لا تعبثوا مع المدرسة
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

لا تعبثوا مع المدرسة

المغرب اليوم -

لا تعبثوا مع المدرسة

بقلم - توفيق بو عشرين

توقفت أعصاب سعد الدين العثماني عن تحمل التوتر العالي الذي يحيط به في المشور السعيد وفي حي الليمون، وأصبح الغضب يلازم رئيس الحكومة أغلب الأوقات، وهذا طبيعي لأن الطبيب النفسي، مهما كان طبعه هادئا، فإن الأمواج الهادرة من حوله والألغام الكثيرة تحت حذائه، تخرجه عن طوره، والمشكل أن لا أحد يستطيع مساعدته لأنه هو نفسه لا يساعد حاله.

يوم الخميس، جمع العثماني الأمانة العامة لحزبه وبعض البرلمانيين وأعضاء من شبيبة المصباح، وحاول أن يُطفئ النيران التي اندلعت في محيطه، بعد إعلان القانون الإطار حول إصلاح التعليم، الذي بدأت الحكومة تدرسه استعدادا لنقله إلى المجلس الوزاري للمصادقة عليه، ومن ثمة دفعه إلى البرلمان… العثماني بدا متوترا، ومنع حزبه من مناقشة الاختيارات السياسية الموجودة خلف القانون الإطار، وطلب من المتدخلين من أبناء حزبه مقترحات تقنية! فهو لا يريد أن يسمع خطاب «ضرب المجانية في التعليم سيضرب ما تبقى من شعبية الحزب»، ولا يريد أن يسمع من يسأل عن «سبب تأخر التعديل الحكومي»، ولا يريد سماع صوت يقول: «هل من الصواب أن تناقش الحكومة أهم قانون هذه السنة في غياب الوزير المعني؟».

العثماني يتصرف كتقنوقراطي ينفذ التعليمات، ومادام القانون الإطار جاء من المستشار الملكي عمر عزيمان، ومادامت خطة إصلاح التعليم في عشرية 2015/2025 قد حظيت بموافقة الملك، فما على الحكومة إلا تنفيذها بالنقطة والفاصلة… هذا هو سعد الدين العثماني، وهذه هي خريطة طريق العدالة والتنمية في نسخته الجديدة.

لماذا أثيرت كل هذه العواصف حول نقطة واحدة من القانون الإطار حول إصلاح التعليم، وهي المتعلقة بمراجعة المجانية المطلقة في قطاع التعليم العمومي، والتي ينظر إليها الكثيرون كمكسب طبقي لا يجوز التفريط فيه مهما كانت المبررات؟ التعليم جرح مفتوح منذ عقود في الجسد المغربي، وكل الوصفات التي وضعت لعلاجه فشلت، بما في ذلك ميثاق بلفقيه 1999/2009، وبما في ذلك البرنامج الاستعجالي الذي صرفت عليه الدولة 40 مليار درهم، وبما في ذلك كل البريكولاج الذي تم إلى حد الآن. التعليم يمتص ربع الميزانية، والنتيجة كارثية يعرفها العام والخاص.

المدرسة العمومية توقفت عن أداء وظائفها على كل الأصعدة. هل تحتاج الدولة إلى موارد مالية جديدة للنهوض بقطاع التعليم، خاصة الجامعي الذي دخل إلى نفق مسدود؟ الجواب هو نعم، لكن ليس المال وحده هو المطلوب لإعادة إحياء التعليم. المطلوب أيضا حكومة قوية تدافع عن إصلاحات صعبة وغير شعبية، لكنها مطلوبة، ووزير كفء بصلاحيات واسعة، وخطة لإعادة تكوين إطار المدرسين الذين أصبحوا حجرا في حذاء المدرسة العمومية.

إصلاح التعليم في حاجة أيضا إلى استراتيجية لفرض الانضباط في المدارس والأقسام، واستعادة هيبة العملية التربوية وما حولها، ودفتر تعاقد مع الأسر التي تدفع أبناءها إلى المدرسة، وتعتبر أن الأمر انتهى، علاوة على الانفتاح على المناهج الحديثة في التعليم، وتنويع العرض التربوي بين نظري وعملي، مع شبكات للتقييم موضوعية وعلمية تتحرك كل سنتين أو ثلاث… أما موضوع رفع المجانية عن التعليم تدريجيا، فهذا أمر لن يحل المشكلة، بل سيسقط التعليم العمومي في مشاكل كثيرة أخرى، حيث سيصير مبنيا على الأداء وليس على الاستحقاق، مع استثناءات قليلة سيعفى فيها بعض أبناء الفقراء، لكي نفرغ جيوب الطبقات الوسطى مما تبقى فيها من مال، إن بقي فيها شيء.

لن نخترع العجلة مرة أخرى، أمامنا التجارب الناجحة والفاشلة حول العالم في تعليم لا مجانية فيه، خذ مثلا بريطانيا، حيث التعليم العالي بالأداء للفقراء والأغنياء، وكل جامعة أو معهد بثمن، وبشروط علمية للولوج، ماذا يفعل الإنجليز؟ يدفعون الطلبة إلى تمويل دراستهم في الجامعات والمعاهد عن طريق قروض للدراسة، يؤدون بها ثمن أقساط الجامعة، ويرجعونها إلى البنك بضمانة الدولة بعد سنوات من اشتغالهم، وبنسبة فائدة ضعيفة جدا، وعلى دفعات طويلة، بشرط أن يتجاوز راتبهم بعد العمل قدرا معينا. ليس هذا فحسب، بل تعمد الدولة إلى صرف منح متفاوتة للطلبة من أجل السكن والأكل حسب مدخول العائلة، وحتى لا ترهق الأسر، فيصبح الطالب يدرس بقرض، ويعيش بمنحة، فيما عائلته لا تصرف عليه إلا القليل حسب مستواها المادي. فوق ذلك التعليم مبرمج على سوق الشغل، والدولة تنوع برامج التكوين وإعادة التكوين والتأهيل لولوج عالم الشغل.

إذا كانت الحكومة ستخصص نظاما للقروض للطلبة لتمويل رسوم الدراسة في كلية الطب أو الهندسة أو الاقتصاد أو الحقوق أو الآداب أو الإعلام، ثم تصرف لهم منحة محترمة للعيش، ثم تضمن الجودة وفرصا حقيقية لولوج سوق الشغل، فمرحبا بإزالة المجانية، لكن بشرط أن تقوم الدولة بواجبها «قم أو طلق»، كما يقول قانون الزواج غير المكتوب، أما أن يرفع القانون الإطار المجانية عن التعليم الثانوي والعالي دون بدائل لتمويل الرسوم، ودون جهد لمواءمة الشهادات مع سوق الشغل، فهذا إجهاز على ما تبقى من فرص للارتقاء الاجتماعي يوفرها نظام التدريس المجاني، على علاته.

رجاء احذفوا عبارة «الأسر الميسورة» من مشروع القانون الإطار، فهذه الأسر قليلة العدد في المغرب، ولا ترى بالعين المجردة، وأبناء الميسورين لا يزاحمون الفقراء في مدارس الدولة ولا في جامعاتها، في بلاد يوجد بها 12 مليون فقير، و40% من البطالة في صفوف الشباب المتعلم، حتى الأسر الميسورة لا تبقى ميسورة، لأنها تقتسم ما عندها مع الفقراء من ذويها، في ما يسمى «نفاقا» التضامن الاجتماعي. انتبهوا.. الإصلاح الجزئي يقود إلى الفساد الكلي، والذي لا يرى من المشكلة إلا نصفها، يسقط في النصف الآخ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تعبثوا مع المدرسة لا تعبثوا مع المدرسة



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود

GMT 13:23 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات آيفون 5S بتقنية 4G في المغرب

GMT 02:09 2015 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

الحكم على المتطرف عبد الرؤوف الشايب بالحبس خمسة أعوام

GMT 04:33 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبون مغاربة فوتوا قطار كأس العالم بسبب قرار خاطئ

GMT 02:23 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيماء مرسي تؤكّد أهمية اتّباع إتيكيت مواقع التواصل الاجتماعي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib