الكثير من الديمقراطية والقليل من الإيديولوجيا
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

الكثير من الديمقراطية والقليل من الإيديولوجيا

المغرب اليوم -

الكثير من الديمقراطية والقليل من الإيديولوجيا

بقلم : توفيق بو عشرين

انطلقت الحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية باكرا هذه المرة، وكأن باريس تقلد واشنطن التي تعرف أطول سباق نحو البيت الأبيض. مع الدخول السياسي لهذه السنة، أخرج مرشحو اليمين واليسار في فرنسا جل أسلحتهم، وانتشرت الكتب والبرامج والحوارات التلفزية والمقالات، التي يشرح فيها كل مرشح برنامجه ورؤيته لحل مشاكل فرنسا الداخلية والخارجية، لكن الملاحظ أن جل البرامج والخطابات الموضوعة على الطاولة الفرنسية شبه خالية من الإيديولوجيا، حيث تنزاح المرجعيات الفكرية بين اليسار واليمين، وتتقدم الحلول التقنية والبرغماتية للمشاكل، بعيدا عن الاختيارات الكبرى التي تغير جذريا مسار الدولة والأمة.

عندما توفي الجنرال الفرنسي، شارل دوغول، كتبت أكثر من صحيفة فرنسية عنوانا مثيرا يقول: «la France est veuve» (فرنسا أصبحت أرملة). اليوم لا تستطيع أي صحيفة أن تكتب مثل هذا العنوان عن وفاة أي شخص، مهما كان وزنه، وإلا تعرضت للاستهزاء والنقد، ليس لأن أمثال الجنرال دوغول لم يعودوا موجودين فوق الأرض الفرنسية، ولكن لأن ارتباط الناس بالقادة السياسيين تغير بفعل تفكيك القيم التقليدية التي كانت تحيط رجال الدولة بهالة من العرفان، وتحيط الوطنية بهالة من التقديس… اليمين كما اليسار تغيرا في فرنسا وفي كل أوروبا، ما عاد اليمين يحمل الفكرة نفسها عن الوطن والقومية ومكانة بلدانهم في العالم، وما عاد اليسار يتشبث بالثورة والتمرد على كل شيء، مازال اليمين محافظا لكن دون نوستالجيا، ودون تعصب في الغالب، ودون بحث عن الريادة في عالم صار بلا حدود، ومازال اليسار يبحث عن المساواة والحرية والحقوق الاجتماعية، لكنه يبحث عن التغيير في قراءة جديدة لنمط الإنتاج الرأسمالي، لا في الكتب الماركسية القديمة وبيانها الشيوعي، ونمطها اللينيني أو الماوي…

العالم يتغير، ومعه تغيرت منظومة القيم السياسية، وتمثل البشر للإيديولوجيات القديمة والحديثة. نعم، يوجد يمين متعصب يحظى، بين الفينة والأخرى، بتأييد الجمهور الغاضب، لكن، لا أحد يعتقد جديا أن هذا اليمين المتعصب يصلح بديلا للحكم. الناس يصوتون لهذا اليمين المتعصب خوفا من المهاجرين، أو من البطالة، أو من العولمة الزاحفة على الحدود والخصوصيات والثقافات، تماما كما اليسار الثوري اليوتوبي سيبقي على وجوده، وسيواصل التحرك يمينا ويسارا، لكنه لا يشكل رهانا للكتلة الحرجة من الطبقات الوسطى. اليسار الراديكالي لا يخرج عن كونه تعبيرا عن الغضب من التفاوتات الاجتماعية الصارخة، ونفوذ الرأسمال المتزايد، وسلطة الشركة والسوق، والعولمة التي حولت المواطن إلى مستهلك، والإنسان إلى بضاعة، والوطن إلى سوق… لكن اليسار الثوري لم يعد يرفع شعار ماو تسي تونغ: «اشنق آخر رأسمالي بأمعاء آخر قِس». أبدا، اليسار الثوري، كما اليمين المتعصب، كلاهما يحتكم إلى صناديق الاقتراع، كلاهما يداهنان الجمهور، كلاهما يتملقان الشعب.

هل هذا يعني أن العالم الغربي دخل إلى عهد الفراغ الإيديولوجي، وأن لا شيء موجود على الطاولة؟ أبدا، الغرب يعج بمشاريع جديدة تنهض، وأخرى قديمة تنهار، وهو أبعد ما يكون عن نبوءة نهاية التاريخ، التي أطلقها فوكوياما وانسحب إلى الظل تاركا أطروحته في عهدة المحافظين الجدد في أمريكا، الذين ترجموها إلى هيمنة مقيتة وأحادية القطبية في عالم متعدد ومتغير.

هناك المشروع الديمقراطي الكبير الذي يسمح لكل المشاريع بالتعبير عن ذاتها، وبل والذي تحت خيمته يمكن أن تجتمع مشاريع سياسية كبرى في حكومة واحدة، أو في برلمان واحد، أو في مؤسسات واحدة، أو في قرار كبير واحد… لم تعد النخب السياسية في الغرب تفكر في السياسة على منوال «النموذج المثال»، الذي يرسمه المنظرون في عقولهم وفي فكرهم، ويسعون إلى تنزيله على أرض الواقع، مهما اختلفت تضاريس هذا الواقع وبيئته وخصوصياته وإكراهاته. صار الساسة، بفعل اتساع المشاركة في القرار، وتطور الممارسة الديمقراطية، وانتشار وسائل الاتصال والتواصل، أكثر برغماتية (بالمعنى الإيجابي لها لا بالمعنى الانتهازي)، فالصحة، مثلا، والتعليم والبيئة والشغل والتأهيل المهني، والوقاية من الأمراض والحوادث والكوارث، والزيادة في الدخل، وتطوير المدن، والصناعة، ووسائل النقل… كلها قضايا وأوراش تحتاج إلى القليل من السياسة والكثير من التقنية، القليل من الإيديولوجيا، والكثير من الإبداع والدراية والانفتاح على العصر والابتكار والمواهب… لو عاش ماركس حتى رأى العمال في مناجم بريطانيا يصوتون للمحافظين، والفلاحين الفرنسيين يصوتون لليمين البرجوازي، والأغنياء الإيطاليين يصوتون لليسار، والشباب الغاضب في الجامعات يصوت لليمين المتعصب، لسقط من الكرسي الذي يجلس عليه، ولفهم أن صراع الطبقات ليس قاعدة، وأن الديمقراطية غيرت من قواعد اللعبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكثير من الديمقراطية والقليل من الإيديولوجيا الكثير من الديمقراطية والقليل من الإيديولوجيا



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 02:06 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الصراع في الشرق الأوسط يقود أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:16 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

إصابة تحرم نادي الرجاء من الزنيتي

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الصناعة السعودية تطرح 7 رخص كشف تعديني للمنافسة

GMT 09:21 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليزي بطرس تطرح منزلها للبيع بمبلغ 4 مليون دولار

GMT 09:47 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib