في ذكرى الحسين بن طلال
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية المجازر الإسرائيلية في بيت لاهيا وقطاع غزةض تركيا السماح لطائرته بالعبور الرئيس الإسرائيلي يُلغي زيارته المخطط لها إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP29» بعد رفض تركيا السماح لطائرته بالعبور غارة إسرائيلية على بيروت تستهدف مركزا لـ«الجماعة الإسلامية» الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابط وجندي في اشتباكات بشمال قطاع غزة وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا
أخر الأخبار

في ذكرى الحسين بن طلال

المغرب اليوم -

في ذكرى الحسين بن طلال

بقلم - خيرالله خيرالله

خسر العرب الملك حسين بن طلال، الذي عرف قبل غيره قيمة العراق وأهميته وضرورة المحافظة على العراق بصفة كونه أحد أعمدة النظام الإقليمي وشرطا من شروط إيجاد توازن مع إيران.

في مثل هذه الأيام، قبل تسعة عشر عاما، غاب الملك حسين بن طلال. يتبين الآن، أكثر من أي وقت كم كان باني الأردن الحديث شخصية مهمة واستثنائية، عربيا ودوليا، على الرغم من كل الظلم الذي لحق به.

يكفي أن المملكة الأردنية ما زالت موجودة للتأكد من ذلك، في وقت انهارت سوريا وتفتّتت، ولم يعد معروفا مصير العراق. ما الذي جعل الأردن يصمد ويظل محافظا على دوره ووجوده في حين أصاب الجارين العراقي والسوري ما أصابهما؟

الجواب في أن الأردن استطاع المحافظة على مؤسساته، أي على مؤسسات الدولة وتطويرها بما يتلاءم مع التطورات الإقليمية بعيدا عن كلّ الأوهام بمختلف تلاوينها. عرف الأردن حجمه منذ البداية، وعرف كيف يدافع عن مصالحه من دون عقد ومن دون الدخول في لعبة المزايدات التي لا طائل منها. عرف أين يجب أن يتوقّف، وعرف ما هي موازين القوى في هذا العالم. لو استطاع صدّام حسين أن يعرف شيئا عما يدور في العالم والمنطقة، لما كان حلّ بالعراق ما حلّ به ولما كان سقط في يد إيران. لو عرف حافظ الأسد أن الانصراف إلى معالجة مشاكل سوريا أهم بكثير من متابعة لعبة اللاحرب واللاسلام من أجل حماية نظامه الطائفي، لما كان بشّار الأسد، وصل أصلا إلى السلطة. ولما كان في الإمكان استخدامه، كما يحصل الآن، في لعبة تستهدف تفتيت بلد كان يمكن أن يكون من أكثر بلدان المنطقة ازدهارا وقدرة على الانفتاح على العالم.

الأهم من ذلك كله، عرف الأردن اقتناص الفرص بدل البقاء في مهبّ الريح. عندما وقع الجانب الفلسطيني اتفاق أوسلو في أيلول – سبتمبر من العام 1993، شعر الملك حسين أن في استطاعته الذهاب إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل. لو لم يوقّع الأردن اتفاق وادي عربة في تشرين الأول – أكتوبر من العام 1994، لكان الآن يجرجر ذيول الخيبة ولكان ممسحة لأولئك الذين يؤمنون بسلاح الإرهاب، إن في الجانب الإسرائيلي أو في الجانب العربي أو في إيران، من أجل نشر الفوضى في كلّ المنطقة.

باستغلاله اللحظة التاريخية التي توفرت في العام 1994، استعاد الأردن حقوقه في الأرض والمياه وسمح وقتذاك للفلسطينيين بمتابعة مفاوضاتهم مع إسرائيل. كانت المفاوضات من دون جدوى. كان ذلك عائدا إلى أن الفلسطينيين لم يدركوا يوما ما هي إسرائيل، ولم يدركوا أنّه كان عليهم الإسراع في عقد صفقة مع اسحق رابين… مباشرة بعد توقيع اتفاق أوسلو، وصعود اليمين المتطرف الذي لا يؤمن سوى بتكريس الاحتلال.

لو خاف الملك حسين مما كان يقال عنه، لكان الأردن اليوم يصارع من أجل البقاء. فحافظ الأسد كان يطمح إلى إبقاء الوضع الأردني معلقا. لذلك، علّق على المعاهدة الأردنية – الإسرائيلية بعبارة “تأجير الأرض مثل تأجير العرض”، وذلك بهدف تبرير عدم رغبته في استعادة الجولان المحتل. كان كلامه من النوع الذي لا معنى له، لا لشيء سوى لأن هدف الأسد الأب كان يقوم على المحافظة على نظامه ولا شيء آخر غير ذلك، مهما كان ثمن ذلك. كان يعتبر أن تسليمه إسرائيل للجولان في العام 1967، عندما كان لا يزال وزيرا للدفاع، يشكّل الضمانة الأولى لهذا النظام الذي أراد القضاء نهائيا على لبنان عبر دعم كلّ أنواع الميليشيات فيه.

باستغلاله اللحظة التاريخية التي توفرت في العام 1994، استعاد الأردن حقوقه في الأرض والمياه وسمح وقتذاك للفلسطينيين بمتابعة مفاوضاتهم مع إسرائيل
أكثر من ذلك، استخدم حافظ الأسد، بعقله الشرير، المسلحين الفلسطينيين لتدمير مؤسسات الدولة اللبنانية، غير مدرك أن كل ما فعله سيرتد عليه يوما. كان الأسد الأب يعتقد أن تسليم الأرض (الجولان) تمهيدا لتمكين إسرائيل من ضمها نهائيا، أفضل بكثير من تأجير الأرض، كما فعل الأردن، هذا كان هناك من تأجير أردني لأيّ أرض.

في كلّ ما قام به الملك حسين، كان بعيد النظر. أنقذ الفلسطينيين من أنفسهم عندما أخرج المسلحين من أراضي المملكة في العام 1970. قطع الملك حسين وقتذاك الطريق على مشروع الوطن البديل الذي كان يؤمن به أرييل شارون.

خسر العرب الملك حسين، الذي عرف قبل غيره قيمة العراق وأهمّيته وضرورة المحافظة على العراق بصفة كونه أحد أعمدة النظام الإقليمي وشرطا من شروط إيجاد توازن مع إيران.

في كل ما فعله الملك حسين، كان هناك إدراك لأهمية المحافظة على الأردن أولا. حافظ قبل كل شيء على بلده الذي سقط في فخ الدخول في حرب العام 1967 بسبب رجل جاهل اسمه جمال عبدالناصر لم يتقن غير لغة الشعارات الكاذبة والفارغة من أي مضمون. كانت النتيجة خسارة القدس والضفّة الغربية التي لم يستطع الفلسطينيون عمل شيء من أجل استعادتها، باستثناء خطوة توقيع اتفاق أوسلو الذي أعاد ياسر عرفات إلى أرض فلسطين.

أسّس الملك حسين دولة حقيقية. بنى شيئا من لا شيء. يمكن قول هذا الكلام إذا أخذنا في الاعتبار أن الأردن لا يمتلك أي ثروات طبيعية، كما أنّه من أكثر بلدان العالم التي تعاني من شحّ في المياه. إذا كان من كلمة حقّ تقال، فإن الأمير الحسن بن طلال، ولي العهد طوال خمسة وثلاثين عاما، لعب دورا كبيرا في جعل مشاريع التنمية ترافق بناء الإدارة الأردنية ومؤسسات الدولة، في مقدّمها الأمن والجيش.

لم يمنع ذلك الملك حسين من اختيار ابنه عبدالله لخلافته حين أدرك أن المرض هزمه. كان هنا أيضا بعيد النظر. لم يكن يعرف فقط كيف يختار اللحظة المناسبة للإقدام على خطوة محدّدة. كان يعرف من هو الشخص الأفضل لتسيير مرحلة معيّنة من موقع معيّن. تلك الميزة جعلت الملك حسين يتخذ قرار فك الارتباط مع الضفّة الغربية في العام 1987، ثم قرار إجراء الانتخابات النيابية في تشرين الثاني – نوفمبر 1989 في الوقت الذي كان هناك من يحطم جدار برلين إيذانا بانتهاء الحرب الباردة.

ثمّة عوامل كثيرة جعلت الأردن يصمد ويبقى لاعبا إقليميا، وإن في حدود معينة. أبرز هذه العوامل قرار نقل ولاية العهد إلى عبدالله بن الحسين الذي أثبت في السنوات الـ19 الماضية، أي منذ صعوده إلى العرش، أنّه ليس شخصا عاديا بأي مقياس من المقاييس، وذلك في ظل ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد. من بين هذه الظروف تدفق اللاجئين السوريين على البلد، وغياب العراق كمصدر للمساعدات وبوابة للتبادل التجاري… في ظل حصار لم يسبق للمملكة الهاشمية أن تعرّضت لمثيل له منذ الاستقلال.

خلق الملك حسين الظروف التي تسمح للأردن بامتلاك القدرة على التكيّف. على الرغم من أن حياته كانت قصيرة. توفّى عن أربعة وستين عاما في السابع من شباط – فبراير 1999. كان الحسين بن طلال خسارة لا تعوض في منطقة لا يصح فيها هذا الوصف إلا لدى الحديث عن عدد قليل جدا من الحكام العرب. لم يكن على هؤلاء الرجال العمل من أجل بناء بلدهم فحسب، بل كان عليهم أيضا رد الحملات التي تعرضوا لها. كم كانت الحملات على الأردن شرسة طوال فترة امتدت من اليوم الذي أصبح فيه الحسين ملكا في 1952، إلى يوم اختياره ابنه البكر خليفة له في 1999…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى الحسين بن طلال في ذكرى الحسين بن طلال



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:04 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب
المغرب اليوم - مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والحريديم في تل أبيب

GMT 07:38 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية
المغرب اليوم - وزير الصحة يُشير أن نصف المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية

GMT 03:35 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة علمية حديثة تكشف عن سر طول رقبة الزرافة

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين صبري تشارك رشاقتها بصور جديدة على "انستغرام"

GMT 21:42 2014 الأحد ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أب يتهجم على أستاذة مدرسة "يوسف بن تاشفين" الإبتدائية

GMT 04:50 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

ستوكهولم حيث جزر البلطيق والمعالم السياحية المميزة

GMT 17:45 2014 الإثنين ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"ثورة" نسائية صغيرة في تسلق قمم جبال باكستان

GMT 22:05 2016 السبت ,20 آب / أغسطس

علامة تدل على إعجاب المرأه بالرجل

GMT 01:44 2016 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"جونستون أند مارفي" أهم ماركات الأحذية الرجالية الفريدة

GMT 06:03 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

عجوز صيني يرتدي ملابس نسائية لإسعاد والدته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib