لأي شيء تصلح البرامج الانتخابية
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

لأي شيء تصلح البرامج الانتخابية

المغرب اليوم -

لأي شيء تصلح البرامج الانتخابية

بقلم : توفيق بو عشرين

الذي يقرأ التوجهات الكبرى لمشروع القانون المالي لسنة 2017، كما صادق عليها المجلس الوزاري الأخير بطنجة، يفهم أن الانتخابات التشريعية، التي ارتفعت حرارة حملتها، تجري حول السياسة لا الاقتصاد، بين الأحزاب وليس الاختيارات، بين الأشخاص وليس حول البرامج، لأن الدولة لها برامجها وأوراشها واختياراتها وأولوياتها، وهي لا تنتظر نتائج الفرز، ولا شكل أو لون الحزب الذي سيفوز يوم الجمعة المقبل لكي تتحرك عجلتها.

أولوية الدولة، اليوم وغدا، هي الاهتمام بالصناعة والتصدير لتدارك عجز الميزانية، وخلق فرص شغل أكثر، وتنويع موارد الاقتصاد، وعدم بقاء البلاد رهينة التساقطات المطرية، ولاقتصاد الخدمات المعاق، وللسياحة المتعثرة. هذه أهداف جميلة على الفايس، لكن السؤال الكبير هو: كيف يخلق المغرب بيئة ملائمة لميلاد صناعات حديثة ومتطورة، وعدم الاقتصار على الصناعات الخفيفة والصناعات التركيبية التي لا تخلق قيمة مضافة كبيرة، ولا توطن التقنيات والتكنولوجيات الحديثة المعقدة؟

إلى الآن، صناعات السيارات، مثلا، مقتصرة على التركيب، وهذا لا يحتاج إلى عقول بل إلى عضلات، ولا يحتاج إلى بحث علمي بل إلى يد عاملة رخيصة. ما يجلب بعض الشركات العملاقة إلى بلادنا هو الحوافز والامتيازات التي تمنحها الدولة، والأجور الزهيدة التي يتقاضاها العمال، أما البلاد فتعاني جامعاتها من العقم، وبحثها العلمي من اليتم، ومناخها الاستثماري من عقد إدارية وقانونية بلا حصر.

في مجال الطاقة، هناك الورش الملكي المفتوح للانتقال إلى المصادر البديلة (الطاقة الشمسية والريحية)، دون وجود تقييم علمي ونقاش عمومي لهذا الاختيار الاستراتيجي، لا وسط الحكومة ولا وسط المجتمع.

في مجال الفلاحة، مازالت الدولة تراهن على المخطط الأخضر، وتصرف له 7 إلى 8 مليارات درهم في السنة، دون أي تقييم موضوعي لحصيلته ولنتائجه، ولما حققه وما لم يحققه. هنا تكفي ضمانة شخص الوزير عزيز أخنوش الذي يعتبر المشروع شبه مقدس، ولا يجوز لأحد أن يقترب منه، سواء في الصحافة أو البرلمان أو حتى في المجلس الحكومي.

في مجال الأولويات، هناك إصلاح التعليم، لكن القانون المالي يعتبر أن توصيات مجلس المستشار الملكي عزيمان هي «الخلاص الوحيد» لأزمة التعليم، مع أن وصفات سابقة كان وراءها المستشار الراحل مزيان بلفقيه انتهت إلى كارثة، وبعدها المخطط الاستعجالي لخشيشن انتهى إلى فشل محقق استهلك المليارات من الدراهم.

في ما يتعلق بالاستثمار، تعهدت الحكومة المنتهية ولايتها بإضافة مليار درهم زيادة للاستثمار العمومي، ليصبح 190 مليار درهم، وهو رقم كبير، ومن شأنه أن ينشط سوق الشغل في القطاع الخاص، وأن ينعش المقاولات الخاصة التي تشتغل مع الدولة، وأن يسد بعض الخصاص في البنيات التحتية، لو كانت في المغرب هيئة حكامة تشرف على هذا الغلاف الضخم من الاستثمار العمومي، وتحصِّنُه من الفساد والزبونية والارتجال وعدم الالتقائية، وتوفر شبكة لتقييم انعكاسات هذا الاستثمار الضخم على نسبة النمو وعلى سوق الشغل وعلى نوعية الخدمات، لكن، وحيث إن هذا المبلغ الكبير موزع بين وزارات لا تستطيع أن تصرفه كله، أو لا تعرف كيف توجهه إلى حيث يجب أن يصرف، ومؤسسات عمومية تشتغل باستقلال تام عن الحكومة، وتخدم مصالح جهات أخرى يرجع لها الفضل في وضع مديريها حيث هم، فإن نسبة كبيرة من هذا الاستثمار تضيع، ولا تنتج ما هو منتظر منها وفق المعايير الدقيقة التي تضعها الدول المتقدمة أهدافا للاستثمار العمومي.

في ما يخص إخراج العالم القروي من عزلته وتهميشه وفقره، يحيل مشروع القانون المالي على التعليمات الملكية المتعلقة بتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي، بوضع مخططات عمل جهوية مندمجة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل منطقة ومواردها والصعوبات التنموية، وهذا، طبعا، دون مراجعة قرار جعل الأمر بالصرف في صندوق تنمية العالم القروي في يد وزير الفلاحة، وكتيبة الولاة والعمال البعيدين كل البعد عن منطق التنمية والحكامة، ودون الاستفادة من محدودية نتائج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي وضعت في حجر وزارة الداخلية، ثم انتهت إلى ما هي عليه الآن من عمل إحساني محدود، وتوظيف سياسي غير محدود.

في موضوع الجهوية، يقول مشروع القانون المالي: «مواصلة تنزيل الجهوية من خلال تركيز الجهود على وضع مخطط استراتيجي للتحويل التدريجي للاختصاصات نحو الجهات، ورفع حصة الجهات من الضريبة على الدخل والضريبة على الشركات من 2 في المائة إلى 3 في المائة، تضاف إليها اعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة تقدر بـ2 مليار درهم». هذه أكبر نكتة في القانون المالي وفي الخطاب الرسمي للحكومة والدولة.. «الجهوية المتقدمة» التي يمنع فيها الوالي ممثل السكان من حضور نشاط ملكي.. الجهوية التي يضع فيها الولاة والعمال اليد على اختصاصات مجلس البلديات.. الجهوية المتقدمة التي لم يتقاضَ فيها رؤساء الجهات رواتبهم إلى الآن بعد سنة من انتخابهم، ولم تفعل بعد النصوص التنظيمية الخاصة بهم. هل هذه جهوية متقدمة بالله عليكم؟

هذه أمثلة فقط عن ضيق هامش الحركة أمام الحكومات، سواء كانت ملتحية أو حليقة. البلاد محتاجة إلى إعادة تدقيق صلاحيات عمل الحكومة ورئيسها، دون أن يضطر إلى الدخول في مفاوضات شاقة وحروب سياسية كل يوم مع مراكز قرار عدة في المغرب. البلاد بحاجة إلى إصلاح عميق للدولة يجعل الإدارة تحت سلطة الحكومة، والسياسة في خدمة المواطن، والقرار تحت سلطة المحاسبة، والاختيار نابعا من صندوق الاقتراع، والمال تحت أعين الرقابة المؤسساتية والقضائية… هذا هو البرنامج الحقيقي لأي حزب يريد للبلاد أن تتقدم، وأن تقطع مع التخلف الذي تجره خلفها منذ قرون، والذي مازال يتفاقم كل يوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأي شيء تصلح البرامج الانتخابية لأي شيء تصلح البرامج الانتخابية



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 14:26 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مولودية الجزائر تتأهل لثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال

GMT 08:48 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

عبايات سعودية ولفات حجاب جديدة للسمراوات

GMT 19:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

محمد مديحي مدربا للمغرب الرياضي الفاسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib