حرب استنزاف في الجزائر
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

حرب استنزاف في الجزائر

المغرب اليوم -

حرب استنزاف في الجزائر

بقلم : خيرالله خيرالله

عاجلا أم آجلا، سيظهر هل تستطيع الجزائر التقاط أنفاسها والبناء على ما تحقق منذ إجبار عبدالعزيز بوتفليقة على الاستقالة، وقبل ذلك منعه من السعي إلى ولاية رئاسية خامسة. في الواقع، لم يكن بوتفليقة نفسه يريد هذه الولاية، بل كان يقف وراء هذا المسعى أفراد الحلقة الضيّقة التي كانت تحيط به، والتي كانت تدافع عن شبكة المصالح التي ارتبطت بها.

افتقدت هذه الحلقة الضيّقة كلّ أنواع المخيّلة. تبين مع مرور الوقت أنّها لم تكن تفهم طبيعة الشعب الجزائري، فضلا عن أنّه كانت تنقصها القدرة على إيجاد صيغة لمرحلة ما بعد عبدالعزيز بوتفليقة تضمن عدم ملاحقة أفرادها أمام القضاء. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّها لم تستطع استيعاب أنّها لم تدجّن المؤسسة العسكرية الجزائرية تماما، وأنّ النظام الذي صنعه هواري بومدين في العام 1965 ما زال حيّا يرزق. بل حيّا يرزق أكثر من اللزوم.

على غرار ما حصل في السودان، لعبت المؤسسة العسكرية الجزائرية دورها في التخلّص من تسلط المحيطين بعبدالعزيز بوتفليقة، وعلى رأسهم شقيقه الأصغر سعيد الذي اعتبر أن مجرّد بقاء الرئيس الجزائري على قيد الحياة يعني أنّ رئاسة الجمهورية في عهدة العائلة. بلغت الوقاحة بسعيد بوتفليقة أن وضع نفسه في موقع من سيختار الرئيس الذي سيخلف شقيقه الأكبر في حال وفاته قبل استكمال ولايته الخامسة. وكان هذا ما فشل فيه فشلا ذريعا. أدّى هذا الفشل إلى توقيفه بطريقة مذلّة في انتظار يوم يمثل فيه أمام القضاء.

حكمت الجزائر منذ وصول عبدالعزيز بوتفليقة إلى الرئاسة في العام 1999 شبكة من المصالح استطاعت السيطرة على مرافق الاقتصاد الوطني واستبعاد كلّ من يقف في طريقها بوسائل مختلفة. شمل ذلك ملاحقة القاضي الذي تابع قضية شكيب خليل والأشخاص الآخرين الذين كانوا يشكلون غطاء له في قضايا مرتبطة بمشاريع النفط والغاز التي ذهبت إلى شركات أوروبية معيّنة، خصوصا في إيطاليا. كان شكيب خليل وزيرا للنفط بين 1999 و2010 وكان أيضا رئيسا لشركة “سوناطراك” المسؤولة عن تسويق الغاز والنفط الجزائريين بين 2001 و2003. لُوحقَ خليل قضائيا وصدر حكم بإدانته. لكن القضية انتهت بإعادة المحاكمة وإبعاد القاضي الذي اصدر الحكم. شكل ذلك مثالا على مدى نفوذ أفراد الحلقة الضيّقة التي كانت تحكم باسم بوتفليقة منذ وصوله إلى الرئاسة. كذلك، كان إبعاد القاضي بنقله إلى مكان آخر أمثولة لكلّ من يتجرّأ على المسّ بمصالح مرتبطة بالحلقة الضيقة التي حكمت الجزائر في عهد بوتفليقة.

من الملفت أنّ المؤسسة العسكرية في الجزائر ما زالت تسيطر كلّيا على الوضع الأمني وعلى الانضباط في صفوف المنتمين إليها. لم يحصل ما حصل في السودان حيث أقدمت عناصر “غير منضبطة” على قتل نحو مئة مواطن في “ساحة الاعتصام” في ما سمّي يوم “الاثنين الدامي” (اليوم الثالث والعشرون من شهر رمضان). يبدو أن المؤسسة العسكرية الجزائرية تعلّمت من تجارب الماضي ومن “عشرية الرماد”. باتت تدرك أن ثمّة حدودا لا يمكن تجاوزها في حال أرادت البقاء لاعبا أساسيا في البلد. تحاول المؤسسة العسكرية الجزائرية لعب دور الحكم حاليا. أجبرت بوتفليقة على الاستقالة، لكهنّا فشلت في إجراء انتخابات رئاسية في اليوم الذي حددته لهذه الانتخابات. استجابت لمطالب الحراك الشعبي من دون أن تستجيب له. لن تكون هناك انتخابات رئاسية في الرابع من تمّوز/ يوليو المقبل واختار الرئيس الموقت عبدالقادر بن صالح الكلام عن ضرورة إجراء مثل هذه الانتخابات خلال فترة “مقبولة”. ما الذي يعنيه بكلمة “مقبولة” في وقت لا تزال المؤسسة العسكرية مصرّة على إيجاد طريقة لاستنساخ النظام الجزائري، نظام هواري بومدين، بطريقة لبقة. سلاحها في ذلك غياب القيادة السياسية في أوساط الحراك الشعبي الذي دخل ي

تخوض المؤسسة العسكرية الجزائرية حرب استنزاف للحراك الشعبي. ليس معروفا بعد هل سيحلّ اليأس مكان الأمل بتغيير النظام تغييرا كلّيا وجذريا في الجزائر؟ سيعتمد الكثير على قدرة الحراك الشعبي على إيجاد شخصيات تتحدّث باسمه، وتحدد طبيعة النظام الذي يُفترض أن يخلف نظام هواري بومدين الذي استطاع عبدالعزيز بوتفليقة تقمّص شخصيته، إلى حدّ ما طبعا، إلى حين تعرّضه لجلطة في الدماغ. حوّلته الجلطة إلى رجل مقعد غير قادر على الكلام بوضوح أو التوجّه إلى مواطنيه، بعد صيف العام 2013.

تحدّث عبدالعزيز بوتفليقة في العام 2012، عندما كان لا يزال يمتلك كلّ قواه الجسدية والعقلية، عن احتمال تخلّيه عن السلطة. قال، وقتذاك، بكل بساطة إن أيام الجيل الذي انتمي إليه “ولّت”. تحدّث مرات عدة عن ضرورة تسليم السلطة إلى جيل مختلف. لكن الواضح أن حاله الصحيّة لم تسعفه. استغلّ أفراد المجموعة الضيّقة المحيطة به تدهور حاله كي يعيدوا انتخابه لولاية رابعة. كان ذلك في العام 2014. كلّ ما يمكن قوله إن سعيد بوتفليقة ورفاقه حكموا الجزائر بين 2014 و2019 بشكل مطلق. استطاعوا حتّى التخلص من الجنرال محمّد مدين (توفيق) رجل البلاد القويّ في 2015.

كان مفترضا أن يحصل التغيير الذي مهّد له عبدالعزيز بوتفليقة في 2014. بقطع الطريق على التغيير، شرّع سعيد بوتفليقة ورفاقه الأبواب أمام المجهول. دفعوا ثمن لعبتهم تلك غاليا. الأكيد أن الثمن الكبير ستدفعه الجزائر التي لا يمكن أن تخرج من مأزقها في غياب القدرة على إيجاد قاسم مشترك بين المؤسسة العسكرية ممثلة بالجنرال أحمد قايد صالح من جهة، وقوى الحراك الشعبي من جهة أخرى.

مرّة أخرى، يمكن مقارنة الوضع الجزائري بالوضع السوداني. هناك في الوضعين حلقة مفقودة. يعود غياب هذه الحلقة إلى الهوة القائمة بين المؤسسة العسكرية والحراك الشعبي. كما في السودان، لا وجود في الجزائر لشخصيات قادرة على ردم هذه الهوة تمهيدا للانتقال إلى نظام جديد يؤمّن الحد الأدنى من المطالب التي ينادي بها المتظاهرون في شوارع المدن المختلفة. ما يزيد في تعقيد الأوضاع في الجزائر والسودان غياب الإطار الذي يمكن أن يُبحثَ فيه موضوع الشكل الجديد للنظام في البلدين. ففي الجزائر، طرحت فكرة “الندوة الوطنية” التي سُحبت من التداول فجأة وذلك بعد إجبار بوتفليقة على تقديم استقالته. المشكلة أن لا بديل من هذه “الندوة الوطنية”، ولا بديل من الاستعانة مجددا بشخصيات تاريخية بقي لديها ما يكفي من رصيد لدى الجزائريين كي يطمئنوا إلى إمكان جسر الهوّة بين العسكر والمجتمع المدني تمهيدا لتحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو معالم الفترة الانتقالية التي ستمهد لمثل هذه الانتخابات في ظل دستور جديد…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب استنزاف في الجزائر حرب استنزاف في الجزائر



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib