غزّة في غياب السياسة
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

غزّة... في غياب السياسة

المغرب اليوم -

غزّة في غياب السياسة

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

انطلاقاً من غزّة، لحقت بإسرائيل هزيمة لا سابق لها منذ قامت قبل 75 عاماً. سيساعدها في الانتقام من الهزيمة الطريقة التي نفذت بها «حماس» هجومها على المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في ما يسمّى غلاف غزّة.
أفقد هذا الهجوم القضيّة الفلسطينية كلّ تعاطف دولي... لن يمنع التهديد الإيراني باشعال المنطقة الانتقام الإسرائيلي الذي لا يقل وحشية عن أفعال «حماس».
إذا وضعنا جانباً الكلام الإيراني الكبير والشعارات الفضفاضة، ستعمل إيران في المستقبل المنظور على هضم الانتصار الذي حقّقته عبر «حماس»، على حساب الشعب الفلسطيني، في انتظار خطوة أخرى تقدم عليها مستقبلاً.
في ظلّ المأساة التي يعيشها القطاع، وفي وقت لا همّ لدى إسرائيل سوى الانتقام، تدفع غزّة ثمن غياب السياسة.
هناك غياب للسياسة على مستويات عدّة بدءاً بالسياسة الإسرائيلية العمياء... وصولاً إلى الغياب العربي، مروراً في طبيعة الحال بالاختراق الإيراني لـ«حماس» الذي يدلّ على الارتباط العضوي بين الإخوان المسلمين و«الجمهوريّة الإسلاميّة».
تجاهلت السياسة الإسرائيلية التي اتبعها بنيامين نتنياهو، واليمين الإسرائيلي عموماً، واقعا لا مجال لتجاوزه. يتمثل هذا الواقع في استحالة تصفية القضيّة الفلسطينية من منطلق أن الشعب الفلسطيني غير موجود. الشعب الفلسطيني موجود أكثر من أي وقت.
ثمة مستوى آخر للغياب السياسي، هو المستوى الفلسطيني نفسه. منذ وفاة ياسر عرفات في 11 نوفمبر من العام 2004، إلى استيلاء «حماس» على غزّة منتصف 2007، لا وجود لأي سياسة فلسطينية تجعل المجتمع الدولي، بمن في ذلك إسرائيل، يأخذ في الاعتبار السلطة الوطنيّة في رام الله.
رفضت هذه السلطة التصرّف بطريقة تؤكّد أنها مسؤولة عن الشعب الفلسطيني في الضفّة الغربيّة وغزة وقبلت الأمر الواقع الذي فرضته «حماس» في القطاع بدءاً بالقضاء على «فتح».
حصدت إسرائيل في نهاية المطاف ما زرعته عندما حاربت «فتح» والسلطة وغضّت الطرف عن نشاطات «حماس» التي لعبت منذ تسعينات القرن الماضي دوراً، عبر عمليات انتحاريّة.
استهدفت العمليات في معظم الأحيان، مدنيين. فعلت ذلك من أجل الحؤول دون تحقيق أي تقدّم على صعيد عملية السلام.
كانت إسرائيل تقف في كلّ وقت موقف المتفرّج وكان اليمين فيها الذي يمثله «بيبي» نتنياهو يشجع كلّ ما من شأنه نسف اتفاق أوسلو أو أي اتفاق آخر مكمل له.
اعتبرت إسرائيل نفسها المستفيد الأوّل من تكريس الانقسام بين الضفّة وغزة ابتداء من منتصف 2007. فعلت كلّ ما تستطيع من أجل فصل الضفّة عن القطاع وإيجاد كيانين فلسطينيين بدل كيان واحد.
استثمرت إسرائيل في كلّ ما من شأنه تعميق الانقسام الفلسطيني فيما استثمرت «الجمهوريّة الإسلاميّة» في «حماس» في ظلّ لامبالاة أميركيّة.
كان الاستثمار الإيراني في محله كونه صبّ في تمكين اليمين من وضع يده على القرار الإسرائيلي، الرافض لأي سلام من جهة وحوّل «حماس»، من جهة أخرى، إلى المتحكم بقرار السلم والحرب الفلسطيني، على غرار تحكّم «حزب الله» بقرار السلم والحرب في لبنان.
تبقى أخيراً المسؤولية العربيّة عن تجاهل ما يجري في غزّة التي كانت حتّى 1967 تحت السيادة المصريّة.
كان هناك استخفاف عربي في احداث غزّة التي امتلكت في مرحلة معيّنة مطاراً دولياً خاصاً بها. بعد بنائه، افتُتح المطار في 24 نوفمبر في حضور الرئيس بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني الراحل عرفات. بدا افتتاح المطار وقتذاك دليلاً على التقدم نحو قيام الدولة الفلسطينية التي لا مفرّ من قيامها يوماً.
في غياب «أبو عمّار»، لعب الإهمال دوره في إفلات غزّة من اليد العربية وفي بلوغ الوضع ما بلغه في أيامنا هذه.
لم يعد السؤال ما الذي يمكن عمله دفاعاً عن غزّة، بل السؤال هل ما يمكن أن يحول دون تهجير أهلها تحقيقاً لحلم إسرائيلي قديم ردده غير مسؤول إسرائيلي قبل الانسحاب منها في أغسطس 2005.
في مرحلة ما قبل الانسحاب كانت غزّة كابوساً. بقيت كابوسا بعد الانسحاب، خصوصاً مع وضع «حماس» يدها على القطاع، وحتّى قبل ذلك، عندما راحت تطلق الصواريخ في اتجاه المستوطنات القريبة من غزّة.
وفّرت تلك الصواريخ فرصة لأرييل شارون، الذي اتخذت حكومته قرار الانسحاب من القطاع، ليقول «لا وجود لشريك فلسطيني يمكن التفاوض معه».
لم يتحمّل العرب يوماً مسؤولياتهم تجاه غزّة. لم يوجد من يقول لـ«حماس» أنّ تصرفاتها تخدم اليمين الإسرائيلي.
الأكيد أن ما أقدمت عليه الحركة، التي هي جزء لا يتجزّأ من تنظيم الإخوان المسلمين، يخدم الذين نادوا دائماً في إسرائيل بضرورة تصفية القضيّة الفلسطينية بدل البحث عن حلّ سياسي.
مثل هذا الحلّ السياسي بات اليوم ضرورة أكثر من أي وقت. صحيح أنّ إسرائيل لا تستطيع سوى أن تنتقم، لكنّ الصحيح أيضا أنّ لا مفرّ من حل سياسي في نهاية المطاف، وهو الحلّ الذي يفترض في العرب الواعين البحث في الأسس التي يفترض أن يقوم عليها.
كشفت حرب غزّة أهمّية غزة. كشفت لماذا اشترط عرفات في 1993 من أجل توقيع اتفاق أوسلو، وجود صيغة «غزّة واريحا أوّلاً». كان مصرّاً على وجود رابط بين القطاع والضفّة. كان تدمير هذا الرابط هدفاً من أهداف اليمين الإسرائيلي و«حماس» في آن، وذلك في انتظار اليوم الذي تنقض فيه «حماس» على الضفّة.
يقضي الواجب العربي باستعادة هذا الرابط من منطلق أنّ كل ما قامت به «حماس» منذ تأسيسها خدم مشروعاً نادى به اليمين الإسرائيلي دائماً وأبداً. كان، ولا يزال، مشروعاً يقوم على تصفية القضيّة الفلسطينية عبر تجاهل شعب لا يمكن تجاوزه!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزّة في غياب السياسة غزّة في غياب السياسة



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 17:27 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية

GMT 10:42 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

جماهير "الوداد" و"الرجاء" تقرر مقاطعة ديربي "الدار البيضاء"

GMT 18:33 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيمي يتلقى عروضًا احترافية من أندية خليجية وتركية

GMT 17:04 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تلغي ديونًا متراكمة في عنق مليون و200 ألف مغربي

GMT 11:59 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف الخمايسي يهدي "جو العظيم" إلى أحمد خالد توفيق

GMT 23:03 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

%35 من مبيعات الهواتف الذكية في الهند تمت عبر الإنترنت

GMT 00:06 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي أشرف حكيمي أفضل ظهير في "الدوريات الكبرى" بأوروبا

GMT 14:01 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

العثور على عظام بشرية مدفونة داخل جرة في مكناس

GMT 04:29 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

طارق مصطفى يؤكد إعجابه بأندية الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib