قبعة البشير خلت من الأرانب
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

قبعة البشير خلت من الأرانب

المغرب اليوم -

قبعة البشير خلت من الأرانب

بقلم - خيرالله خيرالله

سيعتمد الكثير على استيعاب الرئيس السوداني أن مشكلته مع الأكثرية السودانية التي تتطلع إلى نظام من نوع مختلف لا يكون على رأسه عسكري ذو ثقافة محدودة لا يعرف شيئا عن العالم وما يدور فيه.
لا ينفع عمر حسن البشير إلقاء مسؤولية تدهور الأوضاع في السودان على الآخرين. لام الحكومة ولام حكام الولايات ولام الفريق الاقتصادي، علما أنّه المسؤول الأول عمّا يعاني منه البلد منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه في 1989 مع مجموعة من رفاقه الضبّاط. جاء الانقلاب وقتذاك بإيعاز من “الجبهة القومية الإسلامية” التي كان يتزعمها الدكتور حسن الترابي. كان الترابي يحلم بإمبراطورية إسلامية بقيادته في منطقة القرن الأفريقي. كان الترابي يعرف كلّ شاردة وواردة عن القبائل والعشائر والتركيبة الاجتماعية لكل كيان سياسي في تلك المنطقة. كان حاد الذكاء وعلى علم كبير. لكنّ ذكاءه خانه مع عمر حسن البشير الذي رفض منذ البداية أن يكون تحت عباءة “الجبهة القومية الإسلامية”. لم يكتف الرئيس السوداني بملاحقة العقل المفكّر، وهو عقل شيطاني أكثر من أيّ شيء، كان وراء انقلاب 1989، بل ذهب إلى حدّ سجنه والتهديد بإعدامه. وهذا ما كان حصل لولا تدخّل الراحل علي عبدالله صالح مرّتين كي لا يقضي البشير على الترابي.

مرّة أخرى يناور عمر حسن البشير. أعلن عن تغييرات كبيرة في السلطة التنفيذية، لكنّ ما لم يتغيّر هو شبقه إلى السلطة، وهو شبق لا حدود له. لم يتردّد في إعلان حال الطوارئ لمدّة سنة ولم تبدر عنه أي رغبة في رفض ولاية رئاسية أخرى في العام 2020 وذلك بعد ما يزيد على ثلاثين عاما في السلطة. لو كان الرجل صادقا في الإصلاحات، لكن بدأ بنفسه وأعلن إلغاء التعديلات الدستورية التي ستسمح له بترشيح نفسه مرّة أخرى. اكتفى بـ“إرجاء التعديلات” وكأنه ينتظر أيّاما أفضل للعودة إليها. هل من أيام أفضل للبشير الذي استطاع في كلّ مرة، أقلّه إلى الآن، إيجاد طريقة لتجاوز أزماته المتتالية؟ بالنسبة إلى البشير لا يزال حبل المناورات طويلا. يظنّ أن هناك هامشا يستطيع التحرّك في إطاره. من الواضح أنّ الرئيس السوداني يجهل ما يدور على الأرض السودانية حيث في أساس الأزمة الحقيقية التي يمرّ بها السودان طبيعة الذين يشاركون في التحرّك ضدّ نظامه منذ شهرين. هؤلاء ينتمون إلى الشباب السوداني الذي لديه تطلعات مختلفة عن تلك التي لدى البشير وأبناء جيله والمدرسة التي ينتمي إليها.

تقع أعمار هؤلاء الشبان بين 16 و35 عاما. لا يدري البشير أنّ عدد هؤلاء 25 مليونا، أي أنهم يشكلون أكثرية في السودان الذي يبلغ عدد سكّانه 43 مليونا. لا وجود لأيّ علاقة بين البشير وهؤلاء الشبّان الذين باتوا على علم بما يدور في العالم. مثله مثل عبدالعزيز بوتفليقة لا يبدو البشير، الذي لا يزال يستطيع خلافا للرئيس الجزائري السير على رجليه، على علم بما يدور في البلد. لم يأخذ علما بأن المواطن السوداني، مثله مثل الجزائري، لا يستأهل مثل هذه الإهانة المتمثّلة في وجود بوتفليقة أو البشير في موقع الرئيس. يستأهل الجزائري والسوداني أفضل من ذلك بكثير في بلدين لا ينقصهما الرجال من ذوي الكفاءات. المضحك – المبكي أن البشير بدأ الآن يتحدث عن الاستعانة بكفاءات تتولى الوزارات والمواقع المهمّة. غاب عن باله أن هذا بمثابة اعتراف منه بأنّه وضع في المواقع الحساسة رجالا لا يتمتعون بالمؤهلات اللازمة للنهوض ببلد مليء بالثروات مثل السودان. هل من حاجة إلى ثلاثين عاما في السلطة كي يكتشف البشير أن هناك حاجة إلى كفاءات تدير بلدا مثل السودان؟

لا تُحصى المرات التي استطاع فيها البشير إنقاذ رئاسته. لجأ إلى كلّ الألاعيب، بل المناورات التي كانت في متناول يده. الدليل على ذلك ذهابه إلى النهاية في قضية انفصال الجنوب. عندما احتاج إلى ورقة الانفصال، شجع عليه وذلك من أجل التغطية على حكم المحكمة الجنائية الدولية التي قررت ملاحقته بسبب جرائم ارتكبها في دارفور.

باع البشير فرنسا الإرهابي الفنزويلي “كارلوس”. وتخلّص عندما تبيّن له أن ذلك في مصلحته، من إرهابي آخر اسمه أسامة بن لادن. انتقل بن لادن من السودان إلى أفغانستان التي خطط منها لـ“غزوتي نيويورك وواشنطن” أو ما عُرف بأحداث الحادي عشر من أيلول – سبتمبر 2001، التي دفع الفلسطينيون ثمنها غاليا، كذلك العراق ونظام صدّام حسين.

لعب البشير في كلّ الحلبات. كان رجلا لكلّ الفصول. كان مع إيران في مرحلة معيّنة. كان السودان محطة لتهريب أسلحة إيرانية إلى غزّة لمصلحة “حماس”. في مرحلة معيّنة انفتح على إسرائيل. وقبيل اندلاع الأحداث الأخيرة في السودان في كانون الأوّل – ديسمبر الماضي، زار دمشق ليكون أول رئيس عربي يلتقي بشّار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية في آذار – مارس 2011. ليس معروفا إلى الآن ما الذي ذهب يفعله في دمشق، لكنّ الأكيد أنّه لم يدرك أن لا شيء يمكن أن ينقذ النظام السوري الذي صار في مزبلة التاريخ منذ فترة طويلة بعد دخوله في حرب مع شعبه.

تبقى مشكلة عمر حسن البشير مع شعبه أوّلا. لو كان لديه أي حلّ لأي مشكلة، لما كان حصل انفصال الجنوب حيث أكثرية مسيحية.

كان الفشل الأوّل للبشير في عجزه عن تقديم نموذج لدولة عصرية تسودها ثقافة التسامح. كان همّه في مرحلة معينة إيجاد طريقة لاسترضاء إسرائيل التي ساعدها استقلال جنوب السودان في إيجاد موطئ قدم آخر في القارة الأفريقية.

سيكون صعبا على عمر حسن البشير الخروج سالما من الأزمة التي يمرّ فيها السودان وذلك على الرغم من كل وسائل القمع التي يمتلكها. المواطن السوداني مسالم وهادئ ولكن عندما يطفح الكيل لديه يصبح شرسا وعنيدا. يبدو السوداني مسالما ظاهرا لكنهّ شيء آخر غير ذلك. الأكيد أنّه ليس خبيثا كما يدعي بعضهم. ففي العام 1964 طفح الكيل في السودان ونزل الناس إلى الشارع وأسقطوا قائد الانقلاب العسكري الفريق إبراهيم عبود الذي بقي ست سنوات في السلطة. كان الشعار الذي رفعه المتظاهرون والهتاف الذي أطلقوه وقتذاك “إلى الثكنات يا حشرات”. عاد العسكر بالفعل إلى الثكنات. هل تتكرر تجربة 1964 في 2019؟ أي هل يرحل عمر حسن البشير من دون إراقة دم؟

سيعتمد الكثير على استيعاب الرئيس السوداني أن مشكلته مع الأكثرية السودانية التي تتطلع إلى نظام من نوع مختلف لا يكون على رأسه عسكري ذو ثقافة محدودة لا يعرف شيئا عن العالم وما يدور فيه. يستأهل السودانيون رئيسا أفضل بكثير من رئيس مثل عمر حسن البشير يعتقد أنه يقدّم عرضا من النوع الذي يقدّمه السحرة، وأن في استطاعته أن يُخرج من قبعته أرنبًا كلما دعت الحاجة إلى ذلك. قد تكون المرحلة الراهنة مرحلة افتقاد الرئيس السوداني للأرانب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبعة البشير خلت من الأرانب قبعة البشير خلت من الأرانب



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib