بين تفادي الصدام… والسقوط في فخ الحوثيين
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

بين تفادي الصدام… والسقوط في فخ الحوثيين

المغرب اليوم -

بين تفادي الصدام… والسقوط في فخ الحوثيين

بقلم - خيرالله خيرالله

ما ليس طبيعيا أن يبقى الوضع في صنعاء ومحيطها على حاله بعدما أعلن المواطنون اليمنيون بطريقة لا ينقصها أيّ وضوح أن كفى تعني كفى وأن فرض الحوثيين لوصايتهم على جزء من البلد، بما في ذلك عاصمته لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية.

كان لا بدّ من تفادي المواجهة بين “المؤتمر الشعبي العام” وجماعة الحوثي (أنصار الله) في صنعاء. يعرف الطرفان أن ليس في استطاعة أيّ منهما تحمّل كلفة صدام من هذا النوع سيقضي عليهما معا. المسألة مسألة حياة أو موت لكلّ منهما. لكنّ ذلك لا يعني بأيّ شكل أنّه كان على “المؤتمر”، الذي يستوعب جيّدا هذا الواقع، السقوط في فخّ الحوثيين (أنصار الله) ومن يقف وراءهم.

بعدما تراجع الحوثيون عن تهديداتهم لعلي عبدالله صالح الذي كان مصرّا على تظاهرة كبرى لحزبه في الذكرى الـ35 لتأسيسه، بادر الرئيس السابق إلى تقديم تنازلات لاسترضائهم. شملت هذه التنازلات كلّ المطلوب منه، بما في ذلك اختصار كلمته في المتظاهرين الذين احتشدوا في ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة اليمنية.

لم يكن في الكلمة جديد بعدما كان متوقّعا أن تضع النقاط على الحروف وأن تتضمّن مبادرة سياسية من نوعٍ ما تؤكّد أن الطريق المسدود سياسيا وعسكريا ليس خيارا، خصوصا أن لهذا الانسداد انعكاساته السلبية. هذه الانعكاسات لا تشمل اليمن ككلّ فحسب، بل تؤثر أيضا على حياة كلّ مواطن يمني ومستقبل أولاده.

مرّت التظاهرة بسلام وعادت الأمور إلى حالها. عاد عشرات الآلاف من مؤيدي “المؤتمر” إلى قراهم في محيط صنعاء. اكتفى هؤلاء بالمشاركة في تظاهرة كرّست حال الجمود التي تسيطر على صنعاء والتي يذهب ضحيتها أبناء المدينة الذين لا حول لهم ولا قوّة.


أوهام لم تعد تنطلي على اليمنيين
كان تسلسل الأحداث في الأيام القليلة التي سبقت تظاهرة “المؤتمر” كالآتي: بعد بيان صدر يوم الأربعاء عن “اللجان الشعبية” وهي ميليشيات تابعة لـ”أنصار الله”، يتّهم علي عبدالله صالح بـ”الغدر”، صدر، بعد ساعات قليلة، بيان آخر عن محمّد الحوثي الذي يرأس ما يسمّى “اللجنة الثورية العليا”، يدعو إلى التهدئة.

اكتفى محمّد الحوثي بطلب اعتذار من “الإخوة في المؤتمر الشعبي عمّا بدر منهم في حق هؤلاء الأبطال”. كان يقصد بـ”الأبطال” أفراد “الجان الشعبية” التي تضايق الحوثيون من وصفها بـ”الميليشيات”. وصف من هذا النوع يمثّل تسميّة للأشياء بأسمائها ولا شيء آخر غير ذلك.

كان واضحا أن جهة ما تدخّلت لمنع أيّ صدام في داخل صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ الحادي والعشرين من أيلول-سبتمبر 2014 والتي انطلقوا منها في اتجاه الوسط والجنوب وصولا إلى عدن لفرض ما يسمّونه “الشرعية الثورية”.

تعني هذه “الشرعية” بين ما تعنيه إقامة نظام جديد في اليمن يعيده إلى ما قبل السادس والعشرين من أيلول-سبتمبر 1962 تاريخ سقوط النظام الإمامي وإعلان قيام “الجمهورية العربية اليمنية” التي صارت “الجمهورية اليمنية” مع إعلان الوحدة بين الشمال والجنوب في أيار-مايو 1990.

منْ الجهة التي تدخلت لمنع الصدام بين الحوثيين و”المؤتمر”؟ ليس مستبعدا أن تكون هذه الجهة إيران نفسها أو من كلّفته إيران بالملفّ اليمني. لذلك لم يكن مستغربا حرص “المؤتمر الشعبي العام” في البيان الذي صدر عنه بعد انتهاء التظاهرة يوم الخميس على “شكر” السيّد حسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان على “مواقفه الثابتة مع الشعب اليمني”. ترافق “شكر” نصرالله مع “إشادة” ببشار الأسد، رئيس النظام السوري، من دون تسميته.

لم يكن طبيعيا هبوط مستوى الخطاب السياسي لـ”المؤتمر الشعبي” إلى هذا الحدّ في وقت يحتاج اليمن قبل أيّ شيء آخر إلى الابتعاد عن كلّ من يحاول استخدامه ورقة في لعبة ذات بعد إقليمي تصبّ في تطويق الجزيرة العربية ودول مجلس التعاون من كلّ الجهات.

لم يكن مطلوبا في أيّ وقت ولأيّ سبب من الأسباب حصول انفجار للوضع في صنعاء. مثل هذا الانفجار كان سيؤدي إلى مجازر جديدة يذهب ضحيتها يمنيون أبرياء وجدوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، في صنعاء والمناطق المحيطة بها.

اليمن في غنى عن مجازر جديدة وتصفيات متبادلة على غرار تلك التي وقعت في العام 2011 لدى حصول الانقلاب على علي عبدالله صالح الذي يقف وراءه الإخوان المسلمون. توّجت تلك التصفيات بمحاولة اغتيال للرئيس السابق نفسه خلال تأدية صلاة الجمعة في مسجد النهدين يوم الثالث من حزيران-يونيو من تلك السنة.

أثبت “المؤتمر” من خلال التظاهرة الكبيرة أنّه رقم صعب في المعادلة اليمنية. لكنّ السؤال سيظلّ ماذا عن اليوم التالي؟

عاد المتظاهرون إلى منازلهم. هناك عشرات الآلاف عادوا إلى المناطق المحيطة بصنعاء بعد تحديهم الحوثيين ونزولهم إلى العاصمة في طوابير كبيرة تحدّيا لـ”أنصار الله” وشعاراتهم البالية وللجهة التي تسيّرهم من طهران. المؤسف في الأمر أنّ شكوى المواطنين من ممارسات الحوثيين ستستمرّ من جهة وسيتابع هؤلاء تحكّمهم بما بقي من مؤسسات للدولة من جهة أخرى.

الأخطر من ذلك كلّه أن ليس لدى الحوثيين أيّ مشروع سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي. الملاحظة الوحيدة التي لها معنى كانت في خطاب عارف الزوكا الأمين العام لـ”المؤتمر” الذي سبق وشرّح في خطاب سابق تشريحا كاملا ما يمثّله الحوثيون وفكرهم المنغلق من خطر على اليمن واليمنيين.

تتناول هذه الملاحظة سعي “أنصار الله” إلى تغيير البرامج التعليمية في اليمن بما يتناسب والثقافة الإيرانية القائمة على الاستثمار في الغرائز المذهبية التي تعمل إيران على الترويج لها في المنطقة العربية. ما لا بدّ من ملاحظته هو أن الإخوان المسلمين حاولوا بين 1994 و2011 فرض تغيير في هذا المجال وذلك كي يربّوا الأجيال اليمنية على طريقتهم وبما يتناسب مع تخلّفهم.

قبل تظاهرة يوم الرابع والعشرين من آب-أغسطس، جرت تعبئة شاملة في صنعاء والمناطق المحيطة بها. أثبت اليمنيون في هذه المناطق أنّهم يرفضون “أنصار الله” وميليشياتهم وأنّهم يتوقون إلى اليوم الذي تعود فيه الدولة، أو ما يشبه الدولة، إلى صنعاء. الأكيد أنّهم لم يتحمّلوا مشقة المجيء إلى صنعاء لا من أجل سماع خطاب خشبي ولا من أجل الخروج ببيان يشيد بمواقف حسن نصرالله وبشّار الأسد!

مرّة أخرى، لم يكن مطلوبا من علي عبدالله صالح الدخول في مواجهة مباشرة مع الحوثيين الذين كان وراء صعودهم قبل الدخول في ستّ حروب معهم بين 2004 و2010. الأكيد أن الرئيس السابق لم يكن قادرا على تجاهل “عاصفة الحزم” التي يعرف القاصي والداني أنّ من تسبب فيها كان الإصرار الحوثي على تحويل اليمن مستعمرة يمنية وشوكة في خاصرة دول الخليج.

لكنّ الأكيد أيضا أن اليمنيين كانوا يبحثون عن مخارج ومبادرة سياسية لكسر الحلقة المغلقة التي يدور فيها البلد، وهي حلقة تعتبر “الشرعية” التي لا علاقة لها بالشرعية حلقة من حلقاتها.

ما هو أكيد أكثر من ذلك كلّه، أنّه كان مفترضا الاستثمار سياسيا في تظاهرة الذكـرى الـ35 لتأسيس “المؤتمـر”. لـم يحصـل مثـل هـذا الاستثمـار. مجـدّدا، لم يكـن مطلوبـا حصول صدام مـن أيّ نوع بين “المؤتمر” و”أنصار الله”.

ما ليس طبيعيا أن يبقى الوضع فــي صنعاء ومحيطها على حاله بعــدما أعلــن المواطنون اليمنيون بطريقة لا ينقصها أيّ وضوح أنّ كفى تعني كفى وأنّ فرض الحوثيين لوصايتهم على جزء من البلد، بما في ذلك عاصمته لا يمكن أن يستمرّ إلى ما لا نهاية..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين تفادي الصدام… والسقوط في فخ الحوثيين بين تفادي الصدام… والسقوط في فخ الحوثيين



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل

GMT 00:46 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

أصالة نصري تنشر رسالة مؤثرة على "إنستغرام"بعد انفصالها

GMT 18:07 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

تحطيم الرقم القياسي للمارثون الدولي بفاس

GMT 11:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل تعرفها لأول مرة عن "السيارة الكهربائية"

GMT 09:21 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

ميناء طنجة المتوسط يؤمن 12 باخرة لنقل 43 ألف مسافر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib