الأخطاء التسعة في تدبير حراك الريف
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

الأخطاء التسعة في تدبير حراك الريف

المغرب اليوم -

الأخطاء التسعة في تدبير حراك الريف

بقلم : توفيق بو عشرين

«سيتكوم» واحد يشد انتباه المغاربة حول طاولة الإفطار في رمضان هذا العام.. حراك الريف، وعودة حرارة الاحتجاجات إلى مدن كثيرة. الفقراء، كما الأغنياء، قلقون، وبعضهم خائف على البلد من مخاطر الانزلاق إلى الفوضى، لكن الجميع يستغرب حجم الأخطاء التي ارتكبتها الدولة، ولاتزال، في تدبير ثاني أخطر أزمة يعرفها المغرب بعد حراك 20 فبراير، الذي زار المملكة قبل ست سنوات… إليكم جرد أولي لهذه الأخطاء الكارثية التي وقعت في الأشهر الأخيرة.

1- جرى إهمال جرح الريف لستة أشهر كاملة، حتى تقيح وأصبح جسده يحتاج إلى عملية جراحية معقدة. كانت السلطة لأشهر مشغولة بالإعداد لإزاحة بنكيران من المسرح السياسي لأنه أصبح زعيما في بلاد لا تطيق الزعماء، في الوقت الذي كان الزفزافي يهيئ طاجين الاحتجاجات على نار هادئة، ولم تستوعب السلطة حجم ما يجري حتى خرج عشرات الآلاف إلى الشارع في الحسيمة، وتبعتهم 30 مدينة تتضامن وتؤيد الحراك الاجتماعي في الريف.

2- أبعدت الدولة الحكومة والأحزاب عن إدارة الأزمة، وكلفت بها حصريا وزارة الداخلية (داوني بالتي كانت هي الداء)، ظنا منها أن السياسة لا مكان لها في إدارة أزمة بسيطة سيتم علاجها بعصي الأمن وأحكام القضاء، وظنت السلطة أن الأمور ستعود إلى سابق عهدها. نحن، إذن، أمام سوء تقدير مبني على نقص في المعلومات أو جهل بالواقع.

3- لما أحست الدولة بأن بقعة الزيت تتمدد إلى خارج الريف، منذرة بربيع اجتماعي جديد يسائل فيه المحتجون المسؤولين عن الحصيلة الكارثية لتدبير الشأن العام.. فقط لما أحست الدولة بالخطر، بعثت سبعة وزراء إلى الحسيمة يقودهم وزير الداخلية المثير للجدل، وعوض أن يقدم هؤلاء الوزراء، الذين لم يسبق للناس أن تبركوا بوجوههم في هذه المنطقة، حلولا عملية والتزامات مدققة، قال حصاد، وزير الداخلية في التعليم: «إنني أنوي بناء نواة جامعية في الحسيمة لكني لا أتوفر على الأرض»! أما أخنوش فإنه نزل إلى الميناء ليجمع مطالب الناس، فقال له سعيد الصياد: «ماعندي بو لوقت».. هذا هو حال زعيم المرحلة الذي تهيئه الدولة لتسلم مشعل الحكومة مكان بنكيران والعثماني.

4- في الوقت الذي كان الريف يغلي، كان المهندسون في الرباط يشتغلون على إخراج واحدة من أضعف الحكومات التي عرفها المغرب.. حكومة «البريكولاج» التي تجمع ستة أحزاب، جلها نبذها الناخب، وجاءت بها الدولة لتعاقبه على التصويت السياسي الذي قام به في السابع من أكتوبر 2016، فالتقط الناس الإشارة، وها هم ينزلون إلى الشارع بعد كل إفطار ليذكروا السلطة بأنهم هنا، وأنهم لن يسكتوا على إهانة حكومة أبريل.

5- عِوَض أن تنزع أحزاب الأغلبية فتيل التوتر، اجتمعت وجوهها التعيسة في دار رئيس الحكومة بسلا، وخرجوا بنظرية الانفصال والعمالة للخارج في حق سكان الريف، فصبوا الزيت على النار، وأججوا الاحتجاجات أكثر، ثم لم يطاوعهم كبرياؤهم للاعتذار إلى الشعب، فرجعت الحكومة إلى خطاب «نتفهم الاحتجاجات المشروعة لساكنة الريف». بعدها بأيام رجع الجهاز التنفيذي إلى خطاب التهديد والوعيد، وخرجت الانكشارية الإعلامية المتخلفة لتروج نظرية «الشيعة الذين يقفون وراء الاحتجاجات»، والانفصاليين الذين يريدون أن يقودوا المغرب إلى النموذج السوري.

6- في هذه الأجواء المتوترة، وفي الوقت الذي كان كل خطباء الجمعة في مساجد المملكة تناولوا فضل شهر رمضان، ونصحوا المؤمنين باستغلاله أفضل استغلال في العبادة والتقرب إلى الله والإحسان إلى الفقراء، اختارت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تخصص خطبة الجمعة في الريف للتحذير من عواقب الفتنة والخروج عن الإمام وتهديد الاستقرار، وربط الحق في الاحتجاجات الاجتماعية بفقه الفتنة، وفتاوى الخروج عن الحاكم، وهو ما أثار استفزاز شباب الحراك، فرد الزفزافي على إمام المسجد في التوقيت الخطأ والمكان الخطأ، مستنكرا توظيف منبر رسول الله لتصريف دعاية السلطة السياسية ضد المواطنين العزل الذين يدافعون عن حقوقهم سلميا.

7- ولكي تكتمل حلقة التدبير الكارثي لأزمة الريف، ولأن الدولة تتصرف تحت ضغط الخوف وعدم فهم عمق الحراك، وحجم التحولات التي وقعت في المجتمع، وديناميات الجيل الجديد من الاحتجاجات، جرى اعتقال أكثر من 50 ناشطا يتقدمهم ناصر الزفزافي، وتحولنا من خطاب التهدئة إلى خطاب التصعيد، ومن وعود التنمية إلى وعيد القانون الجنائي، فازدادت حدة الحراك واتسعت، لتنتقل إلى مدن أخرى في الداخل كلها تصرخ: «كلنا ناصر الزفزافي».

8- نهجت الدولة أسلوب «البروبغندا السوداء» لعلاج الأزمة، فنقل تلفزيون الدولة صورا مفبركة عن الحراك لإلصاق تهمة جديدة لأبناء الريف، وهي حرق البنايات والاعتداء على الممتلكات، والشيء نفسه قام به تلفزيون «ميدي1 سات»، دون مراعاة لأخلاق المهنة وضوابط الإعلام، فتحولت القناتان إلى أضحوكة أمام الناس، وفقدتا أي حظ من نيل المصداقية في ما تنقلانه إلى المشاهد، وانضافت إلى القناتين الخلية الإعلامية التي تروج الأخبار الكاذبة، والصور المفبركة وغير المفبركة، من أجل شيطنة الحراك ورموزه، والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة، واحتقار ذكاء المواطنين الذين لقبوا هؤلاء «الزملاء» بالعياشة.

9- ولأن بئر الأخطاء لا قاع لها، فإن السلطة قررت منع التظاهر في شوارع المملكة، والتصدي للمواطنين الذين يرغبون في تنظيم وقفات سلمية للتعبير عن غضبهم، في خرق واضح للقانون، ولالتزامات المغرب الداخلية والخارجية، بل أكثر من هذا، لجأت السلطة إلى خدمات من يسمون بالشباب الملكي الذين ينزلون إلى الشارع من أجل مواجهة المحتجين بأعلام المملكة وصور الملك والنشيد الوطني، الذي لا يحفظه جلهم، في محاولة لتخفيف الضغط عن السلطة. الوضع يتفاقم كل يوم، وكل قرار تنهجه الدولة لحل الأزمة يصير هو نفسه مشكلا جديدا، وهذا ما يبعث على الخوف من انزلاق البلاد إلى المجهول تحت تأثير الجهل بما يحدث، والاعتماد على التقارير التي لا تنقل الحقيقة إلى أصحاب الشأن، وغياب التشاور الواسع مع القوى الحية في البلد، والإحساس الخادع بأن حراك الريف عابر مثل سحابة صيف أو غيمة ضباب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخطاء التسعة في تدبير حراك الريف الأخطاء التسعة في تدبير حراك الريف



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib