حادثة سير في طريق القضاء
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

حادثة سير في طريق القضاء

المغرب اليوم -

حادثة سير في طريق القضاء

بقلم - توفيق بو عشرين

محمد عبد النبوي غاضب جدا من التدخل في اختصاصاته، ولعب وزارة العدل في حديقته، لذلك، أصدر أول بيان «حربي» له يعلن فيه انتفاضته ضد من يتدخلون في عمل النيابة العامة، والذين يصدرون تعليمات شفوية وكتابية للوكلاء العامين للملك، دون المرور بمكتبه بحي الرياض، لهذا، أصدر «المغرق الأول في المملكة» مذكرة يحذر فيها من مغبة اقتراب جهات، لم يسمِّها، من النيابة العامة التابعة له، لكن الجميع فهم الرسالة، وأن الجهات المقصودة بها هي وزارة العدل، التي مازالت لم تعتد بعد وضعية «الطلاق البائن» الذي وقعه وزير العدل السابق، مصطفى الرميد، مع النيابة العامة، والذي ورثه محمد أوجار، وكان عليه أن يفطم وزارته عن التدخل في شؤون النيابة العامة، مهما كان رأيه أو تقديره.
عبد النبوي أقفل باب النيابة العامة في وجه الحكومة نهائيا، وطلب من وكلاء الملك جميعهم عدم التعامل مع وزارة العدل، أو مع أي جهة أخرى تطلب معلومات عن الملفات المعروضة على القضاء، أو المشاركة في ندوات، أو إصدار تعليمات للوكلاء العامين، دون المرور من الإدارة المركزية لرئاسة النيابة العامة.
ما هو سبب هذا الاصطدام بين النيابة العامة ووزارة العدل، أشهرا قليلة بعد خروج القضاء الواقف من معطف الجهاز التنفيذي؟ هناك، أولا، حداثة التجربة، فنحن في بداية تجربة فريدة وخاصة، ولكل بداية عثرات. ثانيا، الوزارة لم تهضم بعد خروج ذراع النيابة العامة من تحت يدها، وهي لا تعرف، إلى الآن، كيف تنفذ السياسة الجنائية ويدها مغلولة والضرب فوق رأسها. ثالثا، كان وزير العدل الجديد، محمد أوجار، يعتقد أن المرحلة الانتقالية ستدوم حوالي ثلاث إلى أربع سنوات، وسبق وقال: “إننا لسنا في طلاق بائن مع النيابة العامة”، وها هو عبد النبوي يقول العكس، ويعلن أمام الرأي العام أن الطلاق هو الوضع الطبيعي للحفاظ على «استقلالية القضاء» عن السلطة التنفيذية. ثم هناك، رابعا، غموض النصوص القانونية وتضاربها أحيانا، والاختلاف في تأويلها بين وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، حيث يفسر القضاة القانون بطريقة وتفسره الحكومة بطريقة أخرى.
كاتب هذه السطور كان رأيه ألا تخرج النيابة العامة من وزارة العدل، مرة واحدة، حتى نهيئ الجو القانوني والثقافي والمؤسساتي لهذا الخروج، ضمن النماذج المتعارف عليها عالميا في علاقة النيابة العامة بالحكومة، وحتى نضمن استقلالية القضاء، لكن، مع الحفاظ على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وعدم تجريد الحكومة المسؤولة أمام الناخب من صلاحية تطبيق السياسة الجنائية المسؤولة عنها أمام البرلمان وأمام الشعب، لكن، وحيث إن الدولة اختارت خيار الطلاق البائن والسريع، وسايرها في ذلك وزير العدل السابق وحكومته دون أن يكونا مقتنعين بالأمر، فالواجب احترام القانون أو تغييره، لا القفز عليه وكأننا في سيرك عمار.
الاصطدام الذي حصل الآن بين وزارة العدل والنيابة العامة، مرده إلى عدم حل إشكالية من يضع السياسة الجنائية في المغرب، ومن ينفذها، فوزير العدل، ممثل الحكومة، غير موجود في المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وفي الوقت ذاته لا توجد أي علاقة مؤسسية أو قناة رسمية تسمح للحكومة بتبليغ توجهاتها للنيابة العامة.
كنت دائما أستغرب حضور الوكيل العام للملك والوكلاء في كل المدن إلى الولاية أو العمالة، في الاحتفالات الرسمية أو في المناسبات العامة، بدعوة من السلطة التنفيذية، وأسأل نفسي: ألا يخشى هؤلاء القضاة على استقلاليتهم وهيبتهم وسمعتهم عندما يختلطون بالوالي والعامل والقائد والباشا وأعيان المدينة وتجارها وسماسرتها؟ فسلطة هؤلاء «قضاة» لا تقل عن سلطة الوالي والعامل والوزير والكوميسير… فلماذا يقفون عند الأبواب؟ وكيف سينظر الناس إليهم وإلى دورهم وهم يقفون عند عتبات رجال الإدارة الترابية؟
حادثة السير هذه بين النيابة العامة ووزارة العدل مناسبة لإعادة فحص مخرجات مشروع إصلاح العدالة، الذي أعطى استقلالية كبيرة للقضاة، ومنحهم حرية واسعة في إدارة شؤونهم كما يريدون، لكن، ماذا عن استقلالية الأحكام؟ ماذا عن احترام السلطة ضمير القاضي وسلطة القاضي وجبة القاضي؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حادثة سير في طريق القضاء حادثة سير في طريق القضاء



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 05:20 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي يمدد عقد المدافع أتشيمبونغ حتى 2029

GMT 04:49 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يكتسح باتشوكا بثلاثية ويتوج باللقب

GMT 06:45 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُؤكد أنه سيكون سعيد باستمرار ماركوس راشفورد

GMT 06:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أسامة الإدريسي يُؤكد أن ريال مدريد قوي وسيحضرو للقادم

GMT 06:12 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

برشلونة وليفربول يضعو تورام تحت أنظارهم

GMT 05:30 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس الإيطالي يُؤكد إصابة تيموثي ويا في الفخذ

GMT 04:27 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا يسحق تشيزينا بسداسية ويتأهل للثماني

GMT 06:17 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يفتح أبوابه أمام ماركوس راشفورد

GMT 07:22 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الخميس 19-12-2024 والقنوات الناقلة

GMT 05:35 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

باتريك دريفس يعود لتدريبات بوخوم اليوم

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط للارتفاع

GMT 03:59 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان يتأهل للثمانية بعد فوزه على أودينيزي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib