ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان

المغرب اليوم -

ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان

بقلم : خيرالله خيرالله

مطروح جدّيا أن يصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان. لا يشكّل ذلك خطرا على الجمهورية اللبنانية، أو على الأصحّ، ما بقي منها، بمقدار ما يشكّل خطرا على مستقبل لبنان كدولة مستقلة وعلى علّة وجوده كدولة مستقلّة سيّدة تنتمي إلى محيطها العربي.

يكفي لرفض أن يكون ميشال عون رئيسا للجمهـورية ما حصل قبل أيّام قليلة في ذكرى يوم الثالث عشر من تشرين الأوّل – أكتوبر 1990 في لبنان. إنّها ذكـرى توفير ميشال عون كلّ الأسباب التي مكّنت النظام السوري من فرض وصايته الشاملة على لبنان. وجد، للأسف الشديد، من يحتفل بالهزيمة، أي بدخول القوات السورية قصر بعبدا ووزارة الدفاع بفضل البطولات التي ارتبطت بقائد الجيش وقتذاك، أي بميشال عون.

مجرّد حصول مثل ذلك الاحتفال، وهو احتفال بالهزيمة، يكشف أن لبنان بلد العجائب والغرائب. هناك شخص اسمه ميشال عون يحتفل بهزيمة تسبب بها بدل أن يعتذر من اللبنانيين، خصوصا من المسيحيين منهم، ويعلن توبته عن التعاطي في كلّ مـا له علاقة بالسيـاسة. هـل في العـالم بلد آخر غير لبنان، يوجد فيه من يحتفل بالهزيمة العسكرية والسياسية التي لحقت بشخصه وبالبلد؟ هل في العالم بلد يكافئ شخصا على إلحاق الذل بشعبه؟ هل من ذلّ أكبر من هذا الذلّ الذي يجعل في الإمكان أن يكون ميشال عون الذي ليس مجرّد أداة إيرانية، بل أداة لدى أداة إيرانية، رئيسا للجمهورية اللبنانية بعد رجال مثل بشارة الخوري وكميل شمعون وحتّى شارل حلو؟

لا بدّ من العودة قليلا إلى الخلف للتأكّد من أنّ ميشال عون لا يصلح لما دون أقلّ بكثير من رئيس للجمهورية، هو الذي يمتلك أكبر كتلة نيابية مسيحية بفضل الأصوات التي يؤمّنها له “حزب الله” وليس لسبب آخر. ماذا حصل في ذلك اليوم من العام 1990 الذي دخل فيه الجيش السوري قصر بعبدا ووزارة الدفاع اللبنانية في اليرزة واستولى على كلّ الملفات فيها ونقلها إلى دمشق، مكرّسا وصاية على البلد استمرّت خمسة عشر عاما؟ كانت الذكرى نهاية لآخر متر مربّع تمارس من خلاله السيادة اللبنانية.

كيف تسلسلت الأحداث وصولا إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي لا يخجل أنصار عون من الاحتفال به؟

في الثالث والعشرين من أيلول – سبتمبر 1988، انتهت ولايـة الرئيس أمين الجميّل الذي رفض التوقيع على أيّ ورقة يمكن أن تنتقص من سيادة لبنان، على الرغم من لقاءاته الطويلة مع حافظ الأسد، وهي لقاءات زاد عددها على عشرة. غادر الرجل قصر بعبدا ليحل فيه ميشال عون، قائد الجيش وقتذاك، على رأس حكومة مؤقتة لا مهمّة لها سوى المساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس الذي انتهت ولايته. اضطرّ الجميّل، في ظلّ ظروف معيّنة، بل قاهرة، إلى تكليف ميشال عون تشكيل حكومة مؤقتة والحلول مكانه، كشخصية مسيحية، في قصر بعبدا في انتظار مجيء الرئيس الجديد.

بدل المساعدة في انتخاب خلف لأمين الجميّـل، قرّر ميشال عـون أن يكـون هو رئيس الجمهـورية معلنا تمرّده على كلّ شيء، بدءا بعـدم أخذ العلم بأنّ الحكومة التي شكلها وكانت تضم ثلاثة ضبّاط مسلمين وثلاثة آخرين مسيحيين، استقال منها جميع المسلمين. أكثر من ذلك، قرّر حلّ مجلس النواب في وقت كان النوّاب يستعدون للاجتماع في الطائف للوصول إلى اتفاق ينهي الحـرب الأهلية في البلد ويؤسس لنظام جديد مبني على نصّ مدروس بعناية كرّس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.

قبل التوصل إلى اتفاق الطائف، قصف ميشال عون بيروت الغربية، ذات الأكثرية الإسلامية. قتل القصف كثيرين. وبعد اتفاق الطائف الذي وقع في سبتمبر 1989، والذي سمح للنوّاب بانتخاب رجل عاقل هو رينيه معوّض رئيسا للجمهورية، خاض حربا مع “القوات اللبنانية” التي كانت وقتذاك ميليشيا مسيحية. منع رينيه معوّض من دخول قصر بعبدا. سمح ذلك للنظام السوري باغتياله، بعد أسابيع قليلة من انتخابه. كانت لدى النظام السوري حسابات خاصة به تتجاوز شخص رينيه معوّض الذي كان يتمتع بغطاء عربي ودولي. كان يريد رئيسا للجمهورية يدور قدر الإمكان في فلكه، فجاء بإلياس الهراوي رئيسا…

بإصراره على أن يكون رئيسا للجمهورية، بأيّ ثمن كان، لعب ميشال عون في كلّ وقت الدور المطلوب منه سوريا. كان حليفا لصدّام حسين الذي أرسل إليه عن طريق البحر دبابات استخدمها في حربه على “القوّات اللبنانية”. عبرت هذه الدبابات الحدود البرية بين العراق وتركيا ونقلت إلى لبنان بحرا بعدما سمحت بذلك إسرائيل… التي كانت تفرض حصارا على الشاطئ اللبناني!

لم يكتف ميشال عون بخوض حرب مع “القوات اللبنانية” أدت إلى أكبر موجة هجرة مسيحية من البلد، بل قرّر الدخول في مواجهة مباشرة مع حافظ الأسد الذي لم يقتنع بجعله رئيسا للبنان. هناك أربعمئة ألف لبناني، معظمهم من المسيحيين، هاجروا من البلد بسبب حربي “التحرير” و“الإلغاء” اللتين تسبّب بهما ميشال عون.

لم يستوعب ميشال عون في أيّ وقت أهمية التوازنات الإقليمية والدولية. وعندما وجد حافظ الأسد الفرصة المناسبة لوضع يده على البلد، قصف، من الجوّ، قصر بعبدا وفرّ ميشـال عـون إلى السفـارة الفرنسية، قبل أن ينتقل من هناك إلى فرنسا نفسها حيث بقي لاجئا طوال خمسة عشر عاما. قبض حافظ الأسد سلفا ثمن إرسال وحـدة مـن الجيش السـوري قاتلت الجيـش العـراقي، إلى جانب الأميركيين، في حرب تحـرير الكويت. كـان الثمـن الوصاية السورية على لبنان. عرف الرئيس السوري الراحل كيف يستغل ميشال عون إلى أبعد حدود.

عاد ميشال عون إلى لبنان على دمّ رفيق الحريري في 2005 وذلك بعدما أخرج هذا الدمّ الجيش السوري من لبنان. عاد من دون أن يتعلّم شيئا. هدفه الوحيد في الحياة أن يكون رئيسا للجمهورية حتّى لو كان ذلك على أشلاء لبنان.

يبدو أن عقدة رئاسة الجمهورية لا يمكن أن تفارق الرجل. هذه العقدة تسمح باستغلاله سياسيا لتنفيذ مآرب معينة. مثلما لعب الدور الأساسي في جعل النظام السوري يحتل قصر بعبدا ويفرض وصايته على لبنان كلّه بين 1990 و2005، نجده اليوم في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني الذي تعبّر عنه رغبة “حزب الله” في منع انتخاب رئيس للجمهورية… أو انتخابه هو رئيسا للقضاء على الجمهورية. يستغلّ “حزب الله” عقدة عون الرئاسية لتعطيل انتخابات الرئاسة، والعمل في خط مواز يصبّ في تغيير طبيعة النظام اللبناني.

من قال إن لا فائدة من ميشال عون ومن وجود جمهور مسيحي ساذج مؤيد لشعاراته الفارغة؟ من يتخيّل أنّ في العالم شخصا يحتفل بهزيمته وهزيمة بلده؟ أليس ذلك التميّز اللبناني؟

نعم، هناك خوف من أن يصبح ميشال عون رئيسا للجمهورية. إنه خوف على لبنان، نظرا إلى أن ميشال عون في بعبدا لا يمثّل سوى الاستسلام للمشروع الهادف إلى جعل لبنان ذنَبا لإيران. من لديه أدنى شك في ذلك يستطيع مراجعة سجلّ وزير الخارجية، صهر عون، في الاجتماعات العربية. كان لبنان كل شيء في تلك الاجتماعات باستثناء دولة عربية مستقلّة… كان صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان ميشال عون رئيسًا… خوف على لبنان



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib