الدولة المريضة
السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الدولة المريضة

المغرب اليوم -

الدولة المريضة

بقلم : توفيق بو عشرين

«بلادنا مريضة، وشعبنا غاضب، والفرنسي يعاني»… بهذه الجملة لخص السياسي المخضرم، ألان جوبي، الوضع الراهن في فرنسا، معلنا أنه لن يكون الخطة باء في السباق نحو الرئاسة الفرنسية في أبريل المقبل. وقال جوبي، بنبرة شجاعة ومنطق رجل دولة: «أنا لا أستجيب لانتظارات الفرنسيين الذين يطلبون جيلا جديدا لمباشرة التغيير، وسياسيين لا يوجد في ماضيهم حكم قضائي أو شبهة أخلاقية، لهذا، أنا لن أعرض سمعتي للخطر، ولن أعوض فيون الذي يواجه متاعب حقيقية في الرحلة إلى قصر الإليزيه».

على بعد 48 يوما فقط من فتح صناديق الاقتراع، ليس أمام فرنسا مرشح قوي قادر على جمع الشتات، سواء في اليمين الذي يعاني فيه فرانسوا فيون تبعات فضيحة توظيف زوجته وأبنائه في مناصب وهمية، أو في اليسار، حيث فضل فرنسوا هولاند الهروب من المحاسبة، وعدم الترشح لولاية ثانية، ولهذا، هناك خطر حقيقي يتمثل في ألا يجد مرشحا الحزبين الكبيرين (الحزب الاشتراكي الفرنسي وحزب التجمع من أجل الجمهورية) مكانيهما في الدور الثاني للانتخابات الفرنسية، حيث تعطي استطلاعات الرأي التقدم لمارين لوبان، عن اليمين المتطرف، وإيمانويل ماكرون المرشح المستقل.

فيون مازال يعاند، وهو يعتقد أن باستطاعته أن يتخطى الفضيحة التي فجرتها «البطة العرجاء» في وجهه، وأن اعتذاره عما فعل سيلقى قلوبا رحيمة لدى الفرنسيين، الذين تحمس جزء كبير منهم لبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي. أما خصومه فيعتقدون أن مرشحا قويا للرئاسة لا يمكن أن يقضي الوقت موزعا بين الكوميسارية للجواب عن أسئلة المحققين القضائيين، الذين يبحثون تحت جلد المرشح عن خيوط فضيحة المناصب الوهمية، وحضور التجمعات الانتخابية، ومواجهة الخصوم، وأن فيون لم يعد قادرا على حمل مشعل الدفاع عن برنامجه، وأنه بتشبثه بالترشح للرئاسيات إنما يسكب الماء في طاحونة اليمين المتطرف، الذي سيخرج منتصرا من هذا السباق الفريد في كل تاريخ الجمهورية الخامسة بفرنسا.

اليمين له برنامج وليس له مرشح، واليسار له مرشح وليس له برنامج، واليمين المتطرف له خطاب شعبوي وليست لديه حلول للمشاكل، والمرشح المستقل له قدرة على التواصل وليس لديه حزب يسانده أو يحكم معه في حال فوزه، واليسار الراديكالي ليست لديه حظوظ ليصل إلى الدور الثاني. هكذا يبدو المشهد الانتخابي الفرنسي من فوق، وهو ليس استثناء من الأزمة العميقة التي تضرب الدول الأوروبية كافة، ونرى آثارها على جلد القارة العجوز، حيث تنهار الأحزاب التقليدية ويصعد اليمين المتعصب، وتنتعش الشعبوية، ويفقد الناس الثقة في السياسيين، ويفقد السياسيون القدرة على ابتكار حلول جديدة للمشاكل القديمة والجديدة، فاقتصاد السوق له وجهان، أبيض وأسود، والعولمة تعرف كثافة في الإنتاج المادي والرمزي، وسوءا في التوزيع، أما الإرهاب، فإنه يخلط الأوراق، ويعطل العقل، ويسمح للغرائز بأن تكون لها الكلمة الفصل، والنتيجة أن البرنامج الانتخابي النموذجي اليوم في أوروبا وأمريكا هو الذي يلعب على الخوف، ويمتطي ظهور المهاجرين والمسلمين، ويتوسل بالأزمة الاقتصادية لبيع الحلول السهلة للمشاكل المعقدة. هذا هو درس البريكسيت، وبعده صعود ترامب في واشنطن واليمين المتطرف في كل أوروبا، والآن جاء الدور على فرنسا لتشرب من الكأس نفسها.

الديمقراطية مثل العقار تمرض لكنها لا تموت، والديمقراطية اليوم في معاقلها التقليدية مريضة، ولم تجد بعد دواء لعلاج أمراضها الكثيرة، مثل مرض «ضعف التمثيلية» التي تتقلص يوما بعد آخر بسبب العزوف المتزايد عن المشاركة في الانتخابات والاستفتاءات، ومثل مرض «فقدان الثقة» في النخب السياسية التي أصبحت متهمة بكونها عصابة من ذوي المصالح الذاتية في اليمين كما في اليسار، ومثل مرض العنصرية وكراهية الأجانب، الذي انتشر بين أفراد المجتمعات الأوروبية والأمريكية الأقل دخلا والأقل تعلما، حيث إن الانفتاح والعولمة وغياب الحدود… كل هذه التحولات العميقة لم تواكبها ثقافة جماهيرية تعطي الوطنية معنى جديدا، والقومية بعدا جديدا، والتعددية الدينية والعرقية واللغوية والثقافية مشروعية قوية ومتجددة. هذا ما يجعل المواطن الأبيض، مثلا، في ألمانيا أو فرنسا أو إنجلترا أو هولندا، يحمل المهاجر مسؤولية عدم حصوله على منصب شغل، ويعلق فوق ظهور كل المسلمين يافطة الإرهاب عندما تضرب داعش أو القاعدة، ويطالب برجوع عملته، ورموز قوميته، وحراس حدوده، وجمارك بلاده التي قضمها الاتحاد الأوروبي، حتى إن بروكسيل، عاصمة الاتحاد، صارت أكثر مدينة مكروهة في أوروبا، وأضحت شماعة يعلق عليها الشعبويون كل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية.

فرنسا مريضة فمن يداويها..     

المصدر : جريدة اليوم 24       

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولة المريضة الدولة المريضة



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:08 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
المغرب اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

إليك كيفية وضع المكياج الخفيف للمحجبات

GMT 00:07 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

صحافة التشهير لا تواجه بالتشهير

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

فوائد الجوافة في تجنب التهابات المعدة

GMT 14:31 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة المغربية سلمى رشيد وهيثم مفتاح يقفزان من السماء

GMT 00:44 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

شواطئ ساحرة حول العالم لعطلات الصيف

GMT 10:11 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يحيط منزله بسور مصنوع من هواتف (آيفون)

GMT 11:07 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ترسيم الحدود البحرية يعترض صفقة عسكرية بين المغرب وإسبانيا

GMT 12:15 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بدر هاري بعد نزال القرن أظهرت للعالم أنني مازلت الأقوى

GMT 16:08 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنزاجي يعلن تشكيل لاتسيو أمام يوفنتوس في السوبر

GMT 18:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ضابط شرطة يفارق الحياة في طريقه لصلاة الفجر في بني ملال

GMT 10:52 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

القضاء الأسترالي يقول كلمته بعد اغتصاب وقتل فتاة عربية

GMT 21:52 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نورا أريسيان توقع "تقاليد الفقراء" في معرض الكتاب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib