عزاؤنا واحد
منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة
أخر الأخبار

عزاؤنا واحد

المغرب اليوم -

عزاؤنا واحد

بقلم : توفيق بو عشرين

الفرح انقلب إلى جنازة كبيرة، والاحتفاء بالعيد الوطني تحول إلى حزن عالمي صاعد من مدينة نيس السياحية جنوب فرنسا، التي لم تشف بعد من ضربة باريس قبل ثمانية أشهر، وها هي على موعد آخر مع الهمجية… الإرهاب مر من هنا على متن شاحنة تسير بسرعة جنونية على كورنيش، حاصدة 84 قتيلا وعشرات الجرحى، بينهم 50 بين الحياة والموت. الإرهابي المفترض فرنسي من أصل تونسي، يبلغ من العمر31 سنة، خطط لجريمة تحصد أكبر عدد من الأبرياء، وكان له ما خطط له، واحتفى أصدقاؤه في الدولة الإسلامية المزعومة بسقوط عدد كبير من الضحايا من الرجال والنساء والأطفال، وكتب “البرابرة الجدد” على بروفيلاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي عبارة “باقية” على جثامين الأبرياء عنوانا على النكاية، فيما العالم كله أدان العملية، وشجب الإرهاب وترحم على الضحايا، ورفع أكف الدعاء للمجروحين.
نيس فتحت أعينها هذا الصباح على الأرصفة المخضبة بالدماء، وعلى منظر يمزق القلب لعربات الأطفال المهشمة ولعبهم المتناثرة في الشارع. لعب تبكي على طفل قتل، وعربة تقطر دما لرضيع قضى تحت عجلات شاحنة محمد لحويج، الذي تربى وسط الفرنسيين، ودرس في في مدارسهم، وسرق في شوارعهم، وسجن في مؤسساتهم التأهيلية، واختار أن ينتقل باكرا إلى العالم الآخر ويده ملطخة بدماء الأطفال والرضع والأبرياء، فبأي صورة سيلقى ربه؟ وأي صورة يعطي للذين يشاركونه الدين والثقافة أو الاسم أو الهوية؟ الإرهابي اختار المكان السهل للجريمة، والوسيلة الفعالة لقتل أكبر عدد من الضحايا، كما اختار الزمن الأكثر رمزية في فرنسا، يوم الاحتفاء بالعيد الوطني للبلاد.. عيد يؤرخ ليوم فارق في حياة الثورة الفرنسية.. يوم اقتحم الثوار سجن الباستيل الرهيب لتحرير السجناء، وفك قبضة النظام الملكي الحديدية عن المجتمع الفرنسي سنة 1789، عندما سقط السجن في يد الثوار بعد معركة طاحنة مات فيها المئات، سقط معه النظام القديم، وأغلق فصل كامل في تاريخ فرنسا وأوروبا، وفتح فصل آخر مختلف تماما… الإرهابي لحويج تصور أنه بفعلته النكراء سيفسد على الفرنسيين الاحتفاء بيوم الحرية والثورة، والتحرر من أغلال الباستيل وزنازين الباستيل وتعذيب الباستيل، وتصور عقله المختطف ونفسه المشوهة أنه بقتله 100 فرنسي يستطيع أن يدخل مجتمعات حرة إلى سجن باستيل جديد.
هذه هي الريشة التي وقع بها الذئب المنفرد رسالته قي نيس، فسواء كان مرتبطا بداعش تنظيما أو فكريا، فإنه يريد أن يعاقب فرنسا على وقوفها في وجه دولة البغدادي الذي أعلن قبل ثمانية أشهر أن فرنسا على رأس أهدافه مادامت تشارك في الحملة العالمية على دولته. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دعا الفرنسيين إلى التعايش مع الإرهاب، وهي دعوة إلى رفض الخضوع لمنطق الإرهاب وابتزازه، ومنع المجرم من الاستفادة من جريمته، لكن، في المقابل، لابد من طرح السؤال حول كلفة هذا التعايش التي يدفعها، أولا، الضحايا من حياتهم وأمنهم واستقرار عائلاتهم واطمنانهم على أبنائهم. هؤلاء بشر، والحياة عندهم لها قيمة كبيرة أكبر أحيانا من القيمة التي يعطيها أعداؤهم لحيواتهم. بعد الضحايا وعائلاتهم وفكرة التعايش والوئام في المجتمع الفرنسي بين كل أطيافه الدينية والعرقية، يأتي المسلمون الذين يعيشون في فرنسا وعموم أوروبا، والذين يتحولون جميعا إلى مشتبه فيهم غداة كل عمل إرهابي يقع في العالم، حتى وإن كانوا من بين ضحاياه. ملايين المسلمين في أوروبا يقعون ضحايا ردود الفعل غير الحكيمة من الإعلام الجاهل واليمين المتطرف الذي يبحث عن كبش فداء يغرس فيه أنيابه، ويوظفه لحصد الأصوات الانتخابية الغاضبة التي تصب الزيت على النار، وتعالج الإرهاب بالتعصب، والتطرف بالتطرف. الإرهاب أصبح عالميا فيما مكافحته مازالت محلية، الإرهاب صار عابرا للحدود فيما مطاردوه مازالوا يقفون عند الحدود.
الإرهاب صار يحارب في كل الساحات وبكل الأسلحة وبلا قانون ولا أخلاق ولا أعراف، فيما ضحاياه مازالوا لم يصلوا بعد إلى استراتيجية واحدة لمكافحة وتجفيف ينابيعه، وحرمانه من بؤر التوتر والاستبداد، والحرب الأهلية، والدول الفاشلة، والاقتصادات الهشة، والتجارة السوداء، حيث يولد ويكبر ويترعرع ويتقوى ويتسلح ويخطط للدمار قي كل مكان.
عزاؤنا واحد، هكذا نعزي نحن المغاربة في وفاة عزيز أو أفراد من العائلة، فعزاؤنا واحد للفرنسيين، كل الفرنسيين، ودعاؤنا بالشفاء لمن مازال معلقا بين الحياة والموت.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزاؤنا واحد عزاؤنا واحد



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:33 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعتقل "دواعش" خططوا لشنّ هجمات في "رأس السنة"

GMT 16:33 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

منير الحدادي يوضح سبب عدم انضمامه المنتخب المغربي

GMT 08:20 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"شلال الدرمشان" في الرشيدية يُمثّل "منفى اختياري للشباب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib