية “الربيع العربي” ويبدو أنها نهايته أيضا. في أواخر العام 2010 انتفض الشعب التونسي على نظام زين العابدين بن علي. خرج الرئيس التونسي من البلد في مثل هذه الأيام من العام 2011. غادر إلى المنفى، ربّما إلى غير رجعة، بعدما فضّل الهرب بجلده على الدخول في مواجهة مع ثورة شعبية حقيقية. استطاعت هذه الثورة تحقيق الكثير نظريا، لكنهّا لم تحقّق شيئا في الواقع. هل وضع التونسيين حاليا أفضل مما كان عليه في عهد بن علي؟ الجواب لا كبيرة. وضعهم أسوأ بكثير. يمكن أن يكون ذلك عائدا إلى عاملين. أولهما غياب النضج لدى الطبقة السياسية التونسية ومسارعة الإخوان المسلمين منذ 2011 إلى محاولة خطف الثورة الشعبية عبر “حركة النهضة”، والآخر غياب الأمن واعتقاد معظم الشباب التونسي أن هناك ثورة من أجل الثورة وأنه كان كافيا أن يتخلصوا من بن علي ليصبح كلّ شيء في متناولهم، يشمل كل شيء الوظائف المضمونة والخدمات الصحيّة والاجتماعية.

صحيح أن تونس استطاعت تزويد نفسها بدستور عصري، وأن تدافع عن منجزات كثيرة تحققت في عهدي الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، لكنّ الصحيح أيضا أن البلد دخل مرحلة الفوضى التي تعبّر عنها الاضطرابات التي شهدها في الأسبوعين الأخيرين. تكشف هذه الاضطرابات التي تضع مستقبل تونس على كفّ عفريت أن لا وجود لقوى الأمن القادرة على ضبط النظام وحماية ممتلكات الناس العاديين.

لا يمكن بناء دولة من دون احترام للأمن. لا يمكن لأي اقتصاد أن يتطور وأن يخلق فرص عمل من دون الأمن والاستقرار، ومن دون قضاء نزيه يستطيع بتّ الخلافات على وجه السرعة بما يؤمن الطمأنينة لكل من يريد الاستثمار في تونس. المؤسف أن “ثورة الياسمين” لم تستطع تحقيق شيء من ذلك. لم تستطع تحويل تونس إلى بلد آمن في محيط مضطرب تعبّر عنه الحروب الدائرة في ليبيا ونشوء تنظيمات إرهابية تستغلّ الفقر والبؤس وتجند شبانا على استعداد للموت من أجل أفكار بالية.

كل ما هناك أن البلد لم يعد آمنا، وأن في استطاعة مجموعة من الشباب دخول أي مخزن، كما حصل مع فرع سوبر ماركت “كارفور” في إحدى ضواحي تونس العاصمة ونهب كلّ ما فيه. حصل قبل أيام قليلة الشيء ذاته في حي التضامن الفقير حيث افتتح الرئيس الباجي قائد السبسي ناديا رياضيا. لم تمر ساعات حتى دخل شبان إلى النادي وأخذوا كل ما فيه، بما في ذلك الآلات الرياضية التي تبرعت بها الدولة كي يتمكن شبان في حي فقير من ممارسة الرياضة.


كانت تونس في عهد بن علي دولة بوليسية إلى حد كبير. تطورت اقتصاديا، لكنها لم تتطور سياسيا، على الرغم من توسيع قاعدة الطبقة المتوسطة. زادت الوضع سوءا ممارسات عائلة زوجته ليلى الطرابلسي التي أرادت السيطرة على جزء من الاقتصاد التونسي وإدارته لحسابها. أساء ذلك كثيرا لزين العابدين بن علي الذي وقع في السنوات الأخيرة من حكمه تحت سلطة من باتت تعرف بـ“السيّدة الأولى”.

لم يستطع الرئيس الذي اضطر إلى ترك البلد إثر اندلاع “ثورة الياسمين” إقامة نظام ديمقراطي يمكن أن يكون متنفسا للغضب الشعبي الذي انفجر بمجرد إحراق شاب اسمه محمد البوعزيزي نفسه في ولاية سيدي بوزيد الواقعة في الريف التونسي. كان ذلك بداية “الربيع العربي” الذي انتشر كالنار في الهشيم. أطاح حسني مبارك وأطاح معمّر القذافي وأطاح علي عبدالله صالح الذي اضطر إلى التخلّي عن السلطة في شباط – فبراير 2012 قبل أن يُقتل في كانون الأول – ديسمبر 2017. دفع آخر ضحايا “الربيع العربي” ثمن إصراره على البقاء في بلده في وقت كان يعرف أن الحوثيين لا بد من أن ينتقموا منه يوما لأسباب مرتبطة بالحروب الست التي خاضها معهم بين 2004 و2010.

مقارنة مع كل الدول التي تأثرت بـ“الربيع العربي”، بقيت تونس استثناء. ليبيا انتهت. اليمن انتهى، أقله في المدى المنظور. في مصر، هناك عودة لنظام حسني مبارك الذي تأسس في العام 1952 عندما انقلب ضباط من الريف على النظام الملكي، ولكن بشخصيات عسكرية ذات أسماء مختلفة تقدّمها جمال عبدالناصر بكل تخلّفه على كل الصعد. أما في سوريا، فما يحدث، منذ آذار – مارس 2011، لا يعتبر نهاية نظام طائفي وأقلوي مفلس أصلا فحسب، بل عملية تفتيت مستمرّة وممنهجة لمنطقة بكاملها. ليس بقاء بشّار الأسد في دمشق سوى وصفة للتأكد من أن سوريا ستتفتت، ولن تقوم لها قيامة في يوم من الأيام.

إلى ما قبل أسابيع، كان هناك اعتقاد في أوساط كثيرة أن تونس تجربة ناجحة. كان هناك من يريد النظر إلى النصف المليء من الكأس وتفادي الخوض في السلبيات، بما في ذلك العمليات الإرهابية التي تعرّض لها البلد في السنوات القليلة الماضية والتي عطلت قطـاعا مهما هو السياحة. كانت تونس في أيام بن علي تستقبل ما لا يقلّ عن سبعة ملايين سائح سنويا. صار عدد السيّاح الذين يقصدونها هذه الأيّام محدودا. فقد عشرات آلاف التونسيين فرص عمل وفرها لهم الاستقرار الأمني الذي كان سائدا. إضافة إلى الصناعات التحويلية والزراعة، كانت السياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي.

عاد “الربيع العربي” الآن إلى نقطة البداية، أي إلى تونس. ما تشهده تونس حاليا هو طيّ لصفحة هذا الربيع الذي لم يكن سوى خريف. كان طبيعيا أن لا يكون هناك مستقبل سياسي لا لزين العابدين بن علي ولا لحسني مبارك ولا لمعمّر القذافي ولا لعلي عبدالله صالح ولا لبشّار الأسد. ما لم يكن طبيعيا أن تنتهي بلدان مع نهاية هؤلاء. إذا وضعنا مصر جانبا، لأسباب خاصة بها مرتبطة بتماسك المؤسسة العسكرية، ما مصير ليبيا واليمن وسوريا؟

هناك بلدان انتهت مع نهاية “الربيع العربي”. تبدو تونس بين هذه البلدان للأسف الشديد في حال لم يحصل ما يعيد إليها الحدّ الأدنى من الاستقرار الأمني في أسرع ما يمكن. هذا ما يفترض أن تعمل من أجله القوى السيـاسية في تونس التي تحتاج اليـوم أكثر من أي وقت إلى شخصيات سياسية قادرة على لعب دور على صعيد ضبط الوضع الأمني، وقادرة في الوقت ذاته على امتلاك رؤية سياسية واقتصادية لمصلحة البلد بدل الاكتفاء بالكلام عن العودة إلى المبادئ التي سار عليها بورقيبة.

يبقى بورقيبة شخصية مهمة وتبقى المبادئ التي نادى بها صالحة لكل عصر. لكن تونس التي زاد انتشار الفقر فيها منذ “ثورة الياسمين” تحتاج إلى ما هو أكثر بكثير من العودة إلى أيام بورقيبة. إنهـا تحتاج، أول ما تحتاج، إلى وضع حد للانفلات قبل أي شيء آخر. هل هناك طبقة سياسية تعي أهمية ذلك، أم أن الجميع سيسقط في الفخ الذي نصبه لهم الإخوان المسلمون الذين يعتقدون أن فشل الباجي قائد السبسي، والحكومة التي يرأسها يوسف الشاهد، سيعيد لهم الاعتبار وسيعيدهم إلى السلطة عاجلا أم آجلا!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألف سلام من تونس على الربيع العربي ألف سلام من تونس على الربيع العربي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib