صفقة القرن في إطارها الإقليمي
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

"صفقة القرن" في إطارها الإقليمي

المغرب اليوم -

صفقة القرن في إطارها الإقليمي

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

يبقى الأمل الوحيد في وجود شعب فلسطيني يمتلك وعيا عميقا لما آل إليه الوضع في المنطقة. هذا الشعب الذي يمتلك هوية وطنية حقيقية لا بد أن يصمد في وجه "صفقة القرن".

لا يمكن التعاطي مع خطة دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط من دون وضعها في إطارها الإقليمي الذي أدّى إلى توازن جديد بدأ يتبلور منذ خروج العراق من المعادلة الإقليمية في العام 2003. تتحدّث الخطة المسمّاة “صفقة القرن” عن خيار الدولتين. هناك دولة إسرائيلية قائمة تطمح إلى التوسّع على حساب الفلسطينيين، ولكن عن أيّ دولة فلسطينية تتحدّث خطة ترامب التي تتجاهل كلّيا وجود شعب فلسطيني يمتلك طموحاته المشروعة؟

لعلّ أهمّ ما في “صفقة القرن” تجاهل الإدارة الأميركية قرارات الشرعية الدولية، بما في ذلك القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد حرب الأيام الستّة في العام 1967. بدل ذلك، فرض الرئيس الأميركي والفريق المحيط به، الذي يشمل صهره جاريد كوشنر، رؤية للسلام تستجيب لكلّ المطالب الإسرائيلية، بما في ذلك الاعتراف بشرعية المستوطنات في الضفّة الغربية والسيطرة على وادي الأردن واعتبار القدس الموحّدة عاصمة لإسرائيل.

أيّ جزء من القدس سيبقى للفلسطينيين كي تكون هناك عاصمة لدولتهم؟ من الواضح أنّ هناك اعترافا أميركيا بشرعية المستوطنات الإسرائيلية، إضافة بالطبع إلى شرعية احتلال الجولان السوري، وذلك خلافا لكل قرارات الشرعية الدولية التي باتت الإدارة الأميركية الحالية تعتبر أن الزمن تجاوزها.

هناك واقع جديد في المنطقة استغلّه دونالد ترامب والفريق المحيط به لتكريس الاحتلال الإسرائيلي الذي يعني، بين ما يعنيه، رفض الاعتراف بالحقوق الوطنية لشعب بكامله. وجد هذا الشعب مكانا لنفسه ولقضيّته على الخريطة السياسية للشرق الأوسط وفشل في ترجمة ذلك على الخريطة الجغرافية.

من الصعب على أي فلسطيني قبول “صفقة القرن” التي تتضمّن وعودا كثيرة من بينها قيام دولة فلسطينية على أرض في الضفّة الغربية، مع ربطها بقطاع غزّة ضمن شروط إسرائيلية معيّنة بالنسبة إلى المسؤوليات الأمنية في تلك الدولة. أكثر من ذلك، أن الكلام عن ضخ أموال تصل قيمتها إلى خمسين مليار دولار من أجل إنجاح تجربة الدولة الفلسطينية يظلّ كلاما في غياب أي رغبة حقيقية في احترام القانون الدولي، بما في ذلك ما نصّ عليه القرار 242 عن عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوّة.

هذا لا يمنع أن الجانب الفلسطيني أخطأ مرّة أخرى عندما أوصد كلّ الأبواب في وجه “صفقة القرن”. نظريا الجانب الفلسطيني على حقّ، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار الظلم الذي تعرّض له شعب بكامله منذ الرابع عشر من أيّار – مايو 1948 تاريخ إعلان ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. عمليا، يبدو واضحا أن الفلسطينيين لم يتعلّموا شيئا من التجارب التي مرّوا فيها.

يتجاهلون حاليا أن ليس لديهم ما يقاوموا به “صفقة القرن” باستثناء الكلام الفارغ عن الوحدة الوطنية الفلسطينية. فجأة استفاقت حركة “حماس” على أهمّية الوحدة الفلسطينية بعد تقديمها كلّ الخدمات التي يمكن لأيّ طرف فلسطيني تقديمها إلى إسرائيل. تكفّلت “حماس”، للأسف الشديد، بتوفير كلّ المبررات لإسرائيل كي تظهر في مظهر الضحيّة، خصوصا بعد إقامة إمارتها الإسلامية في قطاع غزّة ابتداء من منتصف العام 2007. قبل ذلك، نفّذت “حماس” بتشجيع من إيران، وغير إيران، كلّ ما يمكن تصوّره من عمليات انتحارية في القدس وتل أبيب ونهاريا وأماكن أخرى من أجل إفشال عملية السلام التي بدأت بتوقيع اتفاق أوسلو في خريف العام 1993.

ارتكب الفلسطينيون كلّ الأخطاء التي يمكن ارتكابها من أجل الوصول إلى ما وصلوا إليه في السنة 2020. لم يدركوا في أيّ وقت أن “حماس” المدعومة إيرانيا كانت تعمل من أجل صعود اليمين الإسرائيلي ومنع أي تقدّم على طريق السلام على الرغم من كلّ ما يمكن قوله عن سوء النيّات الإسرائيلية. في النهاية، أضاعوا كلّ الفرص التي سنحت لهم من أجل أن يكونوا في وضع يسمح لهم بالحصول على بعض حقوقهم. من أجل البقاء في لبنان، قبل ياسر عرفات في العام 1977 أن يكون أسير البَعثيْن السوري والعراقي، بعدما ذهب أنور السادات إلى القدس في تشرين الثاني – نوفمبر من تلك السنة وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في أيلول – سبتمبر من العام 1978.

لا حاجة إلى سرد الأخطاء التي ارتكبت، بما في ذلك عدم اتخاذ الموقف الصائب من احتلال العراق للكويت في العام 1990. لكن المضحك المبكي يتمثّل حاليا في عدم أخذ الفلسطينيين في الاعتبار أن هموم العرب في مكان آخر وليس في فلسطين، خصوصا مع انكشاف خطورة المشروع التوسّعي الإيراني من المحيط إلى الخليج. هناك منطقة دمّرت فيها إيران مدنا عربية بكاملها من بينها بغداد والبصرة والموصل وحلب وحمص وحماة، وباتت تتحكّم بدمشق وبيروت. في المقابل، وفّر دونالد ترامب الأمل بإزالة الكابوس الإيراني عندما فرض عقوبات على نظام “الجمهورية الإسلامية” وخلّص المنطقة من قاسم سليماني، وقبل ذلك من أبوبكر البغدادي.

هل يريد الفلسطينيون التعاطي مع الواقع بكل ما فيه من ظلم، أم العيش في أوهام الماضي التي جعلتهم يعتقدون أن العالم كلّه يدور حول قضيتهم بدل السعي إلى اعتماد سياسة تقوم على تفادي تفويت الفرص؟ نعم، إن “صفقة القرن” ليست في مصلحة الفلسطينيين وقضيّتهم. لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الخيارات المطروحة أمام السلطة الوطنية التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة من جهة، ومن مزايدات “حماس” من جهة أخرى؟ الأكيد أن إغلاق أبواب التواصل والأخذ والردّ مع واشنطن ليس خيارا، بل هو الطريق الأقصر لجعل الصوت الوحيد في أميركا صوت اليمين الإسرائيلي. أن يكون هناك صوت فلسطيني، ولو خافت، في واشنطن أفضل بكثير من الغياب الذي تتمناه إسرائيل.

كان من الأفضل للفلسطينيين أن يُدخلوا في حساباتهم الظروف الإقليمية التي تفرض عليهم الامتناع عن مواقف تؤدي إلى قطيعة مع الإدارة الأميركية. كان من الأفضل أيضا لو استوعبوا أن العرب لن يأتوا إلى نجدتهم في ظل الخطر الإيراني على كل دولة من دول المنطقة وعلى كلّ مجتمع من المجتمعات العربية.

يبقى الأمل الوحيد في وجود شعب فلسطيني يمتلك وعيا عميقا لما آل إليه الوضع في المنطقة. هذا الشعب الذي يمتلك هوية وطنيّة حقيقية لا بدّ أن يصمد في وجه “صفقة القرن”، علما أن الكثير سيعتمد مستقبلا على وجود قيادة مختلفة قادرة على بلورة مشروع وطني واقعي من جهة، وعلى قراءة الوضع الإقليمي على حقيقته بعيدا عن أيّ أوهام من أيّ نوع من جهة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفقة القرن في إطارها الإقليمي صفقة القرن في إطارها الإقليمي



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة

GMT 13:57 2016 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

كاد المعلم أن يكون مشلولاً

GMT 15:46 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

فلاح يقترب من تدريب فريق "اتحاد سيدي قاسم"

GMT 01:29 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مميزة تشهد بتفوق العوضات مع ذات راس الأردني

GMT 03:46 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

طباعة جلد الفهد تزين موضة أزياء السيدات الموسم الجاري

GMT 01:43 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

الدار البيضاء تحتضن افتتاح معرض كتاب الطفل والناشئة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib