خلط أوراق في المنطقة
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

خلط أوراق في المنطقة

المغرب اليوم -

خلط أوراق في المنطقة

بقلم - خيرالله خيرالله

بات من الصعب التفريق بين الخيط الأبيض والخيط الأسود في الشرق الأوسط والخليج العربي وشمال أفريقيا. تزداد التعقيدات في المنطقة كلّها بشكل يومي. لم يعد معروفا من مع من ومن ضدّ من في ظل تخبّط وضياع أميركيين لا سابق لهما في التاريخ الحديث إذا استثنينا عهد جيمي كارتر وتعاطيه مع أزمة رهائن السفارة الأميركية في طهران وقبل ذلك عهد ريتشارد نيكسون عندما كان عليه مواجهة فضيحة ووترغيت.

تدخل المنطقة في السنة 2019 مرحلة في غاية التعقيد والخطورة تحت عنوان البلبلة، خصوصا في ظلّ إدارة أميركية لا تمتلك أي استراتيجية واضحة. لم تستطع إدارة ترامب وضع أي استراتيجية للشرق الأوسط والمنطقة عموما باستثناء تمزيق الاتفاق النووي مع إيران بعد وصف دقيق لطبيعة النظام الإيراني ودوره على صعيد “دعم الإرهاب” ورعايته وضرب الاستقرار في كلّ المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.

كان أفضل تعبير عن غياب تلك الاستراتيجية القرار المفاجئ للرئيس دونالد ترامب بالانسحاب عسكريا من سوريا. باستثناء ضربتين، كان طابعهما رمزيا، بعد استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في حربه على شعبه، لم يظهر دونالد ترامب أنّه يختلف كثيرا عن باراك أوباما الذي قرّر، إرضاء لإيران، غضّ النظر عن لجوء بشّار الأسد إلى السلاح الكيميائي في تعاطيه مع السوريين.

كان ملفتا أن قرار ترامب بالانسحاب اتخذ من دون التشاور مع مساعديه ومع المختصين في الشؤون العسكرية وأحوال المنطقة، بمن في ذلك وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون… وبعد اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت كانت تركيا تلوّح بعملية عسكرية واسعة في الشمال السوري. بقدرة قادر عادت تركيا إلى حليف للولايات المتحدة وصارت الطرف الذي تعتمد عليه أميركا لسدّ الفراغ الناجم عن سحب جنودها من منطقة شرق الفرات.

حسنا، سينسحب الأميركيون من شرق الفرات. يشير ما صدر أخيرا عن واشنطن إلى أنّ عملية الانسحاب ستستغرق نحو مئة يوم. هذا يعني بكل بساطة أن القيادة العسكرية الأميركية جعلت ترامب يعيد النظر في قرار الانسحاب الذي فاجأ كل المعنيين بالأزمة السورية، بمن في ذلك تركيا نفسها، التي كانت تدعو إلى انسحاب أميركي كي تتفرّغ للأكراد و”قوات سوريا الديمقراطية” تحديدا. كانت هذه القوات الكردية تلعب دورا في الحرب على “داعش”. صار عليها فجأة دفع ثمن قبولها الرعاية والحماية الأميركيتين في وقت ليس معروفا هل صحيح أن خطر “داعش” زال نهائيا؟

يختزل القرار الذي اتخذه ترامب بالانسحاب من شرق الفرات كلّ تلك البلبلة وكلّ هذا التخبّط الذي جعل الحابل يختلط بالنابل في الشرق الأوسط، بل في المنطقة كلّها. هناك أسئلة قفزت إلى الواجهة. ما الذي ستفعله روسيا بعد الانسحاب الأميركي من شرق الفرات، المنطقة التي فيها معظم ثروات البلد من نفط وغاز ومياه وزراعة؟ ماذا عن إيران التي تعتبر من دون أدنى شكّ أن الفرصة صارت مناسبة لربط سوريا بالعراق برّا وضمان أمن الخط الذي يمتد من طهران إلى البحر المتوسط؟

سيوفّر الانسحاب العسكري الأميركي من شرق الفرات مناسبة لتأكيد مدى السيطرة الإيرانية على العراق. سيكشف الانسحاب مدى قدرة إيران على استخدام “الحشد الشعبي” في العراق وكيف استطاعت تطويع العراق وتحويله إلى مجرّد مستعمرة. سيعني دخول “الحشد الشعبي” الأراضي السورية الكثير نظرا إلى هذا “الحشد” كناية عن قوات غير نظامية تمتلك شرعية في العراق في حين أنّها في الواقع مجرّد ميليشيات مذهبية تابعة لأحزاب عراقية تابعة عمليا لـ”الحرس الثوري” الإيراني.

بكلام أوضح، سيتبيّن أنّ إيران استطاعت تحويل النظام في العراق إلى ما يشبه النظام في إيران حيث السلطة الحقيقية لـ”الحرس الثوري”. يبدو العراق، حيث يجد رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي نفسه مجبرا على تعيين فالح الفيّاض قائد “الحشد الشعبي” وزيرا للداخلية، أمام امتحان جدّي. هل لا يزال هناك بصيص أمل بقيام سلطة عراقية تتمتع بهامش ما يسمح لها باتخاذ قرار مستقل عن القرار الإيراني أم لا؟

ولكن، ماذا عن تركيا؟ من الواضح أن تركيا أمام فرصة أخرى لتأكيد أنّها قادرة على لعب دور دائم في شمال سوريا، خصوصا في مجال قطع الطريق على قيام كيان كردي في تلك المنطقة. الأهمّ من ذلك كلّه، بالنسبة إلى تركيا، هو إعداد نفسها لدور إقليمي أكبر بعد تحررها في السنوات القليلة المقبلة من قيود المعاهدات التي وقّعتها الدولة العثمانية مطلع عشرينات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الأولى. قيّدت تلك المعاهدات تركيا وأجبرتها على التخلي عن أراض تعتبرها جزءا لا يتجزّأ من ترابها الوطني. بعض هذه الأراضي في سوريا وبعضها الآخر في العراق، بما في ذلك مدينة الموصل.

أعطى القرار الذي اتخذه دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا عسكريا إشارة إلى نوع جديد من التنافس بين القوى الساعية إلى إيجاد موطئ قدم دائم في هذا البلد العربي الذي يدفع حاليا ثمن ما ارتكبه النظام الأقلّوي الذي أقامه حافظ الأسد في العام 1970 وأسّس له حزب البعث البائس عبر الانقلاب العسكري في الثامن من آذار – مارس 1963.

ليس ما يدلّ أكثر على دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة غير الغارات الإسرائيلية الأخيرة في محيط دمشق. أرادت إسرائيل توجيه رسالة إلى النظام السوري وإيران في الوقت ذاته. جاءت الغارات التي استهدفت على وجه الخصوص الدفاعات الجوية السورية ومخازن أسلحة لإيران و”حزب الله” لتقول إن إسرائيل شريك في صنع مستقبل سوريا وإنّ روسيا لا تستطيع منعها من شنّ غارات على مواقع محدّدة متى وجدت ذلك مناسبا.

على العكس من ذلك، هناك في ما يبدو تفهّم روسي للغارات الإسرائيلية التي كانت توقفت بعد حادث إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية في أيلول – سبتمبر الماضي.

يبقى التساؤل أين أميركا من كلّ ما يحصل في سوريا؟ هناك رأي في واشنطن يقول إنّ الولايات المتحدة كانت تعاني من أن جنودها، الذين يبلغ عددهم نحو ألفين كانوا مطوقين في منطقة شرق الفرات وإن الدور الذي كانوا يؤدونه يمكن القيام به انطلاقا من الأراضي العراقية حيث للولايات المتحدة قواعد ثابتة.

هذا لا ينفي أن ترامب خلط الأوراق في المنطقة كلّها وليس في سوريا وحدها… من حيث يدري أو حيث لا يدري. ما سيساهم في خلط الأوراق أكثر أنّه سيكون منهمكا في الأشهر المقبلة في معالجة المشاكل الداخلية التي يواجهها عهده والاستقالات المتتالية لكبار المسؤولين في إدارته.

الأكيد أن الأيّام الأخيرة من 2018 لا تبشّر بالخير بعدما تبيّن أن رئيس القوّة العظمى الوحيدة في العالم فقد الكثير من توازنه داخليا وخارجيا في الوقت ذاته!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلط أوراق في المنطقة خلط أوراق في المنطقة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة

GMT 14:49 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الجنية المصري مقابل الجنية الاسترليني الاثنين

GMT 01:56 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

التشكيلة الأساسية للوداد امام الراسينغ البيضاوي

GMT 13:01 2015 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تليفون مطلي بالذهب الخالص هدية للفنانة دنيا بطمة

GMT 08:49 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

لمسات بسيطة تحوّل أريكتك إلى قطعة فنية هائلة

GMT 09:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

مصطفى شعبان يتألق بإطلالة كلاسيكية وتفضيل للكاجوال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib