محمّد السادس والقدرة على المبادرة
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

محمّد السادس والقدرة على المبادرة

المغرب اليوم -

محمّد السادس والقدرة على المبادرة

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

 هناك عناوين كثيرة لخطاب عيد العرش الـ19 في المغرب. كان خطاب الملك محمّد السادس في المناسبة من النوع الشامل الذي عكس همّ العاهل المغربي منذ صعوده إلى العرش في مثل هذه الأيّام من العام 1999. همّه الأوّل والأخير المواطن المغربي وكيفية تحسين ظروفه والعمل من أجل الانطلاق بالمغرب في اتجاه آفاق جديدة تكرّس دوره على كلّ صعيد، خصوصا في مجال الحرب على الفقر التي يرى فيها محمّد السادس أولوية الأولويات.

من بين العناوين المهمّة في خطاب العرش، المكان الذي أُلقيَ منه. اختار العاهل المغربي ذكرى عيد العرش ليزور مدينة الحسيمة في الشمال المغربي. ذهب إلى الحسيمة ليؤكد أمورا عدّة. في مقدم هذه الأمور أنّ الاستقرار خط أحمر في المغرب، وأن لا مجال لقبول أي تجاوز للقانون أو اعتداء عليه. الأهمّ من ذلك كلّه أن العاهل المغربي أكّد أنّه يتفهّم جيدا كلّ ما يمكن أن يعاني منه المواطن في منطقة معينة.

 الملك ليس بعيدا عن هموم المواطنين بغض النظر عن المنطقة التي ينتمون إليها، بل لديه حساسية زائدة لأي أذى يلحق بأي مواطن. لذلك قال “إن الوطنية الحقة تعزز الوحدة والتضامن، وخاصة في المراحل الصعبة. والمغاربة الأحرار لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانا. بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات. وإني واثق أنهم لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية، وبائعي الأوهام، باستغلال بعض الاختلالات، للتطاول على أمن المغرب واستقراره، أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته. لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر من إشاعة الفوضى والفتنة، هو الوطن والمواطن، على حد سواء.  وسنواصل السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعوقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش الكريم”.

لم يترك العاهل المغربي تفصيلا إلا وتعرض له في خطابه. المدرسة كانت ولا تزال هاجسا لديه. يعرف محمّد السادس أهمّية التعليم ويعرف جيدا، مستندا إلى دراسات طلبها وتوافرت لديه، أين تكمن المشكلة. لذلك خصص للمدرسة جزءا من خطابه داعيا إلى الاهتمام بالتعليم الرسمي ومستواه وكيف الحؤول دون أي تهرب من الذهاب إلى المدرسة. ذهب إلى أبعد من ذلك بالحديث عن نوعية المطاعم في المدارس وعن المدارس الداخلية نفسها وعن مشكلة النقل التي يواجهها الطلاب. يشير ذلك إلى حرص على التعاطي مع التفاصيل عندما يتعلّق الأمر بالمدارس وبالجيل الجديد في المغرب وكيفية تنشئة هذا الجيل. عندما يُتركُ قسم من هذا الجيل ضحية لمدارس غير لائقة، لا يعود مستغربا أن يجد التطرف بيئة حاضنة له لدى شباب جاهل لا يعرف شيئا عن العالم ولا يعرف كيف يجد وظيفة له.

في نهاية المطاف، إن ملك المغرب يبني منذ تسعة عشر عاما دولة عصرية. في عماد كلّ دولة عصرية المدرسة والبرامج التعليمية. لا يمكن ترك أيّ شيء للقدر والصدفة. لا بدّ من معالجة كلّ المشاكل بطريقة علمية بعيدا عن الاتكالية. من هذا المنطلق، تطرّق خطاب عيد العرش إلى التنمية البشرية و”النهوض برأس المال البشري”. تطرق إلى الضمان الصحي وكيف يجب أن يستفيد كلّ مغربي من “التغطية الصحّية”. لم يهمل قضية المياه وضرورة متابعة إنشاء السدود في بلد ترتسم فيه الابتسامة على وجوه جميع المواطنين عندما تمطر السماء.

يعكس الملك نبض الشارع من دون أن يعني ذلك انصياع الدولة ومؤسساتها لمنطق الفوضى. هناك غد مشرق ينتظر المغرب الذي عرف دائما كيف يكون استثناء في المنطقة

من الضروري أيضا تسهيل الاستثمار. كذلك من الضروري تطوير اللامركزية. ليس هناك أكثر من محمّد السادس يعرف ماذا يريد المواطن المغربي وماذا يطمح إليه وما الذي يفكّر فيه. هناك تجديد لفعل الإيمان بالمغرب والشراكة القائمة بين الملك والمواطن. ليس أوضح من ذلك أكثر من قول محمّد السادس “إن تحقيق المنجزات، وتصحيح الاختلالات، ومعالجة أي مشكل اقتصادي أو اجتماعي، يقتضي العمل الجماعي، والتخطيط والتنسيق، بين مختلف المؤسسات والفاعلين، وخاصة بين أعضاء الحكومة، والأحزاب المكونة لها.

كما ينبغي الترفع عن الخلافات الظرفية، والعمل على تحسين أداء الإدارة، وضمان السير السليم للمؤسسات، بما يعزز الثقة والطمأنينة داخل المجتمع، وبين كل مكوناته. ذلك أن قضايا المواطن لا تقبل التأجيل ولا الانتظار، لأنها لا ترتبط بفترة دون غيرها. والهيئات السياسية الجادة، هي التي تقف إلى جانب المواطنين، في السراء والضراء. والواقع أن الأحزاب تقوم بمجهودات من أجل النهوض بدورها. إلا أنه يتعين عليها استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم. كما يجب عليها العمل على تجديد أساليب وآليات اشتغالها.

فالمنتظر من مختلف الهيئات السياسية والحزبية، التجاوب المستمر مع مطالب المواطنين، والتفاعل مع الأحداث والتطورات، التي يعرفها المجتمع فور وقوعها، بل واستباقها، بدل تركها تتفاقم، وكأنها غير معنية بما يحدث.

إن الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغيْن، كملك وكإنسان. فمنذ أن تولّيتُ العرش، وأنا دائم الإصغاء لنبض المجتمع، وللانتظارات المشروعة للمواطنين، ودائم العمل والأمل، من أجل تحسين ظروفهم.

وإذا كان ما أنجزه المغرب وما تحقق للمغاربة، على مدى عقدين من الزمن يبعث على الارتياح والاعتزاز، فإنني في نفس الوقت، أحس أن شيئا ما ينقصنا، في المجال الاجتماعي. وسنواصل العمل، إن شاء الله، في هذا المجال بكل التزام وحزم، حتى نتمكن جميعا من تحديد نقط الضعف ومعالجته”.

في الواقع، يعكس الملك نبض الشارع من دون أن يعني ذلك انصياع الدولة ومؤسساتها لمنطق الفوضى والانفلات. هناك غد مشرق ينتظر المغرب الذي عرف دائما كيف يكون استثناء في المنطقة. يكفي لتأكيد ذلك أن المملكة استطاعت تجاوز مرحلة الانقلابات العسكرية التي أوصلت ليبيا والجزائر إلى ما وصلتا إليه. إضافة إلى ذلك، أن المغرب استطاع تفادي الوقوع في فخ “الربيع العربي” الذي عاد بالويلات على تونس.

استطاعت المملكة المغربية تفادي مرحلة الانقلابات العسكرية في سبعينات القرن الماضي. واجه الملك الحسن الثاني، رحمه الله، محاولتين انقلابيتين في صيفي العامين 1971 و1972. لم يغلق وقتذاك باب الديمقراطية تماما. على العكس من ذلك التقطت المملكة المغربية أنفاسها شيئا فشيئا، وصولا إلى تولي معارض هو عبدالرحمن اليوسفي موقع رئيس الوزراء في السنوات الأخيرة من عهد الحسن الثاني.

لا داعي إلى العودة إلى السنة 2011 وإلى إقرار الدستور الجديد في الوقت الذي كانت المنطقة كلّها تغلي.

ما لا مفرّ من الاعتراف به أنّ محمّد السادس كان دائما ملكا مبادرا. ليس الدستور الجديد وليست الانتخابات التي جرت بعد إقرار هذا الدستور في استفتاء شعبي سوى مثال حيّ على أن المغرب ينتمي إلى الدول الصاعدة. هذا لا يعني أنّه لا توجد شوائب بمقدار ما يعني أن بناء الدول الحديثة يقوم على شراكة في العمق بين محمّد السادس والمواطن العادي. يظل في أساس هذه الشراكة الثقة المتبادلة بين القصر والمواطن من جهة، وروح المبادرة لدى العاهل المغربي من جهة أخرى. هذه الثقة مكّنت المغرب من تفادي أزمات كثيرة. مكنته هذه الأزمات التي استطاع تطويعها من أن يكون أكثر ثقة بنفسه وبالمستقبل من دون أي عقدة من أي نوع كان. من يريد التأكد من ذلك يستطيع زيارة المغرب كي يرى بنفسه كلّ الأدلة على أن الاستثناء المغربي استثناء حقيقي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمّد السادس والقدرة على المبادرة محمّد السادس والقدرة على المبادرة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib