بوتين اختار العزلة الاوروبيّة بدل الاندماج
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

بوتين اختار العزلة الاوروبيّة... بدل الاندماج

المغرب اليوم -

بوتين اختار العزلة الاوروبيّة بدل الاندماج

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

فاجأت أوكرانيا فلاديمير بوتين. اجبرته على تغيير استراتيجيته واعتماد "الخطة – ب" بعدما اعتقد ان مجرّد دخول الجيش الروسي الأراضي الاوكرانيّة سيعني استسلام البلد الجار ورضوخه من دون شروط.

يظهر الاوكرانيون في كلّ يوم قدرة على الصمود والمقاومة. يقاوم الاوكرانيون في ظروف اقلّ ما يمكن ان توصف به أنّها في غير مصلحتهم نظرا الى ان الولايات المتحدة لا يمكنها، لاسباب مرتبطة بالسلاح النووي الروسي، مثلها مثل أوروبا، الاقدام على ايّ مغامرة تصبّ في حماية الأراضي الاوكرانيّة. لا يستطيع الاميركيون او الأوروبيون الدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي. عليهم خوض المعركة... حتّى آخر اوكراني.

تقضي "الخطة - ب"، أي الخطة البديلة لدى الرئيس الروسي بتقسيم أوكرانيا وضمّ شبه جزيرة القرم نهائيّا، إضافة الى إقامة جمهوريتين مستقلتين فيها. يبدو ان تحقيق هذا الهدف تحت عنوان عريض هو "الحياد الاوكراني" وتوفر ضمانات تحول دون تفكير أوكرانيا، حتّى، بالانضمام الى حلف شمال الأطلسي سيستغرق وقتا طويلا. هذا ما يفسّر لجوء الجيش الروسي الى استقدام مرتزقة من غير الروس يستعين بهم في معاركه المقبلة. يوفّر استقدام المرتزقة، من شيشان وسوريين وما شابه، دليلا على انّ الحرب ستكون طويلة.

في غياب اعجوبة، ستكون الحرب طويلة على الرغم من كلّ ما يقال عن العديد الكبير للجيش الروسي وعلى الرغم من كلّ ما يمتلكه من أسلحة دمار جرّبها في الحرب التي شنتها ايران ونظام بشّار الأسد على الشعب السوري الاعزل.

لم يعد سرّا ان فلاديمير لا يستطيع التراجع في أوكرانيا بعدما ربط مستقبله السياسي بها. سيتوجب عليه تحقيق اهداف محدّدة يستطيع تسويقها في داخل روسيا نفسها كي يبقى رئيسا الى مدى الحياة كما يطمح. لهذا السبب، ليس مستبعدا لجوء الرئيس الروسي إلى مزيد من التدمير للمدن الاوكرانيّة وتهجير اهلها قبل الإعلان عن انّه حقّق الأهداف الذي جعلته يغامر بشنّ حرب لا تزال تلقى دعما شعبيا روسيّا.

لا يمكن بايّ شكل الاستخفاف بالشعور الوطني الروسي وحماسة المواطن العادي لتحويل أوكرانيا إلى مجرّد جرم يدور في الفلك الروسي. في هذه الحماسة الوطنيّة والرغبة الدائمة في استعادة امجاد روسيا، تكمن قوّة بوتين الذي اطلق شعارات يعشقها المواطن الروسي العادي. يترحّم هذا المواطن، مثله مثل رئيسه على الاتحاد السوفياتي. تتحكّم هذه العقدة ببوتين الذي يرفض الاعتراف بانّ روسيا لم تستطع بناء اقتصاد يسمح لها بان تكون قوّة عظمى. كذلك، يرفض الاعتراف بأنّ الفشل الاقتصادي كان وراء انهيار الاتحاد السوفياتي...

إلى متى سيستمر الدعم الداخلي الروسي لبوتين. هذا السؤال سيطرح نفسه في مرحلة معيّنة، علما ان ثمة نقطة قوّة أخرى تخدم الرئيس الروسي. تتمثّل هذه القوّة في ان الخسائر البشريّة لا تؤثر فيه، اقلّه في المدى المنظور.

لكنّ الامر الذي لا بدّ من اخذه في الاعتبار في حال طالت الحرب الاوكرانيّة طويلا يتمثّل في الأخطاء التي ارتكبها بوتين والتي ستؤثر على الموقع العالمي لروسيا في المدى الطويل. كلّما طالت الحرب، كلما زاد اعتماد روسيا على الصين. ليس بعيدا اليوم الذي سيتبيّن فيه ان روسيا فقدت القدرة على التنافس مع الصين التي لديها مطامع ذات طابع اقتصادي في مناطق تقع في محاذاة الأراضي الروسية، خصوصا في سيبيريا التي تحوي ارضها على ثروات طبيعيّة كبيرة.

إضافة الى ذلك، ستجد روسيا نفسها مضطرة الى الاتكال أكثر على ايران في سوريا واماكن اخرى. في أيلول – سبتمبر 2015، استنجدت ايران بروسيا كي تتمكن من إبقاء بشّار الأسد في دمشق. ذهب قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري"، الذي اغتاله الاميركيون في الثالث من كانون الثاني – يناير 2020 بعيد مغادرته مطار بغداد، بنفسه الى موسكو. قدّم سليماني كلّ الضمانات المطلوبة روسيا كي يوافق بوتين على ارسال قاذفات الى سوريا، الى قاعدة حميميم قرب اللاذقيّة تحديدا، للحؤول دون مزيد من التقدّم للثوار في مناطق الساحل السوري القريبة من جبال العلويين. كان الدخول العسكري الروسي الى سوريا بطلب إيراني وبشروط حددتها موسكو التي تمتلك علاقة خاصة مع إسرائيل. مثل هذه العلاقة تفرض على ايران تفهّم الموقف الروسي والتنسيق القائم بين موسكو والقيادة العسكريّة الاسرائيليّة.

ما يحصل حاليا تراجع للقوات الروسية في مناطق سورية. من بين هذه المناطق منطقة مهين شرق حمص حيث مستودعات أسلحة كبيرة للجيش السوري كان يشرف عليها الروس. انسحبت الشرطة العسكرية الروسية من مهين إلى تدمر وتركت مستودعات الأسلحة للإيرانيين وميليشياتهم ولقوات تابعة للنظام السوري تشعر بانّها في حال ضياع.

خلاصة الامر، أنّ حرب أوكرانيا التي كان فلاديمير بوتين يعتقد أنّه سيحقّق فيها انتصارا خاطفا بمجرد تحريك جيشه داخل الأراضي التابعة للبلد الجار، لم تكن نزهة. ستكون هناك تبعات ستترتب على هذه الحرب. لا تتعلّق هذه التبعات بالجانب الصيني الذي يزداد نفوذه العالمي على حساب روسيا ولا بالنقاط التي سجلتها ايران في سوريا على حساب روسيا فحسب، بل لا بدّ أيضا من التفكير في ما ستكون عليه العلاقات الروسيّة – الاوروبيّة مستقبلا.

بعد حرب أوكرانيا، لن توجد دولة أوروبيّة واحدة تثق بالرئيس الروسي. الأكيد أنّ كل دولة اوروبيّة ستشعر بانّ عليها إعادة النظر في العلاقات مع موسكو. بكلام أوضح، ستبحث كلّ الدول الاوروبيّة، في مقدّمها المانيا، عن طريقة تجعلها في منأى عن الاعتماد على الغاز الروسي.

اخطأ فلاديمير بوتين في شنّه حربا على أوكرانيا. مضى شهر ونصف شهر على بدء الحملة العسكريّة الروسيّة. كلّ ما يمكن قوله انّ الحرب لا تزال في بدايتها وأن خطورة الرئيس الروسي تكمن في السلاح النووي الذي يمتلكه بلده البحث عن موقع مميّز في العالم بفضل هذا السلاح... وليس عن طريق بناء اقتصاد منتج يساهم في تحسين العلاقة بين روسيا واوروبا وتحقيق الاندماج بينهما. كان لدى بوتين خيار الاندماج مع اوروبا بدل ان تكون روسيا معزولة وتحت رحمة الصين اكثر من أي وقت!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين اختار العزلة الاوروبيّة بدل الاندماج بوتين اختار العزلة الاوروبيّة بدل الاندماج



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib