قرار جريء
منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة
أخر الأخبار

قرار جريء

المغرب اليوم -

قرار جريء

بقلم : توفيق بو عشرين

قرار دبلوماسي جريء، هذا هو الوصف الدقيق للتحرك المغربي باتجاه استعادة مقعد الرباط في الاتحاد الإفريقي، وجعل قمة كيكالي في روندا قمة استثنائية لاستعادة دولة كانت مؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية، التي خرج من رحمها الاتحاد الإفريقي، ولاستعادة بلد له وزنه في القارة السمراء وفي الخريطة الإقليمية والدولية، خاصة في ظل المتغيرات الكبيرة التي عصفت بدول شمال إفريقيا، والتي جعلت من المغرب استثناء عربيا.
منذ ثلاثة أسابيع ووزير الخارجية المغربي يطوف القارة الإفريقية شرقا وغربا، حاملا رسائل ملكية إلى قادة الدول وحكوماتها، ومنذ أسبوعين جاء الرئيس الروندي بول كاغي الذي تستضيف بلاده القمة الإفريقية، بنفسه إلى المغرب من أجل أن يضم صوته إلى أصوات دول إفريقية كثيرة تطالب المغرب بالعودة إلى مقعده الفارغ منذ 1984 عقب اعتراف منظمة الوحدة الإفريقية بالجمهورية الصحراوية المزعومة.
خطاب المستشار الملكي، رضا اكديرة، الذي تلاه في آخر قمة يحضرها المغرب سنة 1984 لم يعد له ما يبرره، كان القرار في حينه “مفهوما”، حتى وإن لم يكن “مناسبا”. كان قرارا الغرض منه إحداث صدمة في بيت منظمة الوحدة الإفريقية، لكن بعد مرور 32 سنة، وبعدما جرت مياه كثيرة تحت كل الجسور في إفريقيا وفي المغرب وفي العالم، لم يعد هناك ما يبرر سياسة المقعد الفارغ، بل صار موقف الانسحاب من الاتحاد الإفريقي مضرا بالمصالح الاستراتيجية الكبرى للدولة المغربية.
اليوم هناك عدة مبررات تسمح بقرار الرجوع إلى الاتحاد الإفريقي، ولو مع وجود جمهورية اللاجئين في الأراضي الجزائرية تجلس على شبه مقعد في الاتحاد الإفريقي. مقعد أهدتها إياه الجزائر لحسابات سياسية ودعائية لا أكثر.. جمهورية لا تتوفر على مقومات الدولة، وأولها السيطرة على الأرض ومراقبة الحدود. “الجمهورية الصحراوية” المزعومة لا يمكن أن تعرقل دبلوماسية المغرب تجاه الأفارقة.
إبعاد البوليساريو عن منظمة الوحدة الإفريقية ممكن بصيغ مختلفة تتراوح بين التجميد والطرد، وهناك سوابق عدة في هذا المجال في منظمات إقليمية، مثل طرد كوبا من منظمة الدول الأمريكية، وطرد سوريا من جامعة الدول العربية، لكن هذا القرار لن يتم والمغرب خارج البيت الإفريقي. هذا قرار يحتاج إلى عمل وجهد وإقناع ونسج تحالفات مع الدول الصديقة وغير الصديقة، لكن ليس هذا هو المبرر الأول لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. المبرر رقم واحد هو استعادة الكرسي الفارغ في اتحاد يكبر دوره وتأثيره كل يوم في القارة الإفريقية وفي السياسة العالمية. اليوم الاتحاد الإفريقي صار مخاطبا معتمدا وقويا للصين (المنتدى الصيني الإفريقي)، وللاتحاد الأوربي ولليابان وللأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية… لقد رأينا كيف تتحرك الآلة الدبلوماسية الجزائرية في كل مرة لإبطال دعوة المغرب إلى المنتدى الصيني الإفريقي على سبيل المثال، وكيف تلجأ الصين إلى تنظيم لقاءين متوازيين حتى يحضر المغرب الذي يعرف الجميع أن دوره مطلوب في إفريقيا، وأن مكانته من النوع الذي لا يمكن تجاوزه، ونعرف جميعا كيف تحرض الجزائر وأصدقاؤها مدام زوما للتدخل في نزاع الصحراء رغم وجوده في مقر الأمم المتحدة، لو كنا جزءا من الجهاز السياسي والبيروقراطي للاتحاد الإفريقي لما سمحنا للجزائر بهذه المناورات.
الاتحاد الإفريقي اليوم لصبح أكثر قوة من منظمة الوحدة الإفريقية التي غادرناها قبل 32 سنة غاضبين. منذ تغيير ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية سنة 2001، اتسع تأثير الاتحاد الإفريقي في شؤون القارة السمراء، فالاتحاد موجود الآن في نزاعات عدة بشراكة مع الأمم المتحدة، موجود في مالي ودارفور وبورندي وغيرها من بؤر التوتر، والأمم المتحدة تشاوره باستمرار في شؤون القارة السمراء، وهو يتنظم ويتهيكل كل سنة، وطموحه أن يسير على طريق الاتحاد الأوربي، لهذا سينشئ الاتحاد الإفريقي قريبا المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان بعدما صادقت دوله على الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان… وهناك مؤسسات أخرى اقتصادية وإنسانية وقانونية في الطريق، ولهذا لا يمكن أن يبقى المغرب بعيدا عن هذه الدينامية، وإذا قبل أن يكون خارجها فلن تقبل هي البقاء خارج التأثير فيه وفي قضاياه، وأولها نزاع الصحراء.
لقد أعطت دولة جنوب إفريقيا دفعة سياسية ودبلوماسية قوية للاتحاد الإفريقي بعدما هزمت نظام الميز العنصري فيها، وبعد صعود الراحل نيلسون مانديلا إلى رئاستها، وهو الرمز العالمي الذي تحترمه جميع الدول، وقد كانت للاتحاد مواقف مشرفة من الانقلابات العسكرية في القارة السمراء، آخرها الموقف القوي من انقلاب السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث عمد الاتحاد الإفريقي إلى تجميد عضوية مصر في الاتحاد.
لهذه الاعتبارات، وغيرها، فإن رجوع المغرب إلى البيت الإفريقي مهم وضروري، وسيسمح، من جهة، للمشروع الإفريقي لمحمد السادس بأن يتنفس في رئة أكبر من رئة الدول الفرانكفونية، ومن جهة أخرى، ستسمح عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لأصدقائه الكثيرين وسط 52 دولة المشكلة للاتحاد، بأن يدافعوا عن وجهة نظره، بأن يستفيدوا من موقعه العربي والإسلامي والأوربي، وأن يستفيدوا من تجربة دولة نشيطة في مكافحة الإرهاب -آفة العصر- وأن يجدوا مصالح مشتركة بين أبناء القارة الواحدة.
هذا أفضل وقت للعودة إلى الاتحاد الإفريقي، وأعداؤنا يمرون من أسوأ حالاتهم، وتأثيرهم على القارة الإفريقية يضعف مع نزول أسعار النفط واحتدام الصراع على خلافة رئيس مريض في بلد مريض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار جريء قرار جريء



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:33 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعتقل "دواعش" خططوا لشنّ هجمات في "رأس السنة"

GMT 16:33 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

منير الحدادي يوضح سبب عدم انضمامه المنتخب المغربي

GMT 08:20 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"شلال الدرمشان" في الرشيدية يُمثّل "منفى اختياري للشباب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib