فرنسا والأسئلة اللبنانية
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

فرنسا والأسئلة اللبنانية

المغرب اليوم -

فرنسا والأسئلة اللبنانية

خيرالله خيرالله
بقلم: خيرالله خيرالله

في كلّ كلمة من البيان الصادر عن اللقاء بين الرئيس ايمانويل ماكرون ووليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، بعد لقائهما في جدّة، ما يؤكّد ان لبنان عاجز عن استعادة موقعه في المنطقة.لا يستطيع لبنان القيام بايّ إصلاحات ولا ان يحافظ على حدوده ولا انّ تكون القوى الشرعية فيه من يحتكر السلاح. من هذا المنطلق، استقال جورج قرداحي ام لم يستقل من الحكومة اللبنانيّة. لن يقدّم ذلك ولن يؤخّر. ليس القرداحي سوى تفصيل صغير، بل تافه، في قضيّة تتجاوزه... في بلد صار في مهبّ الريح.

يكمن الخطأ الأساسي للرئيس نجيب ميقاتي، الذي يبذل من دون شكّ جهودا جبّارة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البلد، في قبول توزير اشخاص من هذا المستوى. ولكن، ما العمل عندما يكون نجيب ميقاتي، لأسباب خاصة به، على استعداد لتشكيل حكومة باي ثمن في اطار تفاهم بينه وبين المسؤولين الفرنسيين؟

ستبقى الاسئلة التي ستطرح نفسها في نهاية المطاف مرتبطة بموقع لبنان في المنطقة. هل هو بلد عربي ام لا؟ هل هو بلد صديق للعالم المتحضّر، في مقدّمه أوروبا... ام مجرّد جرم يدور في الفلك الإيراني؟هذا نوع الاسئلة التي يُفترض بفرنسا طرحها على نفسها قبل دخولها في وساطة بين بلد يحكمه "حزب الله" ويتحكّم به من جهة ودول الخليج العربي، في مقدّمها السعودية، من جهة أخرى.

انتقل لبنان من بلد ذي علاقة مباشرة متميّزة ومصالح مشتركة مع دول الخليج العربي إلى دولة معادية لهذه الدول التي هي باب رزق لما يزيد على نصف مليون عائلة لبنانيّة. ليس كلام شخص مثل جورج قرداحي عن اليمن سوى تعبير عن الوضع اللبناني كما هو، بل تعبير عن الجهل اللبناني، لا اكثر. إنّه وضع المتنطح لقضايا لا مصلحة للبنان في التنطح لها في وقت تحوّل البلد مصدر تصدير المخدرات وغير المخدّرات الى دول الخليج.

ما يطلبه الرئيس الفرنسي ووليّ العهد السعودي، اقرب الى طلب المستحيل. حسنا فعلت السعوديّة بان وضعت فرنسا امام امتحان. يكفي الكلام عن محافظة لبنان على حدوده، كي يتأكّد أي عاقل من ان لبنان لا يستطيع لبنان ذلك. قرّر "حزب الله" منذ العام 2012، وربّما قبل ذلك، التورط في الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه. لا تستطيع الحكومة اللبنانيّة ان تفعل شيئا. الحدود بين لبنان وسوريا مفتوحة. ليس من سيطر عليها غير "حزب الله"، أي ايران.

يمثّل مثل هذا الوضع اللبناني القائم حالا مرضيّة يختزلها مذيع، لم يطرأ أي تطوّر على عقله السياسي يوما، صار يسمح لنفسه بان يتحدّث في السياسة العربيّة. لا يكفي ان تكون مذيعا ناجحا وأن تمتلك صوتا مقبولا حتّى تصبح صاحب رأي في السياسة وفي ما يدور في اليمن الذي يعاني من تعقيدات لا حدود لها. في مقدّم هذه التعقيدات تحوّل جزء من اليمن الشمالي الى قاعدة صواريخ وطائرات مسيّرة ايرانيّة. هذا الجزء من اليمن الشمالي يمتلك حدودا طويلة مع المملكة العربيّة السعوديّة. كيف يمكن للبناني، أي لبناني، الدخول في متاهات يمنيّة من هذا النوع من اجل ان يكون "حزب الله" راضيا عنه... ومن اجل ان يثبت ولاءه للنظام الاقلّوي السوري الذي يخوض حربا مع شعبه. 

اذا كانت احداث الأسابيع الأخيرة كشفت شيئا، فهي أظهرت انّ لبنان يحتضر. ما صار على بساط البحث مصير لبنان الذي لا همّ لرئيس الجمهوريّة فيه، ميشال عون، سوى تأكيد انّه في تصرّف "حزب الله"، لعلّ ذلك يؤمّن وصول صهره جبران باسيل الى قصر بعبدا في السنة 2022.

كشفت الأسابيع الأخيرة أيضا انّ السياسة الفرنسيّة في لبنان سياسة لا طائل منها. ليس مطلوبا مواجهة "حزب الله"، لكنّه ليس مطلوبا أيضا الاستسلام لإيران في لبنان. ما فعلته فرنسا منذ تفجير ميناء بيروت في الرابع من آب – أغسطس 2020 رضوخ تام لإيران. تبيّن بكل بساطة ان فرنسا لم تعد تعرف لبنان ولا تريد ان تعرف ما هو "حزب الله" ولا تريد اخذ العلم بسلوك ايران داخل حدودها وخارجها، بما في ذلك في اليمن. لا تعرف فرنسا معنى تشكيل حكومة لبنانيّة يمتلك فيها "حزب الله" اكثريّة. لعلّ ابرز دليل على ان ايران ترفض أيّ تراجع في لبنان مسارعة وزير الخارجية الإيراني امير حسين عبداللهيان الى المجيء الى بيروت، مباشرة بعد تشكيل حكومة نجيب ميقاتي، في أيلول – سبتمبر الماضي.

جاء عبداللهيان ليتحدث عن استعداد ايران لبناء محطات كهربائية في لبنان ولإعادة الحياة الى مرفأ بيروت. جاء ليقول ان ايران صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في لبنان في وقت عين فرنسا على الكهرباء ومرفأ بيروت.

لن تغيّر استقالة جورج قرداحي شيئا. هذا ما تعرفه دول الخليج جيّدا وفي العمق. تعرف دول الخليج اين صار لبنان وما الذي يفعله "حزب الله" في المنطقة كلّها وصولا الى اليمن. في المقابل، هل تعرف فرنسا انّ خدمة ايران في لبنان سياسة لا افق لها. افضل ما يمكن ان تفضي اليه هذه السياسة تكريس وضع يد "الجمهوريّة الاسلاميّة" الإيرانية على البلد الصغير وعلى بيروت تحديدا!

 يظلّ الكلام الجميل كلاما جميلا. ما الذي تستطيعه فرنسا في لبنان باستثناء الكلام الجميل عن بلد تغيّر فيه كلّ شيء. الأكيد ان ليس في استطاعتها تحويل هذا الكلام الى أفعال. أي الى ما تطالب به دول الخليج التي لم تقدّم سوى الخير الى لبنان الذي فيه رئيس للجمهوريّة يرفض الاعتراف بما يرتكبه "حزب الله". ما يقوم به "حزب الله" لمصلحة ايران جريمة في حق لبنان وفي حق العلاقات التي تربطه بدول الخليج.

مرّة أخرى. ما وزن فرنسا وما مدى تأثيرها على "الجمهوريّة الاسلاميّة" في هذه الظروف بالذات؟ الاهمّ من ذلك كلّه ان ايران تريد صفقة مع اميركا، مع "الشيطان الأكبر". لا يهمّها موقف فرنسا ولا تهمها مصلحة لبنان الذي تسوء حاله يوميا بعد يوم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا والأسئلة اللبنانية فرنسا والأسئلة اللبنانية



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib