ملك عصري يستضيف رئيسا عصريا
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

ملك عصري يستضيف رئيسا عصريا

المغرب اليوم -

ملك عصري يستضيف رئيسا عصريا

بقلم - خيرالله خيرالله

رهان فرنسا على المغرب في عهد إيمانويل ماكرون يبدو رهانا في محله. الأمل كبير في أن يساعد الرئيس الفرنسي الجديد في تخليص آخرين من عقدة المغرب ومن رهانات خاطئة على افتعال مشاكل فيه.لم تكن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرباط زيارة عادية. قبل كلّ شيء اختار ماكرون، كما فعل جاك شيراك عند توليه الرئاسة في العام 1995 المجيء إلى المملكة المغربية كمحطة أولى في زياراته المرتقبة لدول شمال أفريقيا. كان جاك شيراك سياسيا فرنسيا وأوروبيا يمتلك بعد نظر. هكذا يبدو أيضا إيمانويل ماكرون الذي هو في طور إعادة الحياة إلى فرنسا وسياستها الأفريقية معتمدا البوابة المغربية.

حظي الرئيس الفرنسي الجديد الذي مضى شهر فقط على دخوله قصر الإليزيه باستقبال استثنائي في الرباط وذلك خلال الزيارة “الخاصة” التي لم تستغرق أكثر من ثمانية وأربعين ساعة. كان خلف الملك محمّد السادس في مطار الرباط – سلا عدد من أفراد العائلة، بينهم وليّ العهد الأمير الحسن بن محمد وشقيقه الأمير رشيد. كان كل شيء يدل على مدى تقدير المغرب لاختيار ماكرون زيارة المملكة قبل أي بلد آخر خارج أوروبا.

المهمّ في نهاية المطاف هو النتائج التي أسفرت عنها وستسفر عنها الزيارة. ما يمكن قوله أنّ الرئيس الفرنسي ما كان ليفتتح زياراته غير الأوروبية بالذهاب إلى المغرب لولا وجود قناعة قويّة لديه بضرورة تكريس وجود شراكة إستراتيجية بين البلدين بعيدا عن أيّ نوع من العقد التي غالبا ما تحكمت بالرؤساء الاشتراكيين مثل فرنسوا هولاند.

شاء ماكرون وهو رئيس عصري على تماس مع ما يدور في أوروبا والعالم وفي محيط أوروبا، بما في ذلك الضفة الأخرى من المتوسط، تأكيد أنّ البوابة المغربية ممر لا بدّ منه لأفريقيا. بات على كلّ أوروبي عبور هذا الممرّ في ضوء الجهود الجبارة التي بذلها محمّد السادس من أجل إقامة علاقات من نوع جديد تقوم على المصالح المشتركة بين المغرب والدول الأفريقية. توّجت هذه الجهود بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، أو بعودة الاتحاد الأفريقي إلى المغرب، وذلك في ظلّ قناعات مشتركة تبلورت من خلال الجولات الكثيرة التي قام بها العاهل المغربي، وهي جولات شملت بلدانا أفريقية عدة في أنحاء مختلفة من القارة السمراء وأوصلته إلى مكان بعيد مثل جزيرة مدغشقر.

هناك وعي فرنسي بوجود حال استقرار في المغرب. سمحت هذه الحال المغربية ببلورة سياسة واعية في أفريقيا تستند إلى الاستثمار في التنمية عبر مشاريع مشتركة تخدم قيام نوع جديد من العلاقات وأسس للتعاون بين دول القارة. يحصل ذلك بعيدا عن الأفكار الاستعمارية التي تحكّمت في الماضي بالعلاقة بين الدول الأفريقية والقوى الأوروبية. ما قام به المغرب يتمثل في بناء علاقات بين دول أفريقية تخدم المواطن الأفريقي. لعل أفضل مثل على ذلك حرص المغرب على إقامة مستشفيات في البلدان الأفريقية الفقيرة وعلى إقامة مصانع تستخدم الفوسفات المغربي لإنتاج أسمدة زراعية، كما الحال مع أثيوبيا التي زارها محمد السادس في تشرين الثاني ـ نوفمبر الماضي.

هذا غيض من فيض ما قام به المغرب من جهود في أفريقيا وفي منطقة الساحل من أجل قيام نوع مختلف من العلاقات والتعاون بين الدول الأفريقية، بعيدا عن الشعارات الفارغة والمزايدات التي لا معنى لها التي رفعها طويلا أولئك الذين أرادوا المتاجرة بأفريقيا والأفارقة.

إلى جانب ذلك كلّه، جاءت زيارة ماكرون للرباط كي تعكس مدى الاهتمام الفرنسي بالتجربة المغربية في مجال الحرب على الإرهاب والتطرّف، بما في ذلك نشر الإسلام المعتدل وإقامة مؤسسات هدفها تخريج أئمة وخطباء جوامع أفارقة يعرفون ما هو الإسلام الحقيقي كدين قائم على التسامح والاعتراف بالآخر.

لعب المغرب دورا محوريا في الحرب على الإرهاب في طول الساحل الصحراوي. صحيح أنه كان يحمي نفسه من أخطار التطرّف ومن مجموعات على علاقة بكلّ ما هو مرتبط بإثارة القلاقل والتهريب، مثل جبهة “بوليساريو”، الأداة الجزائرية المعروفة، لكن الصحيح أيضا أنه كان يستثمر في الوقت ذاته في تنمية القارة الأفريقية.

هناك رأي معروف للعاهل المغربي بأن الحرب على الفقر جزء لا يتجزأ من الحرب على الإرهاب والتطرّف. هناك اعتراف مغربي بوجود ترابط بين الدول الأفريقية وبأنّ أي تطور في أي بلد أفريقي تكون لديه انعكاسات إيجابية على البلدان الأخرى في محيط هذا البلد.

كانت حصيلة زيارة ماكرون للرباط اعتراف فرنسي بأن التجربة المغربية تستأهل التوقف عندها. هذا لا يعني أن المغرب لا يواجه مشاكل. على العكس من ذلك، هناك مشاكل داخلية في المغرب. يكمن الفارق بين المغرب وغيره في أن الحديث عن هذه المشاكل لا يدور في الكواليس، بل هو حديث علني. لذلك تطرّق الرئيس الفرنسي في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد محادثاته مع محمد السادس إلى ما يجري في منطقة الريف المغربي، في الحسيمة تحديدا، مشيرا إلى أنّه بحث في الموضوع مع العاهل المغربي.

ليس سرّا أن هناك اضطرابات حصلت في تلك المنطقة وأن محاولات جرت لاستغلالها. سيتبيّن يوما بوضوح ما إذا كانت هناك أياد جزائرية متورطة في إثارة المشاكل في منطقة الريف. هناك تقصير حكومي وهناك تقصير من الأحزاب المغربية التي لم تتحرك في الوقت المناسب لوضع الأمور في نصابها.

ما اكتشفه ماكرون أن المغرب بلد طبيعي يمر بتجربة خاصة به، خصوصا منذ إقرار دستور العام 2011 في استفتاء شعبي. الأهم من ذلك أنه واحة استقرار في شمال أفريقيا، وأنه تحول مع الوقت إلى جسر يربط بين أوروبا وأفريقيا. لا مجال للعودة عن الإصلاحات في المغرب. على العكس من ذلك، هناك نيّة في دفعها إلى أمام وجعلها تشمل كل القطاعات، بما في ذلك التعليم الذي هو في أساس تطوّر المجتمعات.

لا يتردد الملك محمّد السادس في تنبيه المغاربة إلى أهمّية اللغات الأجنبية وإتقانها من أجل متابعة البحث العلمي. في كل مرة يحل “عيد العرش” آخر تموز – يوليو من كل سنة، هناك أوسمة خاصة يمنحها الملك إلى مواطنين متميزين، بمن في ذلك علماء كبار برعوا في مجال عملهم في داخل المملكة أو خارجها أو طلاب حصلوا على شهادتهم الثانوية بتفوق.

يبدو رهان فرنسا على المغرب في عهد إيمانويل ماكرون رهانا في محله. الأمل كبير في أن يساعد الرئيس الفرنسي الجديد في تخليص آخرين من عقدة المغرب ومن رهانات خاطئة على افتعال مشاكل فيه.

يتمثل كل ما يفعله المغرب، الذي يعي تماما طبيعة المشاكل التي يواجهها ولا يخجل من الاعتراف بوجودها، في أنّه يستثمر في الخير والتنمية والاعتدال، وليس في البحث عن أدوار تفوق حجمه من أجل ادعاء بطولات وهمية من خارج هذا الزمن.

جاء رئيس عصري إلى الرباط للاستفادة من تجربة لملك عصري عرف كيف ينقل بلده إلى القرن الواحد والعشرين في ظروف إقليمية وعالمية أقلّ ما يمكن أن توصف به أنّها في غاية التعقيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملك عصري يستضيف رئيسا عصريا ملك عصري يستضيف رئيسا عصريا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib