مرحلة ما بعد الحقد على المدن العربية
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

مرحلة ما بعد الحقد على المدن العربية

المغرب اليوم -

مرحلة ما بعد الحقد على المدن العربية

بقلم - خيرالله خيرالله

بعد مرحلة الانقلابات العسكرية، دخلت المنطقة مرحلة تدمير المدن والمجتمعات. وحدها بيروت صمدت في منطقة المشرق العربي بفضل رجل اسمه رفيق الحريري. ما الذي يجمع بين كل هؤلاء الدكتاتوريين الذين هبطوا على المدن العربية من خلال انقلابات عسكرية أو الشعارات ذات الطابع الديني؟ ما الذي يجمع بين جمال عبدالناصر ومعمّر القذّافي، مرورا بحافظ الأسد وصدّام حسين، وصولا إلى قادة الميليشيات السنيّة مثل “داعش” أو الشيعية التي تقف وراءها إيران والتي صار لديها انتشار في سوريا والعراق ولبنان واليمن؟

يجمع بين كلّ هؤلاء ذلك الكره للمدينة والحقد عليها وعلى أهلها بدل التعلّم منها ومنهم والاستفادة من كل ما توفرّه المدينة من أجواء تسمح بالاختلاط والتلاقح بين الحضارات المختلفة، وهو اختلاط يصنع فكرة التسامح والاعتراف بالآخر والتوق إلى الترقي والانتماء إلى كلّ ما هو حضاري في هذا العالم.

يروي دبلوماسيون عرب وأجانب أنّ العاصمة الليبية طرابلس كانت من أجمل المدن وأكثرها رقيّا قبل الانقلاب الذي قاده معمّر القذّافي في 1969. كانت هناك حياة اجتماعية وأماكن راقية في المدينة.

كانت طرابلس أقرب إلى مدينة إيطالية من أيّ مدينة أخرى في العالم العربي. قضت “ثورة الفاتح من سبتمبر” على المدينة وعلى فكرة تلاقي الحضارات فيها.

أسّس ما حصل في مصر مع مجيء “الضباط الأحرار” إلى السلطة في تموز- يوليو 1952 لسلسلة التحولات التي شهدتها المدن العربية. رويدا رويدا، قضي على القاهرة والإسكندرية.

لم يدر جمال عبدالناصر أن الأهمّ من تأميم قناة السويس، في العام 1956، كان المحافظة على الجاليات الأجنبية في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والمدن الأخرى.

كان هؤلاء يبنون أماكن جميلة ويحافظون على المدينة وعلى فكرة الرصيف والحدائق والطرقات الواسعة والتخطيط المدني ويرفعون مستوى التعليم في مصر كلّها. ثمة من سيقول إنّهم كانوا مسؤولين عن الطبقية في مصر.

يمكن أن يكون ذلك صحيحا، إلى حدّ ما. ولكن ما البديل الذي جاء به عبدالناصر عندما سمح بتحويل أحياء القاهرة والإسكندرية إلى مناطق شعبية يقيم فيها ضباطه. ما مصير القاهرة والإسكندرية وما مستقبلهما ومن لا يزال يتذكّر الإسماعيلية وأماكنها الجميلة؟

كانت تلك نقطة البداية لاجتياح الريف للمدينة، تماما كما حصل في العراق حيث تعرّضت بغداد لغزوة البعثيين الآتين من قراهم للانتقام من المدينة. من يعرف شيئا عن البصرة حاليا باستثناء أنّها تشبه ضاحية فقيرة في مدينة إيرانية بعدما كانت في مرحلة معيّنة قبلة أهل الخليج، خصوصا أهل الكويت؟

الأمر نفسه ينطبق على دمشق التي لم تعد فيها كلمة تعلو على كلمة الضابط العلوي أو السنّي الريفي. حتّى اللاذقية لم تنج من اجتياح الريف. كانت المدينة تضمّ نخبة سورية خرج منها رجال مصارف ومقاولون كبار عرف لبنان قيمة عدد منهم عندما انتقلوا إليه في ستينات القرن الماضي.

كانت الإسكندرية مدينة سنّية-مسيحية. كانت علاقاتها بشمال لبنان من النوع العميق، فإذا بها تتحوّل إلى موقع لـ”الشبيحة” ولكل مراكز القوى التي أنتجها نظام حافظ الأسد وأشقاؤه ابتداء من العام 1970.

مع مرور الوقت، لم تعد مصر تؤثّر في العالم العربي. لم تعد القاهرة تلك المدينة التي ينطلق منها “التنوير” على كلّ صعيد. في السنوات الأخيرة من عهد حسني مبارك، صار قطاع غزّة الذي أقامت فيه “حماس” ما يمكن تسميته بـ”إمارة إسلامية” على الطريقة الطالبانية، نسبة إلى طالبان مؤثرا في مصر.

صارت القاهرة والإسكندرية تتأثران بغزّة، بدل أن يكون العكس هو الصحيح. في صيف العام 2009، شاهدت بنفسي مناظر مضحكة مبكية لنساء جلسن على شاطئ تابع لأحد فنادق الإسكندرية.

ما حصل في مصر مع مجيء "الضباط الأحرار" أسس لسلسلة التحولات التي شهدتها المدن العربية. رويدا رويدا، قضي على القاهرة والإسكندرية. لم يدر جمال عبدالناصر أن الأهم من تأميم قناة السويس، في العام 1956، كان المحافظة على الجاليات الأجنبية في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والمدن الأخرى
أين مصر التي كانت تصدّر كلّ ما هو حضاري وتقدّمي إلى دول المنطقة، بما في ذلك لبنان في مرحلة ما. في تلك المرحلة، كان على كل فنان لبناني أن يذهب إلى مصر في حال كان يسعى إلى الشهرة الواسعة التي تفوق حدود الوطن الصغير.

ما نشهده حاليا من تدمير لكلّ مدينة في سوريا أو تغيير لطبيعتها نتيجة مباشرة لما خلّفه نظام حافظ الأسد، وهو شخص كان يكره المدينة ولا يتذكّر سوى المعاملة المذلة لبعض الإقطاعيين لأهل الريف. هذا كان صحيحا بعض الشيء فقط. لكن الصحيح أنّ الريف السوري لم يتطوّر في عهد حافظ الأسد أو في عهد وريثه. صار هناك إقطاع من نوع جديد فرضه ضباط علويون ينتمون إلى فئة معيّنة بالتحالف مع رجال أعمال من كلّ الطوائف يعملون لمصلحة عائلة واحدة، هي عائلة الرئيس أو عائلة أقربائه المباشرين.

من “ثورة23 يوليو” في العام 1952 إلى تدمير “داعش”، قبل أيّام، منارة الحدباء ذات الأهمّية التاريخية والتابعة لمسجد النوري في مدينة الموصل، مسافة خمسة وستين عاما. إنّه تاريخ طويل من الهزائم والنكسات توجت بالوضع الذي آل إليه المشرق العربي وقسم من شمال أفريقيا حيث يبقى المغرب الاستثناء الوحيد والأوحد بفضل ملوكه الذين حافظوا على المدينة وعلى النسيج الاجتماعي للمملكة.

بعد مرحلة الانقلابات العسكرية، دخلت المنطقة مرحلة تدمير المدن والمجتمعات. وحدها بيروت صمدت في منطقة المشرق العربي بفضل رجل اسمه رفيق الحريري المهووس بلبنان الذي سعى أيضا إلى إنقاذ سوريا ولكن من دون نتيجة.

ما الذي سيلي مرحلة تدمير المدن العربية؟ ذلك هو السؤال الكبير الذي سيطرح نفسه عاجلا أم آجلا. هل هي مرحلة المواجهة بين الميليشيات المذهبية التي ترعاها إيران والتنظيمات الإرهابية السنّية التي ولدت من رحم الإخوان المسلمين الذين ما زالوا يتحكّمون بغزة؟

الثابت أن المرحلة الجديدة في غاية الخطورة، خصوصا مرحلة ما بعد الموصل وتهجير أهلها على يد “الحشد الشعبي” الذي وجد في “داعش” خير حليف له من أجل تنفيذ مآربه.

الثابت أيضا أن ليس مسموحا بقاء غزّة تلعب دورا مؤثرا في الداخل المصري. ليس كافيا أن تردّ مصر على الإرهاب الذي استهدف أقباطها في المنيا بضربات يشنها سلاحها الجوي في ليبيا.

ثمة حاجة إلى الانتهاء من ظاهرة “الإمارة الإسلامية” في غزة التي أسست لمرحلة تدمير المدن والمجتمعات العربية. الانتهاء من هذه الظاهرة يحيي الأمل بعودة بعض الروح إلى الدور المصري وإلى رغبة في التصدي للمخاطر الآتية التي نتجت عن سنوات طويلة من التعلّق بالأوهام والشعارات التي أوصلت المشرق العربي وشمال أفريقيا إلى ما وصلا إليه من حال تشرذم تقود إلى سؤال كبير آخر: إلى أين سيذهب “الحشد الشعبي” الذي يتلقى تعليماته من إيران بعد الانتهاء من تدمير الموصل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة ما بعد الحقد على المدن العربية مرحلة ما بعد الحقد على المدن العربية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل

GMT 00:46 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

أصالة نصري تنشر رسالة مؤثرة على "إنستغرام"بعد انفصالها

GMT 18:07 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

تحطيم الرقم القياسي للمارثون الدولي بفاس

GMT 11:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل تعرفها لأول مرة عن "السيارة الكهربائية"

GMT 09:21 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ميناء طنجة المتوسط يؤمن 12 باخرة لنقل 43 ألف مسافر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib