أردوغان الهارب إلى سوريا
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

أردوغان الهارب إلى سوريا

المغرب اليوم -

أردوغان الهارب إلى سوريا

بقلم - خير الله خير الله

تركيا ما كان لها الإقدام على الخطوة السورية لولا إدراكها أن ترامب لا يعترض على العملية. تدلّ على ذلك كلّ التصريحات التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين في الأيام التي سبقت التحرّك العسكري التركي.

سيذهب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعيدا في اختبار نيّات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. سيحاول بدوره تجريب حظّه مع ترامب. بعدما نجحت إيران في  تفادي أي ردود فعل أميركية على الصعيد العسكري، لماذا لا يجرّب أردوغان بدوره حظّه مع رئيس أميركي حصر كلّ همومه بالعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات خريف السنة 2020؟

بات واضحا أن تركيا انضمّت إلى الذين يراهنون على أن ترامب لن يفوز بولاية ثانية. ولذلك لا بدّ من الاستفادة إلى أبعد حدود من وضعه الحالي، أي من رغبته في تفادي أي مواجهة عسكرية من أيّ نوع.

 لو لم يكن الأمر كذلك، لما تجرّأ أردوغان على دخول سوريا من أجل إقامة منطقة آمنة بعمق ثلاثين كيلومترا قد تصل مساحتها إلى نحو خمسة آلاف كيلومتر مربّع. ليس ما تقوم به تركيا سوى استيلاء على قطعة من الكعكة السورية بعدما كرست كلّ من إيران وروسيا وإسرائيل وجودها في هذا البلد. تدفع سوريا ثمن إدارة أميركية أسيرة رغبة ترامب في العودة إلى البيت الأبيض. ولكن في أساس المأساة التي باتت كلّ القوى الفاعلة، بما في ذلك أميركا، تتجاهلها، وجود نظام سوري لا يهمّه سوى البقاء في السلطة حتّى لو كانت دمشق تحت السيطرة الإيرانية أمنيا وأسيرة النفوذ الروسي سياسيا. فضلا عن ذلك كلّه، لم يتردّد النظام السوري، من أجل البقاء، في التغاضي عن تكريس الاحتلال الإسرائيلي للجولان، وهو احتلال مستمرّ منذ العام 1967.

يظلّ التوقيت العنصر الأهم في الدخول التركي الذي نجح  رجب طيب أردوغان في إعداد الداخل له وتعبئته. ليس معروفا إلى متى سيبقى الداخل التركي داعما لأردوغان وللعملية العسكرية، خصوصا في حال سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف القوات التركية. الأكيد أن تركيا تتحمّل مقتل المئات من العسكريين، لكن تبقى هناك حدود لحجم الخسائر التي يمكن أن تتحمّلها، خصوصا إذا طالت العملية العسكرية والاشتباكات أشهرا عدّة من دون تحقيق هدف واضح، اللهمّ إلا إذا كان أردوغان مصمّما على اقتطاع جزء من سوريا وتحويله إلى جرم يدور في الفلك التركي، كما حال دولة شمال قبرص التركية. هذه الدولة، التي لم يعترف بها أحد غير تركيا، قائمة منذ العام 1974، تاريخ الإنزال التركي في قبرص التي شهدت وقتذاك انقلابا نفّذه اليمين المتطرف في صفوف القبارصة اليونانيين، وأدّى إلى تقسيم الجزيرة.

تركيا تواصل هجومها على الأكراد تركيا تواصل هجومها على الأكراد

ما كان لتركيا الإقدام على الخطوة السورية لولا إدراكها أن ترامب لا يعترض على العملية. تدلّ على ذلك كلّ التصريحات التي صدرت عن المسؤولين الأميركيين في الأيام التي سبقت التحرّك العسكري التركي، وصولا إلى تبرير الرئيس الأميركي لطعنه الأكراد السوريين في الظهر. ذهب في تبرير تخليه عن حلفاء الأمس إلى حدّ قوله إن الأكراد، الذين “يحبّهم” لم يدعموا القوّات الأميركية في إنزال شاطئ النورماندي الذي مهّد لنهاية الحرب العالمية الثانية في العام 1945. عاد ما يزيد على سبعين عاما إلى خلف بغية فتح حساب مع الأكراد، من دون أن يكون معروفا هل كان مطروحا مشاركة الأكراد، الذين لم يتمكنوا من إيجاد دولة مستقلة خاصة بهم، في إنزال النورماندي؟

يدفع الشعب السوري ثمن غياب الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، وذلك منذ فترة طويلة. يتبيّن بعد العملية العسكرية التركية أنّ دونالد ترامب لم يكن أفضل من باراك أوباما الذي اختزل كلّ أزمات الشرق الأوسط والخليج بالملفّ النووي الإيراني. لم يقدم أوباما على أيّ ردّ فعل جدّي بعد تجاوز النظام السوري كلّ الخطوط الحمر التي رسمها له، بما في ذلك استخدام السلاح الكيميائي لقتل شعبه. أما ترامب، فقد ذهب بعيدا في التخلي عن الشعب السوري بتركه تركيا تتصرّف بالطريقة التي تتصرّف بها، بما يؤدي إلى تهجير المزيد من السوريين الأكراد والعرب وتكريس وجودها في منطقة سورية تعتبرها مهمّة بالنسبة إليها لأسباب كردية قبل أيّ شيء آخر.

يظلّ أسوأ ما في العملية التركية كونها جاءت متأخّرة جدا ولم تصبّ في خدمة الشعب السوري كما يدّعي أردوغان. جعل التوقيت، الذي كشف تخلي أميركا عن حلفائها الأكراد الذين قاتلوا “داعش”، من تركيا إيران أخرى. فلو كانت تركيا جدّية في دعم الشعب السوري ولا أطماع لها في البلد، لكانت أقامت المنطقة الآمنة باكرا، أي في العام 2011  و2012. هنا أخطأ رجب طيب أردوغان الذي حاول إلباس خطابه عن العملية العسكرية في سوريا لباسا دينيا تحت عنوان “فتح من الله ونصر قريب”. ربّما أراد عن طريق الرداء الديني لخطابه الظهور في مظهر رئيس جمعية خيرية مستعد لتقديم تضحيات من أجل سوريا والسوريين…

تعاطت تركيا مع بشّار الأسد باكرا. عرفت أنّه شبيه بمصاب بمرض التوحّد. عرف أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي في تلك الأيام، إلى أيّ حدّ يعيش الرجل في عالم خاص به لا علاقة له بالواقع. اكتشفت تركيا منذ آذار/ مارس 2011 خطورة ما يجري في سوريا وأبعاده. فقد ولدت وقتذاك قناعة لدى المسؤولين الأتراك بأنّ بشّار ونظامه هما في أساس المشكلة وأنّه يستحيل استخدام المنطق في التعاطي معه.

بدل اتخاذ الإجراءات المطلوبة للتخلّص سريعا من بشّار الأسد وإنقاذ سوريا، راحت تركيا تماطل وتمارس سياسة الابتزاز. فتحت أبوابها مشكورة لملايين السوريين الذين لجأوا إليها هربا من ظلم النظام وقمعه. لكنها ما لبثت أن ندمت على ذلك. ليس معروفا لماذا أضاع أردوغان كلّ هذا الوقت وصولا إلى تحوله إلى باحث عن دور في سوريا بعدما كان صاحب الدور الأول فيها. هل يعود ذلك إلى العقد التي تحكّمت بالرئيس التركي منذ قرّر ألّا يكون له أي شريك في السلطة؟ هل هذا عائد إلى اعتقاده أنّه يستطيع التنافس مع إيران وروسيا بعدما كان قادرا على قطع طريق سوريا عليهما؟

لا حاجة إلى الترحّم على أحداث الماضي القريب ولا على الفرص الضائعة لتركيا في سوريا ولا على فشل تركيا في المواجهة التي خاضتها مع روسيا والتي انتهت إلى تحوّلها إلى حليف لها. لعلّ أفضل دليل على وجود هذا الحلف شراء تركيا شبكة الصواريخ “أس- 400” الروسية المضادة للطائرات التي  ليس معروفا ما الذي ستفعله بها.

الحاجة إلى بحث تركي عن مكان في المعادلة السورية يعوّض الفرص الضائعة في تركيا بسبب العقد التي عانى منها ولا يزال يعاني منها رجب طيب أردوغان الهارب إلى سوريا من أزماته الداخلية، بما في ذلك أزمته مع رجالات حزبه الذين انفضّوا عنه الواحد تلو الآخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان الهارب إلى سوريا أردوغان الهارب إلى سوريا



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل

GMT 00:46 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

أصالة نصري تنشر رسالة مؤثرة على "إنستغرام"بعد انفصالها

GMT 18:07 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

تحطيم الرقم القياسي للمارثون الدولي بفاس

GMT 11:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل تعرفها لأول مرة عن "السيارة الكهربائية"

GMT 09:21 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ميناء طنجة المتوسط يؤمن 12 باخرة لنقل 43 ألف مسافر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib