المأزقان السوداني والجزائري
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

المأزقان السوداني والجزائري

المغرب اليوم -

المأزقان السوداني والجزائري

بقلم : خيرالله خيرالله

لا مكان سوى للتعقّل، أكان ذلك في السودان أم في الجزائر. ليس هناك ما يدعو إلى اليأس بالنسبة إلى البلدين الكبيرين، بل البلدين الأكبر مساحة في أفريقيا. كان السودان الأكبر مساحة في القارة السمراء قبل انفصال الجنوب وقيام دولة مستقلّة فيه. ما حلّ بالبلدين يعبّر عن فشل العسكر في ممارسة السلطة وفشل المجتمع المدني في الوقت ذاته في إيجاد نظام بديل قابل للحياة لا يسيّره العسكر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ما حدث كان إضاعة لفرص كثيرة منذ استقلّ السودان في 1956، ومنذ استقلّت الجزائر في 1962.

الفشل السوداني واضح كلّ الوضوح وتوّج بوصول عمر حسن البشير إلى السلطة في العام 1989، برعاية الإخوان المسلمين الذين انقلب عليهم من دون أن ينقلب. ففِكر البشير فِكر شخص متخلّف لا علاقة له بقيام دولة مدنية يكون فيها احترام للمواطن بغض النظر عن دينه وعرقه والمنطقة التي ينتمي إليها. أدّت ممارسات النظام، بين ما أدّت إليه، إلى المجازر التي ارتكبت في دارفور. كما أدّت إلى انفصال الجنوب…
 
في الجزائر، أتيحت فرصة ذهبية لعبدالعزيز بوتفليقة كي يساهم في قيام نظام مختلف بعدما استعان به العسكر للخروج من المأزق الذي وجدوا أنفسهم فيه، في العام 1998. انتخب بوتفليقة رئيسا في نيسان/ أبريل من العام 1999. حالفه الحظ إلى حدّ كبير، خصوصا مع ارتفاع أسعار النفط والغاز. بدل التأسيس لنظام فيه تداول سلمي للسلطة، لجأ إلى تقليم أظافر العسكر. نجح في ذلك إلى حدّ ما. ولكن ما البديل الذي لجأ إليه بوتفليقة؟

لجأ إلى نظام تسيطر عليه مجموعة موالية له لا همّ لها سوى جمع المال. صارت في الجزائر مافيا مدنية بديلة من المافيا العسكرية التي كانت تتحكّم بكلّ القطاعات المنتجة في البلد. كان بوتفليقة في بداية عهده الطويل على دراية بكلّ ما يدور في البلد ونشاطات هذه المافيا التي كان على رأسها شقيقه سعيد، الموجود في السجن حاليا، لكن هذه المافيا صارت تتحكّم بكلّ صغيرة وكبيرة بعد صيف العام 2013 إثر إصابة بوتفليقة بجلطة في الدماغ جعلت منه رجلا مقعدا لا يستطيع التوجّه إلى الجزائريين. كانت هذه الجلطة دليلا على أن كلّ شيء انهار في الجزائر، خصوصا أنّه لم يوجد من يقول إن الرئيس الجزائري لم يعد مؤهّلا لولاية رئاسية رابعة في السنة 2014. بين 2014 و2019، تاريخ نزول الناس إلى الشارع لمنع الولاية الخامسة، حكم الجزائر رجل مريض. جعلني ذلك أكتب مقالات عدة تحت عنوان: من المريض؟ الجزائر أم عبدالعزيز بوتفليقة؟

أضاع الرئيس الجزائري، الذي وجد نفسه مجبرا على الاستقالة قبل نهاية ولايته، كلّ الفرص التي كانت ستسمح للجزائر بالانتقال من نظام هواري بومدين، إلى نظام مدني منفتح على نفسه وعلى العالم. بقيت الجزائر في عهد بوتفليقة، الذي دام عقدين، تعيش في ظلّ وهم الدولة ذات التطلعات إلى لعب دور إقليمي، علما أنّه ليس لديها نموذج تستطيع تقديمه إلى أي دولة أخرى بعيدة أو قريبة.

لم يكن عهد بوتفليقة سوى سلسلة من الفرص الضائعة، تماما كما حصل في السودان حيث حلّت الكارثة الكبرى مع وصول البشير إلى الرئاسة في العام 1989 نتيجة انقلاب عسكري مدعوم من القوى الإسلامية التي كان يرمز إليها حسن الترابي.

كان وصول البشير إلى الرئاسة نتيجة فشل المدنيين في حكم السودان. لم تستطع الأحزاب السودانية يوما ممارسة السلطة بشكل طبيعي. سمح ذلك للعسكر بالحكم طويلا في غياب أي حل من أيّ نوع كان لأيّ مشكلة داخلية. منذ استقلّ السودان، غابت القيادات القادرة على استخدام ثرواته. يستطيع المراقب أن يتساءل من الفاشل أكثر الحكم المدني أم الحكم العسكري في بلد كان فيه البشير مستعدا لارتكاب كلّ أنواع المجازر والدخول في لعبة التقسيم من أجل البقاء في السلطة؟

خلاصة الأمر أن الذين أسقطوا البشير في السودان لن يستطيعوا القيام بالتغيير الشامل الذي يحلمون به، من دون فترة انتقالية يكون فيها تعاون مع العسكر. ما ينطبق على السودان، ينطبق على الجزائر أيضا، حيث الحاجة أكثر من أيّ وقت إلى استيعاب أنّ هناك حاجة إلى تفاهمات مع العسكر تمهّد لمرحلة انتقالية تؤسس لنظام جديد مختلف كلّيا عن ذلك الذي حكم الجزائر منذ 1962.

لن يكون سهلا على السودانيين التخلّص من العسكر وإقامة نظام مدني. من يتابع التطورات السودانية التي سبقت عزل البشير، يكتشف أن كبار الضباط انقلبوا عليه بعدما أيقنوا أن الرجل لم يعد يتحكّم بمفاصل السلطة. بين ليلة وضحاها، استُبدل الحرس الذي كان يتولى حماية الرئيس السوداني المخلوع، ووُجد من يقتاده إلى سجن كوبر تمهيدا لمحاكمته.

في الجزائر، يتظاهر المواطنون في كلّ المدن منذ عشرين أسبوعا وأكثر. ما كان ليحصل تطور حاسم من دون الجيش الذي أثبت أنّ بوتفليقة لم يستطع الانتهاء كلّيا من المؤسسة العسكرية، على الرغم من كلّ القرارات التي اتخذتها الحلقة الضيّقة المحيطة به. شملت هذه القرارات التخلص من عدد لا بأس به من كبار الضباط. كان بين هؤلاء الجنرال محمد مدين (توفيق) مسؤول المخابرات العسكرية في العام 2015. كان توفيق الذي أُودع أخيرا السجن يعتبر الرجل الأقوى في الجزائر، خصوصا أنّه كان يمتلك كلّ الملفات الحساسة عن كل الشخصيات المهمّة في الجزائر.
 
ثمة حاجة إلى وعي متبادل على صعيديْ الحراك المدني والمؤسسة العسكرية في الجزائر والسودان للخروج من حلقة مقفلة لا يمكن لاستمرارها سوى أن يؤدي إلى المزيد من الخراب. بصراحة، ليس في أي من البلدين ما يشير إلى أن الأحزاب السياسية تمتلك ما يكفي من الوعي لضمان قيام نظام مدني متطور. لم تبرز في الجزائر أو في السودان شخصية واحدة قادرة على طرح برنامج سياسي لمرحلة ما بعد بوتفليقة أو مرحلة ما بعد البشير. هذا أمر مقلق في ظلّ شهوة الإسلاميين في البلدين إلى السلطة من جهة، وغياب أيّ قدرة على الرهان على حسن نيّة العسكر من جهة أخرى. إذا وضعنا جانبا بعض الاستثناءات، تظلّ مشكلة الضباط عموما، وفي دول العالم الثالث خصوصا، أنّهم يصورون أنفسهم في كلّ وقت أنّهم يمثلون الحل، في حين أنّهم المشكلة… خصوصا بسبب ضيق أفقهم وادعاء معرفة كلّ شيء في هذا العالم.

نعم هناك مأزق في السودان وهناك مأزق في الجزائر. ثمة حاجة إلى معجزة كي يكون هناك تفاهم بين الحراك المدني والعسكر في كلا البلدين. ثمة حاجة إلى قوّة عاقلة تأتي من خارج لترتيب الأمور، والقول إنه في غياب التفاهم، فإن الكارثة مقبلة على السودان وعلى الجزائر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المأزقان السوداني والجزائري المأزقان السوداني والجزائري



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib