قمم الرياض… انقلاب
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

قمم الرياض… انقلاب

المغرب اليوم -

قمم الرياض… انقلاب

بقلم : خيرالله خيرالله

كلّ ما صدر عن قمم الرياض، خصوصا “الإعلان” الذي يشير إلى النيّة العربية والإسلامية والأميركية بمكافحة الإرهاب والتصدي للمشروع التوسّعي الإيراني، كان كلاما كبيرا من النوع الذي لم تتعود عليه المنطقة، كذلك العالم. إنه انقلاب بكل ما في كلمة انقلاب من معنى. انقلاب على مفاهيم خاطئة سادت لدى الأميركيين وغير الأميركيين لفترة طويلة جعلت باراك أوباما يختزل كل مشاكل الخليج والشرق الأوسط بالملفّ النووي الإيراني.

يعكس ما صدر عن قمم الرياض وجود إدارة أميركية جديدة تعرف الخليج والشرق الأوسط جيّدا. هناك في الوقت ذاته إصرار عربي على الارتفاع إلى مستوى الأحداث التي يعيشها الإقليم، وهي أحداث تهدّد كل مجتمع من المجتمعات فيه. يحدث ذلك عبر استخدام سلاح اسمه سلاح التطرّف والإرهاب وإثارة الغرائز المذهبية، وهو السلاح المفضّل لدى النظام الإيراني.

من كان يتصوّر صدور بيان مشترك سعودي – أميركي يتحدث بكل هذه الجرأة عن الميليشيات الإيرانية مثل “حزب الله” وعلاقته بالدولة اللبنانية وسلاحه غير الشرعي وعن ضرورة وقف التدخل الإيراني في شؤون العراق، وعن أهمية تعديل بعض البنود في الاتفاق المتعلق بالملف النووي الإيراني؟

كان أفضل من عبّر عن هذا الإصرار العربي الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي قال كلاما هو الأول من نوعه الذي يصدر عن عاهل سعودي أو زعيم عربي. قال الملك سلمان “إن النظام الإيراني رأس حربة الإرهاب العالمي”. تختزل هذه العبارة الحدث التاريخي الذي استضافته الرياض والمتمثّل في القمم الثلاث. استطاع العاهل السعودي إجراء تشريح دقيق لما يمثله النظام الإيراني الذي كان موضع إعجاب باراك أوباما وأفراد الحلقة الضيّقة المحيطة به.

كان “إعلان الرياض” واضحا. عكس مصالحة مع الواقع وحدّد التحديات التي تواجه العرب عموما، من دون تجاهل لأهمية الوصول إلى تسوية معقولة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

من يتبرّأ من “إعلان الرياض” من بين العرب إنما يعبّر قبل كل شيء عن جهل تام بما يدور ليس في لبنان فحسب، بل في العالم كلّه أيضا. كشف “الإعلان” أن العرب صاروا في عالم عليهم أن يثبتوا فيه أنهم جزء من المعادلة الإقليمية والدولية. لذلك، لم يترددوا، كما كانوا يفعلون في الماضي، في تسمية الأشياء بأسمائها.

لذلك قال الملك سلمان “إن النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون”. وضع كل هؤلاء في سلّة واحدة. هذا هو الواقع ولا شيء آخر غيره. لم يعد من مجال لأي كلام يتّسم بالدبلوماسية بعدما “ظن النظام في إيران أن صمتنا ضعف وحكمتنا تراجع، حتى فاض بنا الكيل من ممارساته”.

هذه الاندفاعة العربية لا تنطلق من فراغ. هناك قبل كلّ شيء تطوّر في التفكير الأميركي واستعداد لتحمّل المسؤوليات وتحطيم كلّ الأفكار المسبقة عن المجتمعات العربية والإسلامية، بما في ذلك المجتمع السعودي الذي استقبل دونالد ترامب وأفراد عائلته بحفاوة ليس بعدها حفاوة.

لو لم تكن هناك بالفعل إرادة صلبة في دفع الأمور إلى الأمام، لما كان حصل هذا التغيير في النظرة الترامبية إلى الإسلام والمسلمين وإلى تراجع الرئيس الأميركي عن ربط الإسلام، كدين يؤمن بالتسامح والاعتراف بالآخر، بالإرهاب والتطرف. ليس كل مسلم متطرّف وإرهابي. هناك أقلية مسلمة من الإرهابيين والمتطرفين.

المسلمون، بلغة الأرقام، هم في طليعة ضحايا الإرهاب والتطرّف. هذا ما خرج به الرئيس الأميركي من زيارته للرياض ومن لقاءات مع عدد كبير من الزعماء العرب سبقت وصوله إليها. كان على رأس هؤلاء الملك عبدالله الثاني والرئيس عبدالفتّاح السيسي والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.

لا يمكن اختصار قمم الرياض بكلام قليل قبل مرور بعض الوقت بما يسمح بمعرفة إلى أيّ حدّ هناك استعداد عربي للذهاب بعيدا في تحطيم الحلقات التي كانت تفرض في الماضي اعتماد سياسة التحفظ والحذر، خصوصا تجاه العدوانية الإيرانية.

هذه العدوانية التي عبّرت أول ما عبّرت عن نفسها في لبنان حيث نسف مقر “المارينز” والجنود الفرنسيين في بيروت في تشرين الأوّل – أكتوبر 1983، ثم عبر تغيير طبيعة العاصمة اللبنانية وتركيبتها الديموغرافية وطرد الأجانب منها، وحتى إغلاق الجامعة الأميركية حيث خُطف أحد رؤساء الجامعة ثمّ اغتيل ذلك الذي خلفه.

هذا غيض من فيض ما حاولت إيران عمله في لبنان بدءا بتدمير السفارة الأميركية على من فيها في نيسان – أبريل 1983، أي قبل نسف مقرّ “المارينز” قرب المطار… وصولا إلى إحراق السفارتين السعودية والمغربية منتصف ثمانينات القرن الماضي. أرادت إيران بكلّ بساطة قطع علاقة العرب، كلّ العرب، بلبنان، وحصر العلاقات الخارجية للبنان بها.

من المحيط إلى الخليج ارتكبت إيران كلّ ما يمكن ارتكابه من أجل تفتيت المجتمعات العربية. كانت شريكا كاملا في الحرب الأميركية على العراق في العام 2003، كانت المنتصر الوحيد في تلك الحرب التي قضت على إحدى أهمّ الدول العربية.

يمكن بدء كتابة تاريخ المنطقة مجددا بعد الاجتياح الإيراني للعراق، الذي سمحت به أميركا، من منطلق مذهبي متزمّت لا علاقة له بالدور التاريخي النهضوي للشيعة العرب، بما في ذلك شيعة العراق في مرحلة ما قبل فرض الخميني دستوره على إيران ومباشرة تصدير الثورة في العام 1979.

ما قاد إلى قمم الرياض كان المصالح المشتركة بين أهل الخليج والأميركيين. ليس ما يمنع كل هذه الصفقات مع الولايات المتحدة. على العكس من ذلك، إنها دليل على الرغبة في شراكة حقيقية وعميقة تساهم أيضا في تطوير المجتمع السعودي على كلّ الصعد ومعالجة الأسباب التي أدت إلى أن يكون 15 مواطنا سعوديا من أصل 19 شاركوا في “غزوتي نيويورك وواشنطن” في أيلول ـ سبتمبر 2001.

توجد فرصة متاحة. هناك إدارة أميركية لا تعتبر الاتفاق في شأن الملف النووي مع إيران هدفا بحدّ ذاته. جعل ذلك باراك أوباما يغض الطرف عن مشاركة إيران في ذبح الشعب السوري بكل الوسائل المتاحة، ويتجاهل ما تفعله إيران في البحرين أو في العراق أو في اليمن. هناك الآن رئيس أميركي يعرف تماما ما هو النظام الإيراني. وزير الخارجية ركس تيللرسون كان واضحا كلّ الوضوح عندما يتحدّث عن أهمّية تفكيك إيران لشبكتها الإرهابية “المكونة من ميليشيات مذهبية منتشرة في كل أنحاء المنطقة تعمل بإمرة الحرس الثوري”.

تبقى ملاحظتان. الأولى تتعلق بتفادي ترامب أي إشارة إلى روسيا ودورها والتركيز فقط على الدور الإيراني وعلى شراكة إيران في “المذابح” التي يرتكبها بشّار الأسد. هل يعني ذلك وجود تفاهم مع موسكو على دور مستقبلي لها في حال التزمت بشروط اللعبة الأميركية، خصوصا في سوريا؟

أمّا الملاحظة الثانية، فهي تتعلّق بلبنان الذي أكد عبر الرئيس سعد الحريري الذي كان على رأس الوفد اللبناني في الرياض أنّ لبنان بلد عربي مقاوم بالفعل.

إنه يقاوم المشروع الإيراني الذي لا هدف له سوى نشر البؤس والتخلّف حيثما حل. على الرغم من كلّ ما يتعرض له، لبنان لم يستسلم بعد. وجد الرئيس الأميركي مكانا في خطابه للإشادة بالجيش اللبناني ودوره في الحرب على الإرهاب…

كان لا بدّ للجانب العربي استغلال الفرصة المتاحة التي ظهرت مع وجود شخص مثل دونالد ترامب في البيت الأبيض محاطا بمجموعة من الجنرالات، على رأسهم جيمس ماتيس وهربرت مكماستر، يعرفون المنطقة ويعرفون إيران من خلال ممارساتها في العراق وسوريا. أين المشكلة في الذهاب بعيدا في شراكة مع مثل هذه الإدارة وتكريسها بلغة الأرقام. أليست العلاقات بين الدول مرتبطة بالمصالح المشتركة أوّلا وأخيرا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمم الرياض… انقلاب قمم الرياض… انقلاب



GMT 11:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طموح نتانياهو.. في ظلّ بلبلة ايرانيّة!

GMT 12:51 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

نتنياهو وتغيير وجه المنطقة... في ظل بلبلة إيرانيّة!

GMT 09:19 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السنوار يكتب مستقبل غزّة ولبنان... ولكن!

GMT 21:09 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان اليوم التالي.. تصوّر إيران لدور الحزب

GMT 21:41 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib