هل تقاوم صنعاء كما تفعل بيروت
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

هل تقاوم صنعاء.. كما تفعل بيروت

المغرب اليوم -

هل تقاوم صنعاء كما تفعل بيروت

بقلم - خيرالله خيرالله

ما زالت بيروت تقاوم 'حزب الله' والقيم التي حاول فرضها على المدينة في مرحلة معينة. هل في استطاعة صنعاء متابعة مقاومتها؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يفرض نفسه هذه الأيام بعد تطويق 'أنصار الله' للرئيس السابق علي عبدالله صالح وسعيهم إلى تحويله، مع حزبه، إلى مجرد تابع لهم.

في مثل هذه الأيّام من العام 2014، كان الحوثيون (أنصار الله) في طريقهم إلى صنعاء التي استكملوا سيطرتهم عليها في الحادي والعشرين من أيلول-سبتمبر من تلك السنة. كان لافتا أن دخولهم العاصمة بالطريقة التي دخلوها بها تذكّر بطريقة سيطرة “حزب الله” على وسط بيروت في العام 2007 حيث اعتصم أفراده مع ممثلين لأحزاب تابعة له، بعضها مسيحي، لمدة شهور عدّة.

فعلها “حزب الله” في بيروت بتغطية من تظاهرات “عمّالية”، لا علاقة لها لا بالعمّال ولا بما يمت إليهم بصلة. كانت التظاهرات موجّهة ضدّ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وقتذاك.

فعلها “أنصار الله” بعد سبع سنوات في صنعاء، بصفة كونهم تلامذة نجباء لـ”حزب الله”، تحت غطاء تظاهرات تعترض على ما سمّي “الجرعة”. كانت “الجرعة” جانبا من إجراءات ذات طابع اقتصادي اتخذتها الحكومة اليمنية التي كانت موجودة في تلك المرحلة لتمرير زيادة في أسعار مواد استهلاكية معيّنة، إضافة إلى المحروقات، لخفض العجز في الموازنة.

تبيّن في نهاية المطاف أن الحوثيين ليسوا في الواقع سوى تلامذة مطيعين في مدرسة واحدة لا هدف لها سوى الاستيلاء على السلطة. أراد “حزب الله” استكمال السيطرة على بيروت، كلّ بيروت، إلى أن اكتشف أنّ ذلك ليس ممكنا على الرغم من غزوة السابع من أيار-مايو 2008 التي ما لبث أن وضع لها حدّا بعد تنفيذ بعض مآربه وليس كلّها.

لم تنجح غزوة بيروت السنيّة والجبل الدرزي كليّا لسبب في غاية البساطة يعود إلى أنّ الجانب الآخر من العاصمة اللبنانية، الجانب المسيحي -ما دام يجب تسمية الأشياء بأسمائها- قاوم الطابور الخامس لـ”حزب الله” ومنعه من توسيع غزوته. كانت بيروت الشرقية بين العوامل التي أفشلت مخطّط الطابور الخامس، التابع لـ”حزب الله”. كانت مستعدة مثلا لاستقبال “تلفزيون المستقبل” الذي اجتاحه مسلّحو “حزب الله” بوقاحة ليس بعدها وقاحة بغية تمكينه من البثّ مجدّدا.

أمّا الجبل الدرزي فصمد إلى حد كبير وتبيّن أن الاستيلاء عليه وإخضاعه ليس بالسهولة التي تعتقدها إيران، المحرّك الحقيقي لـ”حزب الله”. كان الدروز (بنو معروف) على استعداد للموت دفاعا عن أرضهم وشرفهم وكرامتهم بعد استباحة “حزب الله” لكلّ القيم والمبادئ الأخلاقية التي لا يزال لها بعض الوجود في الجبل اللبناني.

هل صنعاء طريدة سهلة لـ”أنصار الله” في حين ما زال “حزب الله” يواجه صعوبة في إخضاع بيروت؟

قاوم اللبنانيون المتمسّكون ببلدهم وقيمه وسيادته وحرّيته، وما زالوا يقاومون “حزب الله” وما يحاول فرضه من قيم. يحاول الحزب فرض قيم محدّدة على مجتمع لا علاقة له بكلّ ما هو مرتبط بنظرية ولاية الفقيه التي هي موضع خلاف شيعي. فكيف عندما يتعلّق الأمر بمجتمع متنوّع ومستنير، في معظمه، مثل المجتمع اللبناني كان أبناء الطائفة الشيعية فيه في طليعة كلّ ما هو تقدّمي وحضاري وما هو خصوصا بعيد عن التزمت والمذهبية.

كانت النتيجة بعد اجتياح بيروت في العام 2008 التوصل إلى اتفاق الدوحة الذي جاء بالعماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية. كوفئ سليمان الذي كان قائدا للجيش على موقفه في أثناء تلك الأحداث الأليمة. ما لبث “حزب الله” أن انقلب على اتفاق الدوحة وذلك بانقلابه على الحكومة التي شكّلها وقتذاك سعد الحريري والتي كانت أقرب إلى حكومة وحدة وطنية ومصالحة أكثر من أيّ شيء. كان الهدف الأوّل لسعد الحريري في تلك الفترة تفادي فتنة طائفية ومذهبية. كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط شريكا في هذا التفكير الذي جعله يتعالى عن أشياء كثيرة جعلته يظهر في مظهر من ينفّذ انقلابا على حركة “الرابع عشر من آذار” بهدف حماية طائفته الصغيرة المهدّدة.

مثلما انقلب “حزب الله” على حكومة سعد الحريري، انقلب “أنصار الله” على اتفاق “السلم والشراكة” الذي وقّعوه، بعد سيطرتهم على صنعاء، مع الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي الذي سهّل لهم بلوغ العاصمة. لم يتصدّ عبدربّه منصور هادي لهم في محافظة عمران حيث قضوا على نفوذ آل الأحمر، زعماء حاشد، ثمّ على اللواء 310 بقيادة العميد حميد القشيبي الموالي للفريق علي محسن صالح، نائب رئيس الجمهورية حاليا.

ذهب آل الأحمر والقشيبي واللواء 310 ضحيّة اعتقاد الرئيس الانتقالي أنّه قادر على التفاهم مع الحوثيين والتوصل إلى صفقة معهم بإشراف ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر ومباركته. ما حصل أن بنعمر كان شاهدا على توقيع اتفاق “السلم والشراكة”، لكنّه لم يستطع فرض أيّ بند من الاتفاق. كان بنعمر شاهد زور على عملية وضع عبدربّه منصور في الإقامة الجبرية وإجباره على تقديم استقالته التي ما لبث أن تراجع عنها بعد هربه من صنعاء إلى عدن في شباط-فبراير 2015.

ما زالت بيروت تقاوم “حزب الله” والقيم التي حاول فرضها على المدينة في مرحلة معيّنة. هل في استطاعة صنعاء متابعة مقاومتها؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يفرض نفسه هذه الأيّام بعد تطويق “أنصار الله” للرئيس السابق علي عبدالله صالح وسعيهم إلى تحويله، مع حزبه، إلى مجرّد تابع لهم بعدما كان شريكا في المعادلة التي فرضت نفسها بعد الحادي والعشرين من أيلول-سبتمبر 2014، يوم سقوط صنعاء. يومذاك، خرج عبدالملك الحوثي بخطابه المشهور الذي يتحدّث فيه عن “الشرعية الثورية” وعن طيّ صفحة الجمهورية في اليمن. أراد بكل بساطة القول إنّ نظاما جديدا قام في صنعاء. هناك عودة للإمامة لا أكثر ولا أقلّ. يجب دفن الجمهورية التي قامت في السادس والعشرين من أيلول-سبتمبر 1962 وإحلال الإمامة التي كانت قائمة قبل ذلك مكانها.

هناك تاريخ جديد لليمن يسعى “أنصار الله” إلى كتابته، تماما مثلما يحاول “حزب الله” كتابة تاريخ جديد للبنان وللجمهورية.

ما لا يمكن تجاهله أن أولئك الذين عرفوا في البداية بـ”الشباب المؤمن” ليسوا سوى ارتكاب من ارتكابات علي عبدالله صالح الباحث دائما عن توازنات يمنية معيّنة يتمكن من خلالها حكم اليمن. هل فشل علي عبدالله صالح هذه المرّة في إيجاد توازن جديد مع أولئك الذين صنعهم؟

ستكون الأيّام والأسابيع المقبلة حبلى بالأحداث في اليمن. سيتوقف الكثير على ما إذا كانت صنعاء ستكون قادرة، بدعم من محيطها، على الصمود في مواجهة الهجمة الحوثية التي تعني قبل أيّ شيء أنّ في الإمكان العودة بالإمامة إلى جزء من اليمن، أي إلى صنعاء ومحيطها.

تكمن مشكلة علي عبدالله صالح في أنّه كان يعرف سلفا أن الحوثيين سينقلبون عليه يوما. سبق لهم أن فعلوا ذلك في العام 2003 عندما واجهوه في أثناء وجوده في صعدة وأطلقوا في وجهه صرختهم المعروفة “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”. كانت النتيجة مواجهة بين الجانبين استمرت بين 2004 و2010 واتخذت شكل حروب حقيقية.

هل هناك معطيات تسمح باستئناف الحروب بين الجانبين، أم يضطر الرئيس السابق للاستسلام والجلوس في بيته لضمان سلامته تاركا لأهل صنعاء والمناطق المحيطة بها تقرير ما الذي يريدونه فعلا. هل يستسلمون لـ”أنصار الله” أم يتابعون المقاومة كما يفعل أهل بيروت واللبنانيون الذين يرفضون الاستسلام لحزب يعرفون تماما أنّه ليس سوى ميليشيا مذهبية تابعة لإيران تريد تغيير نمط حياتهم قبل أيّ شيء وتحويل لبنان مجرّد مستعمرة تابعة لإيران ومرتعا للبؤس والجهل والسلاح غير الشرعي..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تقاوم صنعاء كما تفعل بيروت هل تقاوم صنعاء كما تفعل بيروت



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة

GMT 21:58 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أنشيلوتي يعنف نجم هجوم ريال مدريد عقب لقاء فالنسيا

GMT 11:58 2023 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

نور الغندور تتألّق بأزياء ملفتة ومميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib