عودة الحرب الباردة
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

عودة الحرب الباردة!

المغرب اليوم -

عودة الحرب الباردة

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

يذكّر مقال طويل في صحيفة "لوموند" الفرنسيّة بمضي ثلاثين عاما على القاء ميخائيل غورباتشوف، آخر الرؤساء في بلده، خطابا يعلن فيه نهاية الاتحاد السوفياتي وهي نهاية أعلنت رسميا مطلع العام 1992. لعلّ أهمّ ما في الخطاب الذي القاه الزعيم السوفياتي اشارته إلى ان من بين الأسباب التي أدت الى الانهيار السوفياتي، على الرغم من كلّ ما يمتلكه من ثروات، تطلع الكرملين الى دور في دول خارج حدوده. لم يلق خطاب غورباتشوف، الذي القاه في مثل هذه الايّام من العام 1991، التغطية الكافية في وسائل الاعلام التي اعتبرت ان الرجل انتهى سياسيا قبل إعلانه عن نهاية الاتحاد السوفياتي.

في الواقع، كرت سبحة تحرّر الدول التي كانت في المحور السوفياتي وتلك التي كانت تدور في فلكه منذ ما قبل انهيار جدار برلين في تشرين الثاني – نوفمبر 1989. عمليّا تفكّك الاتحاد السوفياتي كدولة وكيان سياسي مع انهيار جدار برلين تمهيدا لإعلانه عن حلّ نفسه.

كانت نهاية الاتحاد السوفياتي نهاية لحقبة الحرب الباردة التي استمرّت نحو خمسة وأربعين عاما. اذا كان من درس يمكن استخلاصه من كلّ تجربة الاتحاد السوفياتي، فإن هذا الدرس تختزله عبارة واحدة: لا يمكن بناء دولة تكون قوّة عظمى من دون اقتصاد قويّ ومتين.

ادرك غورباتشوف باكرا معنى أن المواطنين في الاتحاد السوفياتي يعانون وان آلة الدولة السوفياتية كانت في خدمة مشروع لا افق له. المفارقة انّ فلاديمير بوتين الذي يحكم منذ العام 2000 يعتقد انّ في استطاعته إعادة الحياة الى الاتحاد السوفياتي وان روسيا لا تزال القلب النابض للقوة العظمى التي خسرت الحرب الباردة. يسعى بوتين، مذ وجد نفسه في الكرملين، الى التمدّد خارج حدور روسيا. ما يفعله حاليا عندما يهدّد أوكرانيا يذكّر بالعدوانيّة التي مارسها الاتحاد السوفياتي في مناسبات عدّة بغية المحافظة على وضع القوّة العظمى بفضل السلاح. بواسطة دباباته، قمع الاتحاد السوفياتي الثورة في هنغاريا في العام 1956. لم يتوقف يوما عن قمع الشعب البولندي الذي استطاع في نهاية المطاف استعادة حرّيته. قضى الاتحاد السوفياتي تحت شعار نظرية "السيادة المحدودة" على "ربيع براغ" في العام 1968. حيثما حلّ الاتحاد السوفياتي، الذي وضع يده في مرحلة معيّنة على اليمن الجنوبي واثيوبيا، كان يحلّ البؤس والفقر والتخلّف وقمع الحريات وسلطان الأجهزة الامنيّة وبطشها.

تكمن مشكلة بوتين في انّه يرفض ان يتعلّم من تجربة الاتحاد السوفياتي. لديه حنين ليس بعده حنين الى الحرب الباردة. يساعده في ذلك التغيّر في أولويات الإدارة الاميركيّة التي باتت تهدّد لكنها لا تفعل. يستفيد بوتين أيضا من وجود الصين التي استطاعت ان تكون قوّة اقتصادية يحسب لها حساب ومن دخول الولايات المتحدة في منافسة معها. صارت روسيا حليفا للصين ومنافس لها في الوقت ذاته!

لا شكّ ان العالم تغيّر جذريا في السنوات العشر الأخيرة. ما لم يتغيّر انّ الاقتصاد لا يزال العامل الاهمّ في قياس قوّة الدول. وحده النجاح الاقتصادي يسمح للصين بالتمدّد وذلك على الرغم من ان الامبرياليّة الصينيّة مرفوضة في دول العالم الثالث في ضوء ممارسات ذات طابع انتهازي صرف. من يريد التأكّد من ذلك، يستطيع العودة الى تجارب مختلفة للصين في دول افريقية عدّة.

ما هو مخيف في ظلّ تجدّد الحرب الباردة انّ هناك انظمة عدّة، في مقدمها نظام رجب طيب اردوغان في تركيا والنظام الإيراني، ترفض التعلّم من تجربة الاتحاد السوفياتي. يتدهور سعر صرف الليرة التركية يوميا، فيما يرفض اردوغان أي تفسير منطقي لسرّ هذا التدهور. كلّ ما في الامر ان الرئيس التركي اعتقد انّه يستطيع استعادة مجد الإمبراطورية العثمانيّة. تجاهل ان تركيا دولة من دول العالم الثالث وانّها لا تستطيع ان تكون لاعبا اساسيّا في ليبيا وغير ليبيا. فشلت تركيا في تكريس نفسها لاعبا في سوريا بعدما اعتقد رجب طيّب اردوغان ان الوقت يعمل لمصلحته. كان الشعب السوري مستعدا في العام 2011، بأكثريتّه السنّية، لقبول ايّ تغيير يتمّ على يد تركيا من اجل التخلّص من النظام الاقلوي الذي حوّل البلد الى سجن كبير. لكنّ اردوغان فضّل المراوغة واعتماد سياسة المساومات الى ان جاء الروسي وتحوّل الى لاعب أساسي في سوريا بالتفاهم مع الإيراني...

لا يدري اردوغان انّ قوة تركيا من قوة اقتصادها وان قوة اقتصادها تأتي من الاهتمام بالوضع الداخلي وتفادي مغامرات طائشة في البحر المتوسّط لا تستطيع دفع تكاليفها. هذا ما حدث بالفعل. لم يعد من حدود لانهيار الليرة التركية التي كانت اربع ليرات في مقابل الدولار في العام 2017، فإذا بها 17 ليرة واكثر في مقابل الدولار اليوم.

ما ينطبق على تركيا – رجب طيب اردوغان، ينطبق على النظام الإيراني الذي بات يسيطر عليه "الحرس الثوري". بدل انصراف النظام الى معالجة الازمات الداخليّة لإيران، اذا به يتدخل في العراق وسوريا ولبنان واليمن. يفعل ذلك من منطلق ان "الجمهوريّة الاسلاميّة" قادرة على الهيمنة على المنطقة وإخضاع دولها العربيّة... وعقد صفقات مع "الشيطان الأكبر" الاميركي و"الشيطان الأصغر" الإسرائيلي من موقع قوّة.

عادت الحرب الباردة. ستستمر هذه الحرب طويلا. أوروبا كلّها تشعر بانّها باتت مهدّدة بعدما حشد بوتين نحو 170 الف جندي على الحدود مع أوكرانيا. ثمّة مخاوف حقيقية من اجتياح صيني لتايوان، وهو اجتياح يثير مخاوف قوى اسيوية عدة مثل اليابان وكوريا الجنوبيّة...

لا شكّ ان ضعف إدارة جو بايدن، خصوصا في ضوء الطريقة التي انسحبت بها من أفغانستان، يثير لعاب قوى كثيرة في العالم. وحدها الصين قد تكون قادرة على الاستفادة من هذا الضعف. يعود ذلك الى نجاحها الاقتصادي قبل ايّ شيء آخر. في المقابل، إنّ دولا مثل روسيا وتركيا وايران، لن تكون قادرة على الدفاع عن أي مكاسب تحققها. كلّ ما في الامر ان اقتصادها لا يسمح لها بذلك! 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الحرب الباردة عودة الحرب الباردة



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib