فاز «البي جي دي» ولكن…
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

فاز «البي جي دي» ولكن…

المغرب اليوم -

فاز «البي جي دي» ولكن…

بقلم : توفيق بو عشرين

قبل شهر من إجراء الانتخابات، توقعت أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى، وكتبت افتتاحية عدد 5/9/2016: «أتوقع أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة، وسيتبعه حزب الأصالة والمعاصرة ثانيا، ثم الاستقلال ثالثا… لنأتِ إلى الأرقام رغم صعوبتها، أتوقع أن يفوز البيجيدي بحوالي 125 إلى 130 مقعدا، والأصالة والمعاصرة ما بين 80 و85 مقعدا، والاستقلال بين 40 و45 مقعدا». أترك لكم المقارنة بين هذه التوقعات وبين ما أعلنته وزارة الداخلية أول أمس من نتائج رسمية، لكن لي تعليقا واحدا على أرقام البام (102) التي جاءت بعيدة عن توقعاتي. إنها أرقام مبالغ فيها كثيرا، ولن يصدقها إلا القليل، ولهذا لا أتوقع أن يتعامل معها أحد في الدولة وفي الأحزاب بالجدية المفترضة.. نقطة إلى السطر.
لنمر إلى قراءة نتائج ثاني انتخابات تشريعية بعد الربيع المغربي، ودلالاتها السياسية. الأرقام لا تكذب -يقول الإحصائيون- لكنها، في الوقت نفسه، تحتاج إلى من يجيد قراءتها واستخلاص الرسائل منها، ولنبدأ بنسبة المشاركة التي نزلت من 45% سنة 2011 إلى 43% سنة 2016. ظني أن نزول نسبة المشاركة سببه عوامل كثيرة، أهمها، أولا، التضييق على التسجيل الإلكتروني الذي نهجته الداخلية لإبعاد الشباب عن المشاركة، اعتقادا منها أن اتساع المشاركة «سيزيد الشحمة في ظهر العدالة والتنمية»، والسبب الثاني هو جو الخوف الذي أشاعته السلطة قبل الانتخابات من احتمال انقسام المجتمع المغربي بين «حزب أصولي إخواني» وحزب «حداثي علماني»، وما تظاهرة الدار البيضاء إلا نموذج لهذا التقاطب الحاد الكاذب الذي صوروه في عقول المغاربة، ما أبعد بعض ناخبي المدن عن صناديق الاقتراع. أما ثالث تفسير لنزول نسبة المشاركة، حتى وإن زاد عدد المصوتين بنصف مليون مقارنة بسنة 2011، فهو التدخل السافر للسلطة لدعم وإسناد البام، ما بث الشك في نفوس الناس، ودفعهم إلى الاعتقاد أن «الماتش مبيوع» أو محسوم قبل أن يعطي الحكم انطلاقته، ولهذا لا حاجة إلى المشاركة.
الآن لنمر إلى فوز العدالة والتنمية بالمرتبة الأولى في ثاني اقتراع بعد الربيع العربي، في واحدة من «الاستثناءات» التي يتميز بها المغرب عن سواه من الدول العربية، التي دخل حراكها الشبابي إلى أزمات وحروب أهلية وانقلابات عصفت باستقرارها، فقد نجح بنكيران ليس فقط في الحفاظ على نتائجه السابقة المتمثلة في 107 مقاعد، بل زاد عليها 18 مقعدا جديدا بعدما قضى خمس سنوات يتلقى كل أنواع الضرب فوق الحزام وتحته، وقناعتي أنه كان سيحصل على أكثر من هذا الرقم لو لم تتدخل السلطة لتسمين البام بكل الطرق الممكنة، وتخفيض العتبة، وتشتيت آلاف الناخبين على مراكز اقتراع بعيدة عن محل سكناهم أو مجهولة العنوان، ومنع تجمعات المصباح وسط المدن قبل الحملة وبعدها، وطرد بعض المراقبين من مكاتب التصويت، وعدم تسليم كل المحاضر لحزب رئيس الحكومة (إلى كتابة هذه الأسطر مازالت الداخلية تمتنع عن تسليم عدد من محاضر اللائحة الوطنية والمحلية للأحزاب المشاركة في الانتخابات).
ومع كل هذا «الرجيم القسري» الذي فرض على المصباح استطاع أن يفوز بالمرتبة الأولى في اقتراع صعب ومعقد، وأن يحسن من نتائجه، وأن يخلق حالة سياسية فريدة اقتربت فيها الخريطة الانتخابية من الحقيقة السياسية، ولولا تدخل وزارة الداخلية، بطرق ناعمة وأخرى خشنة، لكنا إزاء تفويض شعبي كبير لبنكيران وحلفائه للاستمرار في تنزيل شعار: «الإصلاح في ظل الاستقرار»، ومواصلة المعركة ضد التحكم على كل الواجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والإعلامية…
مرة أخرى أقولها، لم يصوت 1,8 مليون مواطن لحزب العدالة والتنمية لأنه إسلامي، أو لأنه يتبنى إيديولوجيا دينية، صوت كل هؤلاء لبنكيران لأنهم يثقون في نظافة يده، في بلاد عملتها الرسمية الثانية بعد الدرهم هي الفساد، وأعطى جزء من الناخبين المرتبة الأولى لبنكيران لأنه يعدهم بالإصلاح العميق للدولة بأقل كلفة ممكنة. صوت الناس للمصباح لأنه لا بديل أمامهم غيره، رغم تحفظ بعضهم على حصيلته ونهجه السياسي، ولأن الدولة عندنا تتمتع بدرجة ذكاء «تحسد عليها»، فإنها اختارت أن تعطي المصباح وقودا إضافيا اسمه «المظلومية»، فأصبح بنكيران مثل شيعي يحمل مظلمة الحسين على ظهره، ويجوب البلاد طولا وعرضا يبكي على فقدان العدل، وعلى الظلم الذي يلحقه من السلطة، والناس، كل الناس، يتعاطفون بالفطرة مع المظلوم ويميلون إلى نصرته، وهكذا رأينا أن موضوع التجمعات الجماهيرية التي أقامها بنكيران لم يكن هو حصيلة الحكومة في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ولم يكن الموضوع هو نسبة النمو والعجز والبطالة، ولا نوعية القوانين التي قدمتها الحكومة للبرلمان، ولا أسباب غيابها عن المجال الدبلوماسي، ولا خلفيات تعطيل بعض بنود الدستور… أصبح الموضوع الأساسي في خطاب الحملة هو سيرة التحكم وأدواته ومخاطره، وتحرشات السلطة بتجمعات الحزب، وإبعادها إلى قاعات صغيرة أو فيافٍ بعيدة.
لقد فاز المصباح بالمرتبة الأولى في الانتخابات، وفاز حصاد والضريس بميدالية تنظيم أسوأ انتخاب في العهد الجديد، وخسرت بلادنا لحظة فرح جماعي بتنظيم انتخابات متقدمة على سابقاتها، بغض النظر عن أرقامها، لهذا كنت أشفق على إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهو يرسم يوم أمس صورة معدلة عن اختلالات العملية الانتخابية، متجنبا الحديث عن الخروقات الجسيمة التي سبقت ولحقت العملية الانتخابية، وفضل الحقوقي الأول في المملكة مناقشة موضوع ضعف المشاركة في الانتخابات سوسيولوجيا ليهرب من نقاش تدخل السلطة قانونيا وحقوقيا.
كان من الممكن أن تقربنا انتخابات أكثر شفافية ونزاهة من سابقاتها من الدخول إلى نادي الديمقراطيات الحديثة، لكن هذا لم يحدث للأسف الشديد، ولولا وعي الجزء الأكبر من الناخبين، وتحرر المواطنين من الخوف، وفشل وسائل الدعاية السوداء في بلوغ أهدافها، لكانت ليلة الجمعة ليلة حزينة. من حسن الحظ أن الحكمة وجدت طريقها إلى عقل الدولة، حيث تراجعت في اللحظة الأخيرة عن التلاعب الكلي بالانتخابات، ووقفت عند عتبة تحجيم المصباح وليس إطفاء نوره، لأن كلفة الخيار الثاني كانت مرتفعة الثمن.
لقد كان لافتا للانتباه صمت الداخلية عن إعلان النتائج تلك الليلة وتأخرها إلى ما بعد خروج بنكيران ليزف لأنصاره بشارة فوزه في الانتخابات، وكان لافتا أكثر وجود وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، خلف بنكيران وليس إلى جانب حصاد في اللجنة المركزية لتتبع الانتخابات.
إن الوضع يشبه النظر إلى صورة فنية معلقة في معرض فني، كلما ابتعدت إلى الوراء وقارنت بين الصورة وأخواتها اتضح لك جمالها، وكلما اقتربت منها وتطلعت إلى جزئياتها اتضحت لك عيوبها… الأمل الآن في أن تصلح التركيبة الحكومية المقبلة أخطاء الاقتراع، وأن يحصل أغلبية المغاربة على الحكومة التي يريدونها، والوزراء الذين يستحقونهم، والسياسات العمومية التي تخدم مصالحهم، وهذا أضعف الإيمان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاز «البي جي دي» ولكن… فاز «البي جي دي» ولكن…



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 02:06 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:16 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة تحرم نادي الرجاء من الزنيتي

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الصناعة السعودية تطرح 7 رخص كشف تعديني للمنافسة

GMT 09:21 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليزي بطرس تطرح منزلها للبيع بمبلغ 4 مليون دولار

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib