عن مغامرة مسعود البارزاني…
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

عن مغامرة مسعود البارزاني…

المغرب اليوم -

عن مغامرة مسعود البارزاني…

بقلم - خيرالله خيرالله

الاستفتاء الكردي كان مغامرة غير محسوبة. ربما كان ذلك عائدا إلى أن مسعود البارزاني لم يقرأ الخارطة الإقليمية وخارطة الانقسامات الداخلية الكردية والموقف الأميركي جيدا. ربما أيضا قرأ كلّ ذلك جيدا. وحدها الأيام ستظهر هل كان الاستفتاء الذي عبر الأكراد من خلاله عن حقيقة ما يتطلعون إليه غير قابل للتأجيل.

يشكّل تراجع الأكراد عبر اقتراح يقضي بـ“تجميد” نتائج الاستفتاء، خطوة إلى الأمام. هناك اعتراف بالهزيمة المؤقتة غلّفتها دعوة كردية إلى الحوار وإلى العودة إلى نصّ الدستور العراقي والاحتكام إليه.

يأتي ذلك في وقت تبيّن بوضوح ليس بعده وضوح أن الانتقال إلى الاستقلال لا تزال دونه عقبات كثيرة في مقدّمها رفض كلّ الدول المحيطة بكردستان قيام دولة كردية. كلّ ما تطلبه دول الجوار وحكومة بغداد من الأكراد هو الاستسلام واعتبار الاستفتاء وكأنّه لم يكن، علما أنّه كان وأنّ نتائجه معروفة.

اكتشف أكراد العراق أخيرا، خصوصا رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، أنّ الظروف الراهنة غير مواتية للاستقلال. حصل تراجع، خصوصا بعد الذي حصل في كركوك التي كانت ولا تزال قنبلة موقوتة على الصعد العراقية والكردية والإقليمية.

السؤال ما الحدّ الذي يمكن أن يبلغه التراجع الكردي في وقت ليس هناك من يريد الالتقاء مع الأكراد في منتصف الطريق وإنقاذ ماء الوجه لرئيس إقليم كردستان.

على العكس هناك من يريد الانتهاء من الرجل. أسوأ ما في الأمر أنّ هناك أكرادا يريدون ذلك ويعملون لأجله. هنا أيضا أخطأ البارزاني في سوء تقديره لوزن المعارضة الكردية، وهي معارضة لشخصه أكثر بكثير مما هي معارضة لمشروعه.


ما الذي يحصل؟
الدليل على ذلك، أنّه لم يبرز أيّ اعتراض كردي على لفّ جثمان الرئيس جلال الطالباني الذي يمثّل الأكراد الآخرين، في معظمهم طبعا، بالعلم الكردي وليس العلم العراقي.

حدث ذلك لدى إعادة هذا الجثمان إلى أرض كردستان بعيد الاستفتاء حيث دفن أحد رموز النضال الكردي في السنوات الستين الماضية. لُفّ جثمان الطالباني بالعلم الكردي، علما أنّه بقي سنوات طويلة رئيسا للجمهورية العراقية وكان يمارس صلاحياته من بغداد وليس من السليمانية أو أربيل أو أيّ مكان آخر من كردستان.

كانت حسابات البارزاني خاطئة إلى حد كبير، في مجملها، بعدما تبيّن له أن الموقف الأميركي من النوع الذي لا يمكن الاعتماد عليه. هذا عائد إلى أسباب عدة في غاية التعقيد. كذلك، تبيّن إلى إشعار آخر، أن دعم إسرائيل ليس كافيا كي تنحاز واشنطن للاستقلال الكردي وتدافع عن الاستفتاء ونتيجته.

اختار مسعود البارزاني السير إلى النهاية في الاستفتاء على الاستقلال على الرغم من كل الإشارات التي تلقّاها عن التحفظات الأميركية وعن الموقفين الإيراني والتركي. اختار هذا الطريق الصعب تفاديا للانتحار السياسي بعدما اعتبر، من خلال تجربة استمرّت سنوات عدّة، أنّ لا مجال لشراكة مع الحكومة المركزية في بغداد في ظلّ الدولة الدينية التي نجحت إيران في إقامتها في العراق بعد سقوط نظام صدّام حسين في العام 2003.

لا شكّ أنّ عوامل عدّة جعلت البارزاني يصرّ على الاستفتاء. من بين هذه العوامل ضمور عائدات الدولة العراقية من النفط وترسيخ دور “الحشد الشعبي” بصفة كونه العمود الفقري للنظام الجديد في العراق وللدولة العراقية، وهو دور ترافق مع استمرار الانقضاض الإيراني على مؤسسات الدولة العراقية، أو ما بقي منها.

لعبت عوامل عدّة دورا في إقناع البارزاني وعدد كبير من الشخصيات الكردية بأنّ لا بديل من الاستفتاء في ظلّ التغييرات التي تشهدها المنطقة كلّها بعد مرور قرن كامل على سايكس-بيكو.

ما يمكن قوله الآن إنّ الاستفتاء حصل وإن نتيجته واضحة. من الصعب إلغاء النتيجة ولكن هل في بغداد وطهران وأنقرة من يبحث عن مخرج من أزمة ما بعد الاستفتاء الكردي، وهي أزمة كردية أوّلا.

في ظلّ موازين القوى الراهنة سيكون من الصعب إيجاد مخرج، لكن السؤال الملحّ الذي سيظل يطرح نفسه ماذا إذا حصل تغيّر في موازين القوى القائمة التي مكّنت “الحشد الشعبي” من طرد قوات البيشمركة من كركوك؟

أثبتت إيران من خلال ما شهدته كركوك أنّها اللاعب الأساسي في العراق وأنّ لا وجود لمن يريد التصدّي لها، خصوصا بعدما تجاهلت الإدارة الأميركية الدور الذي لعبه “الحشد” في كركوك، وقبل ذلك في الموصل، بقيادة اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الايراني.

من الصعب التكهّن بما إذا كانت ستحصل استجابة للتراجع الكردي. لكنّ من السهل التكهن بأنّ هناك من يريد التخلّص من مسعود البارزاني. من الواضح أن بغداد غير بعيدة عن هذا التوجّه بتشجيع إيراني مباشر.

ففي موازاة الكلام الكبير عن استعدادات للجيش العراقي و”الحشد” للقضاء على آخر معاقل “داعش” في الأراضي العراقية، هناك مصادر ذات اطّلاع واسع تؤكّد أن الهدف الحقيقي للجيش العراقي و”الحشد” هو ممارسة مزيد من الضغط العسكري وغير العسكري على أربيل.

هذه ليست المرّة الأولى التي يجد فيها الأكراد أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه. عاد عليهم ارتباطهم بالدعم الإيراني في أيام الشاه بكارثة. كان ذلك في العام 1975. كان كافيا توقيع شاه إيران وصدّام حسين اتفاق الجزائر الخاص بشط العرب في آذار-مارس من تلك السنة، حتى انهار التمرّد الكردي الذي قاده الملّا مصطفى البارزاني.

لن يعيد التاريخ نفسه في العام 2017، لكنّ الثابت أن على الأكراد تقديم مزيد من التنازلات في الظروف الراهنة. هناك استغلال إلى أبعد حدود لنقاط الضعف لدى مسعود البارزاني. تستغل نقاط الضعف حكومة حيدر العبادي، الذي عليه إظهار أنّه ليس رجلا مفلسا كما يحاول أن يصوّره غريمه نوري المالكي. كذلك تستغلّ نقاط الضعف لدى البارزاني كل من إيران وتركيا.

معروف أن إيران تريد أن تثبت في كلّ يوم أنّها اللاعب الأساسي في العراق وأنّ الورقة العراقية في جيبها، في حين ليس سرّا أن أكثر ما يخيف تركيا هو فكرة الدولة الكردية المستقلّة.

كان الاستفتاء الكردي مغامرة غير محسوبة. ربّما كان ذلك عائدا إلى أن مسعود البارزاني لم يقرأ الخارطة الإقليمية وخارطة الانقسامات الداخلية الكردية والموقف الأميركي جيّدا. ربّما أيضا قرأ كلّ ذلك جيّدا. وحدها الأيّام ستظهر هل كان الاستفتاء الذي عبّر الأكراد من خلاله عن حقيقة ما يتطلّعون إليه غير قابل للتأجيل؟

في كلّ الأحوال، مارس مسعود البارزاني لعبة كبيرة سيتبيّن قريبا هل في استطاعته الاستمرار فيها… أم عليه في مرحلة معيّنة التفكير في التنحّي. الكثير سيعتمد على ما إذا كانت موازين القوى الإقليمية باقية على حالها أم لا.

هل لدى رئيس إقليم كردستان معطيات لا يعرفها أحد غيره جعلته يذهب إلى النهاية في مغامرته؟ هل المسألة مسألة وعود أميركية لم ينفّذ شيء منها؟

الأكيد أن الأكراد يستأهلون دولة خاصة بهم. ما ليس أكيدا هل كانت الظروف الراهنة تسمح بمغامرة من نوع تلك التي خاضها مسعود البارزاني…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن مغامرة مسعود البارزاني… عن مغامرة مسعود البارزاني…



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib