بنكيران يفضح تماسيح القناة الثانية
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

بنكيران يفضح تماسيح القناة الثانية

المغرب اليوم -

بنكيران يفضح تماسيح القناة الثانية

توفيق بو عشرين

27 ماي 2014، افتتحت مقدمة نشرة الظهيرة في القناة الثانية الحديث عن الاتفاقية الإطار التي وقعتها الحكومة مع المكتب الوطني للماء والكهرباء، الذي كان على حافة الإفلاس، بالقول: «أهلا بكم، تماس كهرمائي قد يحرق ويغرق جيوب المستهلكين. زيادة في أسعار الماء والكهرباء ستدخل حيز التنفيذ بدءا من شهر غشت المقبل. زيادة لإنقاذ المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب من أزمة استوجبت دخول الدولة على الخط لتدعم المكتب وتقرر الزيادة»، وانتقلت القناة مباشرة إلى بث ردود فعل مواطنين طرحت عليهم سؤالا حول رأيهم في زيادة أسعار الماء والكهرباء، دون أن يعرفوا شيئا عن هذه الزيادة، ولا الفئات المستهدفة منها، ولا عن توقيتها. كانت الرسالة واضحة.. توجيه غضب الجمهور ضد الزيادة في أسعار الماء والكهرباء دون إعطاء الحكومة فرصة لتوصيل رأيها. إنها حيلة تسمى في أدبيات الدعاية: «الذي يسبق الآخرين إلى الرأي العام يحصل على نقاط تفوق كبيرة، ويجعل الآخرين يتبعونه لتكذيب الإشاعة ولتوضيح موقفهم، وبالتالي يفقدون موقع الهجوم، ويحشرون في موقف الدفاع». هناك مثل أمريكي يعبر عن هذا الأسلوب الدعائي بالقول: «سأسبقك إلى الجمهور، وأقول لهم إن أختك عاهرة، واتبعني بعد ذلك محاولا إقناع الناس بأن ليست لك أخت أصلا».
29 ماي 2014، بعد يومين في النشرة الأولى، تغيرت لهجة القناة الثانية تماما إزاء الاتفاق الذي وقعته الحكومة مع المكتب الوطني للماء والكهرباء، وإليكم ما قالته في النشرة المسائية: «عملية إنقاذ المكتب الوطني للكهرباء والماء رصدت لها الحكومة 45 مليار درهم. مبلغ ضخم ستتحمل منه الدولة والمكتب 70٪‏. الخطة وُصفت بأكبر عملية إنقاذ لمؤسسة عمومية في تاريخ المغرب، وهي خطة ذات بعد استراتيجي وحيوي بالنسبة إلى مستقبل البلاد، من أجل ضمان التناسب الملائم بين سعر الإنتاج وسعر البيع، وقد حرصت الحكومة على استثناء الأسر ذات الدخل المحدود من أي زيادة في الأسعار». وأضافت القناة الثانية: «هذه خطة استباقية كي لا يعاني المواطن المغربي مثلما يعاني المصري واللبناني اليوم مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء. هي أيضا خطط جريئة يجب أن تخرج من دائرة المزايدات السياسية والنقابية. كثيرة هي الملفات التي فرّطنا في معالجتها في حينها، واليوم نؤدي ثمن التماطل والحسابات السياسوية الضيقة، مثل التقاعد وصندوق المقاصة وعجز الميزان التجاري، وغيرها من الأوراش المصيرية التي لو تمت معالجتها منذ سنين، بل ومنذ عقود، ما كنا لنصل إلى حافة الإفلاس».
ماذا وقع حتى تغير موقف القناة الثانية 180 درجة، من وصف اتفاقية الحكومة مع المكتب الوطني للماء والكهرباء بأنها «ستغرق جيوب المستهلكين»، إلى تأكيد أن الاتفاقية الإطار نفسها «تستثني الأسر ذات الدخل المحدود من أي زيادة في الأسعار»؟ ماذا وقع حتى أصبحت الاتفاقية «أكبر عملية إنقاذ في تاريخ المغرب لمؤسسة عمومية، وخطة جريئة يجب أن تخرج من دائرة المزايدات السياسية»، بعد أن كانت، يومين فقط، عبارة عن «تماس كهربائي سيحرق جيوب المستهلكين»؟
الذي وقع، حسب رئيس الحكومة، أن الديوان الملكي تدخل للجم القناة الثانية، وبعث إليها ما يشبه بيان حقيقة تبنته ونشرته لتكفر عن خطئها، بعد أن احتجت الحكومة ورئيسها لدى القصر الملكي، وليس لدى الرئيس المدير العام للقطب العمومي، فيصل العرايشي، أو لدى إدارة القناة الثانية.
بنكيران قال، في اجتماع المجلس الوطني لحزبه، ليؤكد بالملموس أن عمل العفاريت والتماسيح ضده وضد حكومته: «القناة الثانية ماحشماتش نهار للي عملنا الإصلاح ديال المكتب الوطني للماء والكهرباء، وهو إصلاح وطني مستعجل، نهار للي تشجعنا وعملناه، ووضعنا مستقبل الحكومة كلها في كف عفريت، جات هي كاتدير حملة مغرضة وتحريضية للمجتمع باش تلتقي مع العناصر الأخرى ديال الحملة… ولكن الحمد لله جاء التنبيه من القصر الملكي باش يقوليهم راكم تجاوزتو الحدود والخطوط الحمراء». بنكيران قال إن «البيان» حمل «تنويها بعمل الحكومة في شكل بلاغ قراه واحد المذيع في القناة الثانية».
هذه الواقعة تكشف خلاصة مهمة:
القناة الثانية ليست تلفزة عمومية تشتغل بأجندة مهنية ودفاتر تحملات تضعها الحكومة وتراقب الهاكا تنفيذها، بغرض تقديم خدمة عمومية في الإخبار والتثقيف والترفيه، في احترام تام لمعايير مدونة الأخلاق الصحافية.. القناة الثانية أداة سياسية في يد أطراف سياسية تشتغل بها عند اللزوم، مرة ضد الحكومة، ومرة ضد المعارضة، ومرة ضد الأصوات المزعجة لأطراف في الدولة، هي، إذن، مؤسسة «خاصة» تمول من جيوب دافعي الضرائب، ولا أحد يمكن أن يلجمها أو يوقفها عند حدها سوى القصر الملكي، فلا رئيس الحكومة ولا وزير الاتصال ولا مديرة الهاكا يستطيعون إرجاع هذه الآلة إلى جادة الصواب، وهذا الأمر يكشف تعقد هندسة اتخاذ القرار في المغرب، وصعوبة إدارة المؤسسات العمومية وفق برنامج ورؤية المنتخبين من صناديق الاقتراع. الكل كان يعرف أن المكتب الوطني للماء والكهرباء كان على حافة الإفلاس، وأن الدولة كانت تبيع هذه المادة الاستراتيجية مدعومة للفقراء والأغنياء والطبقات الوسطى على حد سواء، وأن شركات عديدة كانت معرضة للإفلاس لأنها تشتغل مع onee الذي أصبح عاجزا عن أداء ديونه للخواص، وأن تحريض الناس على قرار حساس بمعطيات مغلوطة وحس شعبوي في قناة تلفزية رسمية لعب بالنار، ومع ذلك انزلقت إدارة القناة إلى هذا الأمر، وحتى عندما صححت موقفها بعد تدخل من القصر لم تعتذر إلى الحكومة ولا الجمهور، ولم يجر ترتيب أي جزاءات في حق المسؤولين عن هذا الانزلاق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنكيران يفضح تماسيح القناة الثانية بنكيران يفضح تماسيح القناة الثانية



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib