حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية
شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا
أخر الأخبار

حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية

المغرب اليوم -

حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية

بقلم - توفيق بو عشرين

يعرف الإنسان العادي، وحتى الشخص متوسط الذكاء، أن المشاكل لا تحل نفسها بنفسها، وأن مرور الزمن يعقد المشاكل، في غالب الأحيان، ولا يحلها، وأن مقولة «كم حاجة قضيناها بتركها» مقولة خاطئة تماما، وتخفي خلفها العجز ونكران الواقع، لكن، ما رأيكم أن الدولة عندنا لا تؤمن بكل هذه الحقائق، وترى المشاكل أمامها، وحتى الأزمات، فتهرب منها، وتتركها للوقت، أو للقدر، أو للسماء، أو لعباد الله غير القادرين على حلها، وعندما تقع الفأس في الرأس، تصرخ وتولول وتقول: ماذا جرى؟ ومن أنتم… تريدون دليلا على هذا الكلام؟ إليكم أكثر من واحد.
قبل 20 سنة أقفلت الدولة مناجم جرادة، لأن تلك المناجم لم تعد مربحة، وأصبحت كلفة استخراج الفحم الحجري من باطن الأرض أكبر من عائداته، فقررت الحكومة إغلاق الشركة، التي كانت هي عصب النشاط الاقتصادي في المدينة المنجمية، وذهبت الدولة لتنام في الرباط قريرة العين، لأنها حلت مشكلة توازن الشركة المالي، ولم تفكر إطلاقا في إيجاد بديل اقتصادي يضمن عيش آلاف الأسر، التي كانت تأكل من وراء استخراج الفحم الحجري من تحت الأرض. اكتفت الدولة بصرف تعويضات رمزية للعمال المرضى، وأغلقت هذا الملف، فماذا جرى؟ بدأ الناس، بقلة حيلتهم، يبحثون عن بديل، ولو كان خطيرا، فالموت ليس أخطر من الجوع، والإهانة أفظع من الحياة بلا كرامة. بدأ شباب جرادة في النزول إلى الأرض دون معدات ودون خبرة، ودون إجراءات السلامة، لاستخراج الشاربون من الساندريات وبيعه في السوق السوداء، وهنا بدأت دراما أخرى، وهي موت الشباب اختناقا تحت الأرض… مات الأول والثاني والثالث، وبدأ عداد القتلى يدور دون توقف، والدولة والحكومة تتفرجان، ولا تفكران حتى في إيجاد حل، مادام الناس في جرادة يدفنون موتاهم ويكفكفون دموعهم، ويعودون إلى منازلهم في انتظار جنازة أخرى، حتى جاء اليوم الذي وصل فيه صبر الناس إلى نهايته، وشعروا بأنهم قوم منسيون في هذه القطعة الجغرافية المهملة، فخرجوا كبارا وصغارا، أطفالا وشيوخا، رجالا ونساء، في مسيرات حاشدة يطالبون فيها ببديل اقتصادي، أي بقطعة من الخبز. وحتى لا يتهمهم وزير الداخلية، مرة أخرى، بالانفصال أو العمالة أو العنف، رفعوا أعلام البلاد وصور الملك، ونظموا أنفسهم في مسيرات سلمية دون خطاب سياسي، ولا شعارات غاضبة، فماذا كانت النتيجة؟ جاء عندهم الوزير «الغماق»، المدعو قيد وزارته عزيز الرباح، وبدأ يفلسف العجز، ويطلب من الناس أن يفكروا مع الحكومة في حل لهذا الوضع المزري، وقال، في آخر استجواب صحافي معه في تلفزة طنجة: “بصراحة، ليس لدينا تصور واضح عن البديل للمناجم في جرادة، وطيلة 20 سنة لم يتضح بعد هذا البديل”.
منذ 20 سنة لم يفكر وزير ولا عامل ولا والٍ ولا وكالة ولا مجلس بلدي في بديل لعيش 40 ألف مواطن يموتون بالتقسيط في حفرة مهجورة.. ما اسم هذا؟
إليكم مثالا ثانيا عن استقالة الدولة من مهامها الاقتصادية والاجتماعية (نقول هنا الدولة وليس فقط الحكومة أو الهيئات المنتخبة، لأن السلطة الحقيقية لا توجد في يد الحكومة ولا في يد المجالس المنتخبة، وإن كانت المسؤولية مشتركة بين الجميع). منذ 2008، نزلت تحويلات المهاجرين الريفيين إلى الحسيمة بفعل الأزمة الاقتصادية الخانقة في أوروبا، وتزامن هذا الشح الكبير في التحويلات من الخارج إلى الأهل في الريف، مع جهود الدولة الحثيثة لتقليص مساحة زراعة الكيف، ومحاربة صناعة المخدرات وتسويقها وتصديرها إلى أوروبا، وكلها أنشطة كانت تدر مليارات الدراهم على المنطقة التي تعيش بفلاحة معاشية صغيرة، وصيد أسماك متذبذب، دون صناعة ولا تجارة ولا خدمات ولا بنيات تحتية تشجع الاستثمار على الاستقرار في المنطقة… وطيلة عشر سنوات، كانت الأزمة تطبخ على نار هادئة، والدولة مخدرة تماما، رغم أنها ترى نزول التحويلات من الخارج للمنطقة التي يعيش بها آلاف السكان، وتلحظ نزول عائدات المخدرات التي تحرك عجلة الاقتصاد.. لم تفكر الدولة في إيجاد بديل اقتصادي لمنطقة فيها كل المواد القابلة للاشتعال، حتى قتل تاجر سمك في شاحنة أزبال في أكتوبر 2016، فاندلعت انتفاضة الريف التي لم تهدأ إلى الآن، والمتهمون الـ400 رهن الاعتقال، منهم من حكم عليه ومنهم من ينتظر. كل المؤشرات كانت تقول إن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما كان عليه، وإن الهدوء الذي كان باديا على ملامح الريفيين كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، لكن لا أحد دق ناقوس الخطر، فالدولة كانت مشغولة بهندسة الانتخابات، والسلطة كان هاجسها هو ارتفاع أسهم بنكيران في بورصة السياسة، وليس نزول أسهم المواطنين في بورصة الكرامة.
مرة، سئل العبقري ألبرت أينشتاين: ما هي المسألة التي لم تجد لها حلا طوال مسارك العلمي الناجح؟ فقال صاحب نظرية النسبية: “مسألة واحدة لم أفهمها إلى الآن، وهي أن بعض البشر يقوم بالأفعال نفسها، في الظروف نفسها، وبالعوامل نفسها، وينتظر كل مرة نتائج مختلفة… هذه معضلة لم أفهمها”.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية حتى أينشتاين لا يفهم الدولة المغربية



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib