بعد عشرين عاما… قاتل رابين يحكم إسرائيل
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

بعد عشرين عاما… قاتل رابين يحكم إسرائيل

المغرب اليوم -

بعد عشرين عاما… قاتل رابين يحكم إسرائيل

خير الله خير الله

قبل عشرين عاما، اغتيل إسحق رابين. كان ذلك مطلع تشرين الثاني – نوفمبر 1995، أي بعد عامين وشهرين من توقيع اتفاق أوسلو الذي لم يحقّق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعدما تعرّض لحرب شعواء. جاءت ذكرى اغتيال رابين هذه السنة ليتذكره إسرائيليون نزلوا إلى شوارع تل أبيب للمطالبة بمعاودة عملية السلام مع الفلسطينيين.
لم يعد من رابين إلا ذكرى، ذلك أن موته كان موتا لاتفاق أوسلو الذي تعرّض لحملة شعواء استهدفت إفشاله. جمعت هذه الحرب بين المتطرفين في إسرائيل وحلفائهم العرب من جماعة “الممانعة” وإيران التي أخذت على عاتقها المتاجرة بقضية فلسطين وبالفلسطينيين.

كان اغتيال المتطرف ييغال عمير لإسحق رابين بمثابة نقطة تحول على طريق طي صفحة السلام. كان رابين من بين السياسيين الإسرائيليين القلائل الذين كانوا يعتقدون أن الردّ على الإرهاب والتطرف يكون بالتمسّك بعملية السلام بدل الاستسلام لرافعي شعارات من نوع “إسرائيل الكبرى” أو “فلسطين وقف إسلامي” التي تنادي بها “حماس”، ومن على شاكلتها، الذين وضعوا أنفسهم طوال فترة طويلة في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني الذي خطف قضية فلسطين من العرب ومن الفلسطينيين أنفسهم.

ما لا يمكن تجاهله في أي وقت أن إسرائيليا متطرفا اسمه باروخ غولدشتاين نفّذ في شباط – فبراير 1994 عملية إرهابية في الحرم الإبراهيمي في الخليل. قتل وقتذاك بدم بارد تسعة عشر مصليا فلسطينيا وجرح العشرات. فعل كلّ ذلك من أجل القضاء على أي أمل بالسلام.

باغتياله إسحق رابين، أثبت ييغال عمير أنه صار “ملك إسرائيل”. العقل الذي قتل رابين هو العقل الذي يتحكّم بالقرار الإسرائيلي منذ عشرين عاما. لم يخلف رابين شخص يؤمن بالسلام. جاء بعده بنيامين نتانياهو الذي أكّد أنّه يمثّل بالفعل ما يمثّله قاتل رابين.

لم يكن إسحق رابين ملاكا. كان عدوّا تاريخيا للفلسطينيين. لكنّ أهمية الرجل تكمن في أنه توصل في مرحلة معيّنة إلى قناعة فحواها أن لا بد، في نهاية المطاف، من التوصل إلى تسوية مع الجانب الفلسطيني. عرف رابين أن الشعب الفلسطيني موجود شاءت إسرائيل أم أبت. هناك شعب لا يمكن إنكار وجوده ولا مفرّ من إيجاد مكان له على الخارطة الجغرافية للشرق الأوسط، بعدما تبيّن أنه حاضر على الخارطة السياسية للمنطقة. أدرك أن لا مصلحة لإسرائيل في المدى الطويل، خصوصا إذا كانت تريد البقاء دولة ذات أكثرية يهودية و”ديمقراطية”، سوى التخلي عن الضفة الغربية في إطار ترتيبات معيّنة. عرف بكل بساطة أن الأمن لا يمكن أن يتحقق من دون سلام مع الفلسطينيين، وأن هناك ثمنا لا بد من دفعه من أجل الأمن والسلام.

في الواقع، لم يفهم أهمية رابين، فضلا عن ضرورة استغلال عامل الوقت، غير الملك حسين رحمه الله. سارع الملك حسين إلى التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل (في تشرين الأول – أكتوبر 1994) وذلك قبل سنة وشهر من اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي.

لم يرسم هذا الاتفاق حدود الدولة الفلسطينية المفترضة فحسب، بل إنّه أمّنَ للأردن حقوقه في الأرض والمياه في وقت كانت هناك أطراف إسرائيلية تعتبره الوطن البديل للفلسطينيين. منْ وضع حدّا لأحلام اليقظة الإسرائيلية وللكلام التافه عن الوطن البديل، كان الحسين الذي امتلك ما يكفي من بعد النظر لانتزاع الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى من إسرائيل. لعب ذلك دوره في المحافظة على المسجد وفي تمكّن الملك عبدالله الثاني من إعادة تثبيت الواقع القائم في المسجد في الظروف الراهنة.

يتبيّن مع مرور الوقت أن الأردن هو الطرف الوحيد في المنطقة الذي يلعب دوره في المحافظة على الحقوق الفلسطينية وإبقاء هدف قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة هدفا حيّا. للأردن مصلحة حقيقية في قيام مثل هذه الدولة الفلسطينية.

مع اغتيال إسحق رابين، انتهى اتفاق أوسلو وأيّ إمكان لتطويره والبناء عليه. لم يبق من اتفاق أوسلو سوى سلطة وطنية عاجزة. يمكن تلمّس هذا العجز بمجرد زيارة لمقر الأمم المتحدة في نيويورك أو الدوائر القريبة من مركز القرار في واشنطن دي. سي… اللافت أنّه لم يعد هناك من وجود فلسطيني يذكر لا في الأمم المتحدة ولا في العاصمة الأميركية، خصوصا بعدما قطعت رام الله العلاقة مع الطرف الوحيد القادر على خدمة الفلسطينيين فعلا في الولايات المتحدة، أي “مجموعة العمل الأميركية من أجل فلسطين”.

في كلّ الأحوال، تمرّ القضية الفلسطينية هذه الأيّام بمرحلة لا سابق لها. هناك حراك شبابي على الأرض في ظروف جديدة لفلسطينيين يائسين لا علاقة لهم باتفاق أوسلو من قريب أو بعيد. هؤلاء الفلسطينيون الذين حركوا الشارع الإسرائيلي ودفعوا في اتجاه التظاهرة التي شهدتها تل أبيب، لا يعرفون ماذا يريدون باستثناء أنهم يعانون من الاحتلال والقهر والظلم وانسداد كلّ أبواب المستقبل أمامهم. الأكيد أن هؤلاء الشبان ليسوا تحت سيطرة السلطة الوطنية… أو ما بقي منها.

وهناك أيضا حكومة إسرائيلية غير مهتمة بالسلام ولا تؤمن سوى بالاحتلال في وقت تغيّرت طبيعة العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة. وهناك أيضا وأيضا سلطة فلسطينية تسعى إلى تمرير الوقت. لم تعرف هذه السلطة حتّى كيف تجعل من رفع علم فلسطين في الأمم المتحدة قضيّة وحدثا كبيرا.

فوق ذلك كله، هناك “حماس” الراغبة في تكريس سيطرتها على قطاع غزّة واستغلال كلّ فرصة للتمدد في الضفة الغربية. الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست همّا حمساويا. الهيمنة هدف بحدّ ذاته لـ”حماس”، حتّى لو كان ثمن الهيمنة هدنة طويلة مع إسرائيل تساعدها في بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية وتهويد القدس وتشديد حصارها على غزّة.

في ظلّ هذا المشهد الحزين، يشكل ما فعله عبدالله الثاني بإجباره نتانياهو على عدم المس بالوضع القائم في المسجد الأقصى إنجازا بحدّ ذاته. يبدو الأردن، أقلّه في المدى المنظور، الطرف الوحيد الذي يسعى إلى تجنيب الفلسطينيين مزيدا من الكوارث، خصوصا أن أيّ انتفاضة يمكن أن تحصل الآن لا تمتلك من هو قادر على استغلالها سياسيا. على العكس من ذلك، ستستغل مثل هذه الانتفاضة من أجل مزيد من الفوضى والتشرذم في الضفّة الغربية.

هل يوجد في النهاية شيء اسمه انتفاضة من أجل الانتفاضة… أم الحاجة أكثر من أي وقت لقيادة فلسطينية تفكّر بطريقة مختلفة، طريقة تأخذ في الاعتبار كلّ التغيّرات إن في فلسطين أو في إسرائيل نفسها؟ من أين هذه القيادة التي تستطيع استيعاب أن الأرض الفلسطينية كلّها تحت الاحتلال، وأن أوسلو انتهى في اليوم الذي اغتيل فيه رابين، أي قبل عقدين كاملين بالتمام والكمال… وأن قاتل رابين بات من يحكم إسرائيل ويتحكّم بقرارها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد عشرين عاما… قاتل رابين يحكم إسرائيل بعد عشرين عاما… قاتل رابين يحكم إسرائيل



GMT 20:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 20:10 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 20:08 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 19:35 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 19:32 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 19:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب... ومآلات الشرق الأوسط

GMT 19:27 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

GMT 19:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

القصة مُدرس ومَدرسة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib