الامارات بعد 50 عاما نقطة مضيئة في الظلام العربي
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

الامارات بعد 50 عاما... نقطة مضيئة في الظلام العربي

المغرب اليوم -

الامارات بعد 50 عاما نقطة مضيئة في الظلام العربي

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

يمكن الحديث طويلا عن إنجازات حققتها دولة الامارات العربيّة المتحدة في الذكرى الخمسين لقيامها. لكنّ الإنجاز الاكبر يظلّ في اننا امام دولة تؤمن بالإنسان وصناعة الانسان، دولة مسالمة متصالحة مع نفسها ومع شعبها اوّلا. دولة تبحث عن صفر مشاكل مع محيطها ومع العالم. دولة من دون عقد قادرة على مراجعة سياساتها وجعلها تتلاءم في كلّ وقت مع رؤية المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

كانت هذه الرؤية، التي محورها الانسان، وراء قيام دولة الامارات التي تبقى التجربة الوحدوية العربية الوحيدة التي حققت نجاحا. نجحت التجربة الوحدوية للإمارات نظرا الى انها استطاعت خلق مصالح مشتركة بين كل الامارات التي يضمها الكيان الذي قام مطلع سبعينات القرن الماضي. كانت هذه الرؤية التي امتلكها الشيخ زايد واورثها الى أبنائه وراء كل ما قدمته الامارات طوال سنوات، وما تزال تقدّمه للعرب ولغير العرب، لليمن او لمصر او للبنان ولدول عربية أخرى. استطاعت الامارات أيضا خلق مصالح مشتركة مع كلّ المقيمين فيها من 200 جنسيّة مختلفة. بات لدى هؤلاء، الذين يشكلون نسبة عالية جدا من السكان، اهتمام حقيقي في المحافظة على الامن في البلد.

لا يمكن تجاهل العلاقة التي اقامها الشيخ زايد مع اليمن وكيف انّه كان وراء إعادة بناء سدّ مأرب في العام 1986 كي يبقى اليمنيون في ارضهم. لا يمكن تجاهل ما قدمته الامارات لمصر، خصوصا في العام 2013 حين دعمت، مع المملكة العربية السعودية والكويت، شعبها في تخلّصه من حكم الاخوان المسلمين وتخلّفهم. ليس سرّا أيضا ان الامارات كانت دائما داعمة للبنان حيث قامت بحملة للتخلص من الالغام في جنوبه. بنت في لبنان، بين ما بنت، مستشفيات ومدارس واستثمرت في كلّ ما له علاقة بالتنمية لعلّ لبنان يستعيد عافيته يوما بعد الهزة التي تعرض في ذلك اليوم المشؤوم من العام 2005، عندما اغتيل رفيق الحريري. خيّب لبنان كلّ الآمال المعلّقة عليه بعدما صار تحت الانتداب الإيراني وبات مستقبله في مهبّ الريح.

في الامارات يشعر الزائر بالأمان. يشعر في الوقت ذاته ان هناك مواطنين يعملون لبلدهم. في النهاية، لا شيء ينجح مثل النجاح. يتجاوز الامر نجاح حدث عالمي مثل سباق "فورمولا وان" الذي تستضيفه أبوظبي كلّ سنة منذ العام 2008... أو معرض "اكسبو 2020" في دبيّ. انّه نجاح يعطي فكرة عن تطوّر مجتمع وبلد ومؤسسات الدولة.

ثمّة ارادة سياسية حقيقية تستهدف استخدام الثروة من اجل الاستثمار في كلّ ما هو ايجابي وحضاري بعيدا عن اي عقد. هناك اسس واضحة لمشروع يضع الثروة في خدمة الإنسان. انّه مشروع مساهمة في بناء الإنسان. هكذا بكل بساطة. الإنسان محور تجربة الإمارات. من هذا المنطلق، كان الاهتمام الدائم بالمواطن وكان التركيز على التعليم وتطوير البرامج التعليمية تحديدا كي يبتعد الطفل والشاب الاماراتي عن الخرافات وعالم التخلّف.

عبرت الامارات الى القرن الواحد والعشرين. هذا هو الفارق بينها وبين آخرين ما زالوا اسرى الماضي. عرفت الامارات ان مصلحتها في علاقات طبيعية مع إسرائيل، من دون التخلّي عن موقفها الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني. مصلحتها أيضا في الحصول على احدث تكنولوجيا في العالم أكان ذلك من الصين او اميركا او روسيا او فرنسا او المانيا... او كوريا الجنوبيّة. تتطلّع الامارات الى ما بعد عصر النفط. تنظر الى البيئة والى الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسيّة.

الأكيد انّ اهم ما يخرج به من حضر أي نشاط ثقافي او رياضي في أبوظبي والامارات الاخرى، ذلك التطوّر الذي طرأ على الإنسان. ما يلفت الزائر هو وجود المواطن الإماراتي في كلّ مكان من اجل خدمة الزائر وتقديم صورة حقيقية عن التقدم على صعيد المجتمع.

لم تعد ابوظبي مركزا للمصارف والمستشفيات العالمية الكبيرة ولشركات النفط الكبرى ولمشاريع انمائية ضخمة وللطاقة النظيفة فقط. لم تعد مركزا لاستقطاب المتاحف العالمية مثل غوغنهايم واللوفر ولكبرى الجامعات، او لمعلم كبير مثل مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فقط. انّها فوق ذلك كلّه مكان لصنع انسان عربي جديد يعرف قيمة العمل الجدّي. هذا ما يفعله الإماراتيون. انّهم، في معظمهم، لا يخجلون من العمل. العمل صار ملازما لصفة المواطن، بل موضع فخر له.

لم يأت هذا التطوّر من فراغ. لدى العودة الى التراث الذي خلفه الشيخ زايد، نجد انّه عرف كيف يبني الإتحاد، في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد. كذلك، عرف كيف يبني المواطن في الوقت ذاته. ربط بين العلم والعمل والحداثة والإنجاز وثقافة التسامح والانفتاح على كلّ صعيد. البلد صار أخضر. تغلّب الشيخ زايد على الصحراء. المناخ صار اقلّ قساوة تجاه الإنسان. فوق ذلك كلّه، بات الشاب الاماراتي بعد تقديم شهداء في اليمن، يعرف معنى التضحية من اجل الدفاع عن بلده والمحافظة على امنه. لا تبنى الجيوش الحديثة من دون تضحيات ومن دون تجربة خوض معارك حقيقية.

تمثل الامارات، التي تركّز على الاهتمام بشعبها وربطه بثقافة الحياة، نموذجا عربيا مختلفا. تبقى نقطة مضيئة في هذا الظلام العربي. انّها نموذج الدولة القادرة على مواجهة التحديات الإقليمية بحكمة وصبر من جهة والانصراف في الوقت ذاته الى الاهتمام بالداخل من جهة أخرى. لعلّ المثل الأفضل عن حكمة الشيخ زايد التي ورثها أبناؤه طريقة التعاطي مع ايران التي تحتل ثلاث جزر ايرانيّة منذ العام 1971.

هذه الجزر المحتلّة، التي ترفض "الجمهوريّة الاسلاميّة" التفاوض في شأن مستقبلها، تؤكّد ان شيئا لم يتغيّر نحو الأفضل منذ رحيل الشاه. على الرغم من ذلك، لم تتخلّ الامارات عن هدوئها وعن رغبتها في علاقات افضل مع ايران او مع تركيا، التي زارها الشيخ محمّد بن زايد وليّ عهد أبوظبي أخيرا، على الرغم من كلّ يبدر عن مسؤولين في البلدين من تصرّفات عدائيّة لا علاقة لها بالقيم الحضاريّة في هذا العالم.  

باعتماد الحكمة والصبر والايمان بالإنسان وامتلاك القدرة على مراجعة سياستها، متى تدعو الحاجة الى ذلك، بقيت الامارات وفيّة للشيخ زايد. في ذلك التكريم الحقيقي لمؤسس الدولة ولإرثه وقيمه التي آمن بها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الامارات بعد 50 عاما نقطة مضيئة في الظلام العربي الامارات بعد 50 عاما نقطة مضيئة في الظلام العربي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib