درس للصحافة والقضاء والحكومة من ألمانيا
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

درس للصحافة والقضاء والحكومة من ألمانيا

المغرب اليوم -

درس للصحافة والقضاء والحكومة من ألمانيا

توفيق بو عشرين

التقويم الميلادي، الذي تعتمده جل دول العالم لحساب الأيام والشهور والأعوام، مظلل في كثير من الأحيان، وذلك لأنه يعطي الانطباع بأننا جميعا نعيش في عصر واحد، وفي زمن واحد، وفي ظل قيم إنسانية واحدة، وأن تعريف الحق والعدل والكرامة والحقوق يسري على الجميع… والحقيقة أننا لا نعيش في عالم واحد من حيث القيم والسياسات وطرق الإدارة ونمط العيش وأسلوب التفكير. نعيش فوق أرض واحدة لكن بأنماط حياة مختلفة، منا من لايزال يعيش في القرون الوسطى، ومنا من يعيش في القرن الـ18، ومنا من يعيش في القرن العشرين، ومنا من دخل إلى القرن الـ21، فيما الآخرون تائهون في قرون أخرى.

إليكم واحدة من الحوادث التي تظهر الفرق بين الأمم المتخلفة والأمم المتقدمة، ولكم أن تضعوا في الخانة الأولى ما شئتم من أسماء الدول التي تعيش خارج الزمن الديمقراطي.

يوم الاثنين الماضي كان يوما صاخبا في ألمانيا، التي تعيش منذ أسابيع على وقع معركة كبيرة حول حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومات، والموازنة بين محاربة الإرهاب والدفاع عن قيم الحرية وحماية الخصوصية.

في أبريل الماضي رفعت وكالة المخابرات الألمانية (تسمى مكتب حماية الدستور) دعوى قضائية ضد الموقع الإخباري «نيتسبويتيك» المهتم بحرية الاتصالات وعالم النيت، والتهمة كانت هي نشر معلومات سرية عن برنامج جديد للمخابرات الألمانية يرمي إلى تشديد المراقبة على الاتصالات في الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بغرض مراقبة المتطرفين والمحتويات الجهادية التي تضر بالأمن القومي الألماني. وكالة المخابرات اعتبرت أن نشر الموقع هذه الخطة وأرقام الميزانية التي طلبتها المخابرات من الحكومة يهدد أمن وسلامة الدولة، ومن ثم يدخل تحت بند خيانة الدولة.

المدعي العام الاتحادي، هارد رانجه، تلقى الشكاية وفحصها، وقرر متابعة مدير موقع نيتسبويتيك والصحافي الذي قام بالتحقيق بتهمة خيانة الدولة. هنا قامت القيامة، ووقفت جل وسائل الإعلام في وجه قرار النائب العام، واعتبر الصحافيون، من اليمين واليسار، أن كل تراث حرية الصحافة بألمانيا في خطر، وأن المدعي العام يريد حرمان الألمان من حق الوصول إلى المعلومات التي تهم بلدهم وحريتهم.

 لم يبق الخلاف بين القضاء الجالس والصحافة محصورا في وسائل الإعلام، بل نزل المتظاهرون إلى الشارع يضغطون على الحكومة وعلى وزارة العدل وعلى القاضي، ورفع المشاركون في المسيرة، الذين بلغ عددهم أكثر من ألف شخص، لافتات كتب على بعضها: “لا ديمقراطية بدون حرية للصحافة”، و“ماركوس بيكدال (مدير الموقع والصحافي الذي أنجز التحقيق) غير حياتنا”…

هنا وقع وزير العدل، المسؤول في ألمانيا عن السياسة الجنائية، في ورطة، فتحرك بسرعة، وطلب من المدعي العام إغلاق التحقيق مؤقتا، وإحالة الموضوع إلى مختص محايد لمعرفة ما إذا كان نشر تحقيق عن أسرار المخابرات يعتبر خيانة للدولة أم لا، وقال وزير العدل الألماني، هايكو ماس، في محاولة لتخفيف حدة التوتر والدفاع عن سمعة الحكومة: «لا أعتقد أن موقع نيتسبويتيك والصحافيين العاملين فيه كانوا يقصدون خيانة الوطن أو المس بأمنه القومي عندما نشروا وثائق الخطة الأمنية الجديدة لمراقبة محتويات النيت، ثم إن تشريعاتنا المتعلقة بحماية أسرار الدولة ربما تحتاج إلى مراجعة للحفاظ على تراث حرية الصحافة والحق في الوصول إلى المعلومات في بلد ديمقراطي».

المدعي العام وجد نفسه في ورطة، فما كان منه إلا أن خرج علنا في وسائل الإعلام للدفاع عن نفسه وعن قرار متابعة الموقع الصحافي، حيث اتهم وزير العدل بممارسة ضغوط سياسية عليه لإغلاق التحقيق في النازلة، وهنا لم يتأخر رد وزير العدل الألماني، حيث اتخذ قرارا في 24 ساعة، وأقال المدعي العام المتمرد من مهامه، وعين قائما بأعماله إلى حين اختيار مدعٍ عام جديد، لأن السياسة الجنائية في ألمانيا لا يمكن أن تدار برأسين وبتوجهين، ثم إن وزير العدل وحكومته هما من سيدفع الثمن السياسي لمتابعة صحافيين بتهمة الخيانة، وهي تهمة لم تتحرك في ألمانيا منذ 50 عاما، والألمان مصابون بحساسية مفرطة إزاء تجاوز المخابرات مجال عملها، أو اعتدائها على حرية الصحافة أو خصوصيات المواطنين تحت أي مبرر، ويذكرهم كل هذا بجرائم الغيستابو في العهد النازي.

 وكانت المحكمة الأوروبية العليا قضت بأن مراقبة الاتصالات، بهدف ملاحقة المتشددين المشتبه بهم، انتهاك للحق في الخصوصية، وأن مجرد الاشتباه في أن مواطنا يحمل فكرا متشددا أو متطرفا لا يبرر التجسس على اتصالاته ومكالماته ورسائله…

نحن في هذه الجريدة نشرنا تحقيقا بالوثائق حول بريمات مزوار وبنسودة كانا بمقتضاها يسحبان 100 ألف درهم كل شهر لكل واحد منهما خارج أجريهما وامتيازاتهما القانونية، فكانت النتيجة أن قامت ضجة في الدولة، وتحركت النيابة العامة والفرقة الوطنية، وبحثوا عن خيوط تربط التحقيق بمصدره، واعتمدوا اتهامات بنسودة لمهندس شاب وكفء، وجروه إلى المحاكمة ثم الإدانة بدعوى كشف السر المهني، وبعدها تحركت أيادٍ كثيرة في الخفاء للإساءة إلى هذه الجريدة ومديرها في القضاء وغيره… لهذا، من الأفضل أن نعتمد في المغرب التقويم الهجري ونترك الميلادي لأصحابه، على الأقل 1436 ليست هي 2015.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس للصحافة والقضاء والحكومة من ألمانيا درس للصحافة والقضاء والحكومة من ألمانيا



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 07:03 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

ولاية البيضاء تكشف تفاصيل دهس شرطي من طرف متهور

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الغولف يتألقون على الملعب الجديد في نادي دبي هيلز

GMT 06:30 2018 الخميس ,31 أيار / مايو

نصائح لتنظيف الأطباق بسرعة وسهولة في رمضان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib