الأزمة السورية تجاوزت شخص بشار
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

الأزمة السورية تجاوزت شخص بشار

المغرب اليوم -

الأزمة السورية تجاوزت شخص بشار

بقلم : خيرالله خيرالله

من يقرأ نص الكلام الصادر عن نيكي هايلي مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لا يجد تفسيرا لهذا الكلام سوى أن بشّار الأسد انتهى. ببشّار ومن دون بشّار، سوريا التي عرفناها انتهت وهي تحتاج صيغة حكم جديدة.

لم تقل هايلي بأي شكل إن الانتهاء من رئيس النظام السوري لم يعد أولوية أميركية. كلّ ما قالته المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة في شكل سؤال هو ما الموقف الذي يمكن توقّعه من دولة مثل الولايات المتحدة عندما يتعلّق الأمر برجل استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه؟

معروف الجواب على مثل هذا النوع من الأسئلة. لا مكان في العالم لحاكم يشنّ حربا على شعبه. تشمل هذه الحرب استخدام السلاح الكيميائي والبراميل المتفجّرة بين حين وآخر حين تدعو الحاجة إلى ذلك.

إذا كان هناك من شكّ في أن الإدارة الأميركية الجديدة لم تعد تطرح أسئلة مرتبطة بمصير الأسد، فإنّ الكلام الذي صدر وزير الخارجية ريكس تيلرسون خلال زيارة لتركيا أوضح دليل على ذلك. قال تيلرسون بالحرف الواحد إنّ مصير الأسد “يقرّره الشعب السوري”.

هل من عاقل يعتقد أن الشعب السوري لم يتخذ بعد موقفا من النظام الأقلّوي الذي أسّسه حافظ الأسد في العام 1970؟ لو لم يكن هناك موقف نهائي للشعب السوري لما كانت الثورة مستمرّة منذ ما يزيد على ست سنوات.

في كلّ الأحوال تجاوزت الأزمة السورية شخص بشّار الأسد. لم يعد مهمّا أن يكون في المرحلة الانتقالية أو أن يخرج من دمشق مع بداية هذه المرحلة التي لا مفرّ منها في مرحلة ما، هذا إذا بقي شيء من سوريا.

كيف يمكن لشخص مثل بشّار الأسد يعيش في عالم مغلق خاص به أن يبقى حاكما لسوريا، خصوصا أنّ الشعب السوري قال كلمته؟

دخان الحرب يحجب صورة سوريا الجميلة
الجواب بكلّ بساطة أن النظام السوري كلّه صار في خبر كان وأن سوريا نفسها تفتت بعدما صارت “ساحة” لا أكثر تتصارع فيها وتتنافس قوى مختلفة بينها روسيا وإيران وتركيا وإسرائيل.. وأخيرا الولايات المتحدة التي صار لديها ما يزيد على ألفي جندي في الأراضي السورية. إضافة إلى ذلك تستخدم أميركا مطارين على الأقلّ في شمال ما كان يسمّى “الجمهورية العربية السورية”.

بقي الأسد الابن في المرحلة الانتقالية أم لم يبق ليست تلك المسألة. المسألة مرتبطة بسؤال في غاية البساطة هو هل لا يزال في الإمكان إعادة الحياة إلى هذا البلد الذي قرّر رئيس النظام فيه منذ خلف والده في العام 2000 الدخول في لعبة التحالف المباشر مع إيران خدمة لأغراضها.

هناك مكان واحد نجح فيه بشّار الأسد. هذا المكان هو ربط مصير نظامه الأقلّوي بمصير سوريا. يريد من سوريا أن تنتهي مع انتهاء النظام. هذا هو التحدي الجديد الذي يواجه الشعب السوري الذي أظهر حتّى الآن أنّه ليس من نوع الشعوب التي تنام على ضيم. لو كان الأمر كذلك لكانت الثورة الشعبية انتهت في اليوم الأوّل الذي أراد فيه بشّار الأسد الاقتصاص من أطفال درعا في مثل هذه الأيّام من العام 2011.

جديد سوريا أنّ إيران باتت مقتنعة بأنّها لا تستطيع الانتصار على الشعب السوري. أمّا روسيا فإنّها في بحث مستمرّ عن مخرج. كلّ ما تستطيع إيران عمله هو تقديم مزيد من التسهيلات العسكرية لروسيا كي تتورّط أكثر في المستنقع السوري. ليست زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لموسكو ومحادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين، قبل أيّام، سوى دليل جديد على مأزق الجانبين الإيراني والروسي في سوريا.

باتت المعادلة السورية عصيّة على جميع الذين يتعاطون معها. هذا عائد إلى سبب واحد على الأقلّ. هذا السبب عائد إلى أن الذين يحاولون الخروج بحلّ يتجاهلون أنّ العنصر الأهمّ في سوريا هو الشعب السوري وذلك بعيدا عن الرومانسية والأوهام والأحلام وكلّ ما يقال عن عجز المعارضة عن إيجاد واجهة قادرة على تمثيلها بشكل فعّال.

عاجلا أم آجلا سيتبيّن أن لا مفرّ من البحث الجدّي في المرحلة الانتقالية وأن لا قيمة لأيّ حرب على الإرهاب إذا لم تشمل “داعش” والدواعش. “داعش” السنّي والدواعش الشيعية المرتبطة بطريقة أو بأخرى بإيران وميليشياتها وما بقي من مراكز قوى تعمل تحت مظلّة النظام السوري. تبحث مراكز القوى هذه عن حماية لمصالحها بعيدا عمّا يريده بشّار الأسد الذي لا يزال لديه دور يؤدّيه في مجال واحد هو مجال الانتهاء من سوريا.

تكمن مشكلة المتمسكين، أقلّه ظاهرا، ببشار الأسد، خصوصا إيران وروسيا، في أنّهم لا يطرحون على أنفسهم سؤالا منطقيا واحدا. هذا السؤال هو هل بقيت مؤسسات سورية يمكن البناء عليها؟

لم تبق في سوريا أيّ مؤسسة يمكن البناء عليها. منذ مجيء البعث إلى السلطة، وقبل ذلك إبان سنوات الوحدة المصرية-السورية بين 1958و1961، تحوّلت سوريا إلى بلد يحكمه جهاز أمني. تطورّ هذا الجهاز إلى أجهزة عدّة يشرف عليها حافظ الأسد منذ تفرّد بالسلطة في 1970 وراح يبني نظاما يُعتبر الضبّاط العلويون الموالون له عموده الفقري.

ما ترفض روسيا الاعتراف به هذه الأيّام هو أن هذا النظام الذي أقامه حافظ الأسد صار من الماضي وأنه لم يعد هناك ما يمكن البناء عليه في سوريا. أمّا إيران فلا يزال همّها الأساسي محصورا في الاستيلاء على قسم من سوريا حيث تجري تغييرات ديموغرافية في العمق. تريد جعل هذا القسم مرتبطا بدويلة “حزب الله” في لبنان.

لم يعد مهمّا بقاء بشّار الأسد في المرحلة الانتقالية أم عدم بقائه. المهمّ هو أن الوقت لا يعمل لمصلحة بقاء سوريا موحّدة. عندما امتنع باراك أوباما صيف العام 2013 عن الإقدام على خطوة تسقط النظام الذي استخدم السلاح الكيميائي في حربه على السوريين، كان أوباما ينفّذ المطلوب منه إسرائيليا لا أكثر ولا أقلّ.

ما نشهده حاليا مع اقتراب ذكرى مرور نصف قرن على احتلال الجولان هو مرحلة جديدة متقدّمة من عملية تفتيت سوريا في غياب عربي شبه تام باستثناء وجود الأردن كمراقب في أستانة وهو وجود أثار استياء إيرانيا، وحتّى تركيا، في مرحلة ما.

صارت الجولات المتلاحقة من المفاوضات التي تشهدها مدينة جنيف مرآة صادقة للمواقف الدولية التي تريد كلّ شيء باستثناء وضع نهاية للمأساة السورية التي باتت لها انعكاسات خطيرة على الأردن ولبنان.

يكفي الرقم الموثّق عن وجود خمسة ملايين سوري لجأوا إلى دول الجوار للتأكّد من حجم الكارثة التي حلّت بالبلد. أكثر من ذلك، إن هذا الرقم يعطي فكرة عن مدى حجم التواطؤ العالمي على الشعب السوري الذي أثبت أنّه يمتلك حيوية خاصة به جعلته قادرا على خوض مقاومة مستمرّة منذ العام 1961 حين جرت المحاولة الأولى لإنقاذ البلد من نظام أمني فرضه جمال عبدالناصر ونظامه المتخلّف عندما قبل بالوحدة المصرية-السورية في شباط-فبراير من العام 1958. هل لا يزال ممكنا الكلام عن مقاومة سورية في هذه الأيّام التي لم يعد فيها مكان سوى لسؤال وحيد: هل في الإمكان استعادة سوريا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة السورية تجاوزت شخص بشار الأزمة السورية تجاوزت شخص بشار



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib