نصف قرن على الهزيمة… مشرق عربي ولد من رحمها
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

نصف قرن على 'الهزيمة'… مشرق عربي ولد من رحمها

المغرب اليوم -

نصف قرن على الهزيمة… مشرق عربي ولد من رحمها

بقلم : خيرالله خيرالله

معظم ما تعانيه المنطقة العربية حاليا، خصوصا منطقة المشرق العربي، هو من ذيول هزيمة 1967 التي غيرت الخارطة التي ارتسمت في ضوء قيام دولة إسرائيل في العام 1948.

كانت الحاجة إلى مرور نصف قرن على “الهزيمة” كي تبدأ نتائجها في الظهور على الأرض. ما كان يفترض أن يحصل بعد “الهزيمة” تأخّر نصف قرن.

لم تكن هزيمة حرب الأيام الستة هزيمة عسكرية فحسب، بل كانت هزيمة للعقل العربي أيضا الذي لم يستطع تعلّم شيء يذكر من الذي حصل وقتذاك بعد تمكن إسرائيل، بين ليلة وضحاها، من احتلال سيناء وقطاع غزّة والضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان.

ما نشهده اليوم من تفتيت للكيان السوري وضمّ للجولان واستمرار لعملية وضع اليد الإسرائيلية على الضفّة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، يعطي فكرة عن العجز العربي عن مواجهة الواقع كما هو.

بكلام أوضح، هناك عجز، لا يزال قائما، عن التعاطي مع موازين القوى والاستعاضة عن ذلك بتصوّر للموازين هي أقرب إلى الوهم من أيّ شيء آخر.

كان الاعتقاد السائد لدى العرب أن الجيوش العربية ستهزم إسرائيل بمجرّد أن جمال عبدالناصر أعطى أوامره بإغلاق مضائق تيران وسحب القوات الدولية من سيناء. لم يحصل شيء من ذلك. حصل العكس تماما وذلك لسبب في غاية البساطة يتمثّل في رفض الجانب العربي الاعتراف بالموازين العسكرية القائمة وبالنتائج المترتبة على الهزيمة. في الحروب أو في السياسة، أن يعرف زعماء الدول والسياسيون كيف التعاطي مع الخسارة أهمّ بكثير من كيفية التعاطي مع الانتصار.

وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان يقف عند حائط البراق (المبكى) خلال حرب 1967 التي قال عنها إنها حققت الأهداف الأمنية والسياسية لإسرائيل التي تمكنت في الفترة ما بين الخامس من يونيو وحتى العاشر منه من اجتياح واحتلال صحراء سيناء المصرية والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية.

ومع أن إسرائيل انسحبت من صحراء سيناء، إلا أنها قامت بضم كل من القدس الشرقية وهضبة الجولان إليها في خطوة لم تحظ باعتراف دولي. فلا تزال إسرائيل تحتل الضفة الغربية بينما قامت بانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة الذي تفرض عليه حصارا بريا وبحريا وجويا منذ عام 2006.

لم يكن هناك سوى الملك حسين الذي عرف كيف يتعاطى مع الخسارة وعمل على الفور من أجل لملمة الأوضاع في الأردن والمحافظة على ما بقي منه بعدما أصبحت المملكة عرضة لهجمات من جهات مختلفة على رأسها المنظمات المسلّحة الفلسطينية التي كانت تسعى إلى قيام وطن بديل تحت شعارات من نوع “كل السلطة للشعب” أو “طريق القدس يمرّ في عمان!”.

إذا كانت مصر استطاعت في مرحلة لاحقة التصالح مع الواقع بعدما قام أنور السادات بزيارته للقدس في تشرين الثاني ـ نوفمبر 1977، محطما كل التابوهات التي سادت في المنطقة منذ ما قبل قيام دولة إسرائيل، فإن معظم العرب الآخرين فضلوا السير في ركاب الوهم.

لم يستطع العرب مجاراة مصر بعد التهديدات التي وجّهت لهم عن النظامين البعثيين في سوريا والعراق. تصالح النظامان فجأة من أجل الوقوف في وجه مصر ونقل جامعة الدول العربية من القاهرة وفرض إملاءات على العرب الآخرين، على رأسهم المملكة العربية السعودية. كان العرب الآخرون في حال من التردد، عموما، تجاه الموقف الواجب اتخاذه من خطوة أنور السادات والنتائج التي ستليها.

استعادت مصر أراضيها وفضّل الأردن من أجل المحافظة على سلامته، وقبل الخطوة التي أقدم عليها أنور السادات، التخلي عن الضفّة الغربية. اعترف بقرار قمّة الرباط للعام 1974 الذي يكرّس منظمة التحرير الفلسطينية “الممثّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني”. أقدم في صيف العام 1988 على خطوة فكّ الارتباط مع الضفّة الغربية لتأكيد أنّه لم يعد معنيا مباشرة بالمفاوضات من أجل استعادة تلك الأرض التي سعت منظمة التحرير إلى وضعها تحت سيادتها.

بعد قرار قمّة الرباط الذي اتخذ بضغط من قوى عدّة، على رأسها الجزائر في عهد هواري بومدين، فقد الجانب العربي حجة قانونية أساسية استغلتها إسرائيل لتجعل من الضفّة الغربية “أرضا متنازعا عليها”. في النهاية، كانت الضفّة الغربية والقدس الشرقية تحت السيادة الأردنية عندما وقعت الحرب في العام 1967. كان الأردن الجانب الوحيد المؤهل لاستعادة الأرض كلّ الأرض في مرحلة لاحقة على غرار ما فعلت مصر وذلك استنادا إلى القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن والذي يتعاطى مع دول وليس مع منظمات…

أمّا النظام السوري الذي خسر الجولان، فوجد في ذلك أفضل حجة لممارسة سياسته المفضلة القائمة على اللاحرب واللاسلام، وهي أيضا السياسة المفضلة لدى إسرائيل. الصدفة خير من ميعاد أحيانا. سمحت تلك الصدفة بقيام حلف غير معلن بين النظام السوري وإسرائيل ذهب ضحيته لبنان الذي لا يزال يعاني، إلى اليوم، من النتائج المترتبة على “الهزيمة”، علما أنّه امتلك ما يكفي من الحكمة والتعقّل للبقاء خارج حرب 1967.

بعد نصف قرن على “الهزيمة”، هناك دولتان عربيتان وقعتا معاهدتي سلام مع إسرائيل، هما مصر والأردن وهناك دولة عربية أرادت الهرب من الواقع ومن المعنى الحقيقي للهزيمة. تدفع سوريا غاليا ثمن ممارسات لنظام اعتبر الجولان ورقة تصلح لابتزاز العرب الآخرين بالتفاهم مع إسرائيل. كان هناك دائما اتفاق سوري ـ إسرائيلي، ما لبث أن تحول إلى اتفاق سوري ـ إسرائيلي ـ إيراني، كي يبقى جنوب لبنان جرحا نازفا.

فوّت النظام السوري كلّ الفرص من أجل استعادة الجولان وفوّت على الفلسطينيين كل المناسبات التي كان يمكن أن يحققوا فيها حلم التوصل إلى تسوية معقولة إلى حدّ ما وذلك قبل توقيع اتفاق أوسلو وبعده.

الواقع الذي لا مفرّ من الاعتراف به مؤلم، خصوصا في ظلّ تداعيات الزلزال العراقي الذي حصل في العام 2003، حين سقط العراق في يد إيران كنتيجة مباشرة للحرب الأميركية على البلد. كان سقوط العراق كارثة في حجم “النكبة” و”الهزيمة”، بل أكبر منهما.

هذا عائد إلى أن دائرة الخلل في التوازن الإقليمي زادت إلى حد كبير على كلّ صعيد وكرّست إيران لاعبا في المشرق العربي وفي العراق وسوريا ولبنان تحديدا.

في الخامس من حزيران ـ يونيو 2017، هناك مشرق عربي جديد ولد من رحم “الهزيمة”. هناك احتلال إسرائيلي دائم للجولان ولقسم من الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، وذلك بفعل المستوطنات. وهناك كيان سوري يتفكّك وهناك قضية فلسطينية في مهبّ الريح. لم يعمل الوقت لمصلحة العرب. جعل الوقت أولئك الذين راهنوا عليه يقيمون خارج التاريخ وخارج الجغرافيا، كما حال النظام السوري حاليا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف قرن على الهزيمة… مشرق عربي ولد من رحمها نصف قرن على الهزيمة… مشرق عربي ولد من رحمها



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل

GMT 00:46 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

أصالة نصري تنشر رسالة مؤثرة على "إنستغرام"بعد انفصالها

GMT 18:07 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

تحطيم الرقم القياسي للمارثون الدولي بفاس

GMT 11:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل تعرفها لأول مرة عن "السيارة الكهربائية"

GMT 09:21 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ميناء طنجة المتوسط يؤمن 12 باخرة لنقل 43 ألف مسافر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib