القرصان ينتقد الربان
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

القرصان ينتقد الربان..

المغرب اليوم -

القرصان ينتقد الربان

بقلم - توفيق بو عشرين

عاب إدريس لشكر عبد الرحمان اليوسفي لمغادرته الحزب والسياسة سنة 2003، وشبه «القرصان» لشكر رفيقه في الحزب بالربان الذي يغادر السفينة وهي تغرق، وهو تشبيه قاس جدا ويقترب من الاتهام بالخيانة، وهذا اتهام لم يسبق لأحد من داخل الاتحاد أو من خارجه أن وجهه إلى اليوسفي، الذي يجر خلفه تاريخا من النضال الوطني والسياسي والحقوقي، في زمن الاستعمار والاستقلال على السواء.

إذا كان اليوسفي قد غادر سفينة تغرق، فإن إدريس لشكر استولى على هذه السفينة وباعها في عرض البحر للقراصنة، وقبض الثمن في الكيلومتر التاسع بطريق زعير، وأصبح يتاجر بتاريخ السفينة الضائعة، ويشتغل مياوما في سفن الآخرين، وعلى رأسهم أسطول عزيز أخنوش.

آخر واحد يمكن أن يعطي دروسا لليوسفي هو إدريس لشكر، وآخر واحد يمكن أن ينعى حزب عبد الرحيم، هو حاكم مقر العرعار، لأن ما فعله لشكر في الحزب لم يفعله اليوسفي ولا اليازغي ولا الراضي، فلا أحد من هؤلاء أخرج الاتحاد من الحالة المدنية للعائلة الوطنية، وسجله في دفتر مواليد الأحزاب الإدارية، ولا أحد من زعماء الاتحاد قبل أن يدخل إلى الحكومة تحت معطف الحمامة، ولا أحد من قادة الوردة حول الاتحاد من حزب إلى جماعة ضغط، ومن مشروع تحرري إلى عقدة في منشار المنهجية الديمقراطية في ما عرف بمسلسل البلوكاج، ولا داعي إلى فتح كل السجلات، لأن ما فيها يدمي قلوب الديمقراطيين في هذه البلاد، على قلتهم.

الآن، لنخرج من سفينة لشكر، ولنعِد تركيب أجزاء قرار اليوسفي اعتزال السياسة والسياسيين والحزب والحزبيين قبل 15 سنة… ورث اليوسفي حزبا كان في أوج تحولات كبيرة في بنيته وخطابه ونخبه ومشروعه… حزب كان يضم خليطا من السياسيين والنقابيين، بين قوميين واشتراكيين، بين برغماتيين ومتصلبين، بين جيل قديم وجيل جديد، وفوق هذا جاء اليوسفي إلى قيادة الحزب في خضم تحولات دولية كبيرة، انهار على إثرها المعسكر الاشتراكي، وضعف اليسار في كل العالم، وما عاد هناك ذلك الوهج للأفكار الاشتراكية، ولا ذلك الدعم السياسي الذي كان يتلقاه الحزب من الخارج.

لقد حاول المحامي القديم أن يجدد أوراق مرافعاته، وأن يتشبث بمطلب واحد لإنقاذ الحزب والمغرب: تعديلات دستورية خفيفة تفتح اللعبة السياسية على إمكانية التناوب على الحكم عبر انتخابات نزيهة نسبيا، تسمح لأحزاب المعارضة بالوصول إلى الحكومة بتوافق مع العرش، والشروع في إصلاح أوضاع البلاد التي وصلت إلى حد التهديد بالسكتة القلبية… بعد أخذ ورد، وبعد تعديلات في الدستور لم تكن في المستوى سنة 1992، أعقبتها انتخابات رديئة، غادر على أثرها اليوسفي البلاد إلى مدينة كان الفرنسية، احتجاجا على تزوير الانتخابات، ثم جاءت تعديلات 1996 الدستورية، وبعدها انتخابات 1997، ثم تناوب 1998، ودخل اليوسفي إلى قصر كان يتهمه بعض سكانه بأنه «تاجر سلاح كان يسعى إلى إسقاط العرش».. وضع اليوسفي يده على المصحف، وأقسم على ما لا نعرفه بالضبط، فيما رجح البعض أن يكون اليوسفي أقسم، في حضرة الحسن الثاني، على تسهيل انتقال العرش من أب مريض إلى ابن بلا سوابق في الحكم. مات الملك الحسن الثاني، الذي لم يعرف ثلاثا المغاربة ملكا سواه، وجاء الشاب محمد السادس إلى عرش أجداده، ففسح له اليوسفي المكان ليلتقي شعبه، ويوطد حكمه، ويبني صورته، دون أن يعيد التفاوض على عقد جديد لتناوب جديد، ثم جاءت انتخابات 2002، فحصل حزب الوردة، رغم تواضع حصيلته في حكومة التناوب، على المرتبة الأولى، وعوض أن يجدد الملك ثقته في وزير أول له كاريزما وله تاريخ ويده نظيفة، اختار تقنوقراطيا كان وزيرا للداخلية، فعينه وزيرا أول أمام ذهول الجميع. عندها غضب اليوسفي، وأصدر البلاغ المشهور الذي يصف قرار الملك بأنه خروج عن المنهجية الديمقراطية، وانسحب من قيادة الحزب ومن العمل السياسي، بعدما ألقى بلاغا في بروكسيل كان عبارة عن نعي صريح للانتقال الديمقراطي في المغرب في ظل الشروط التي كانت قائمة.

استقال اليوسفي من الحزب لسببين، في ما أظن؛ أولا لأنه صدم في القصر الذي لم يكافئه بما يستحقه بعد كل التضحيات التي قبل بها، واستقال، ثانيا، لأنه يعرف حزبه جيدا، ويعرف النخب القديمة التي تعبت من النضال، والجديدة التي لا تريد أن تخرج من الحكومة، وترغب في البقاء قريبة من دار المخزن، ولن تعدم التبريرات لذلك، ومنها «استكمال الأوراش التي بدأها اليوسفي»، و«الخوف من القطيعة مع الملك الشاب»، و«الخوف من الإسلاميين الذين يسعون إلى نشر الظلام في المجتمع»، وغيرها من فصول الأدب التبريري الذي يبرع فيه المغاربة عندما تخونهم الشجاعة الأدبية والسياسية.

لهذا نزل اليوسفي من سفينة الاتحاد المثقوبة، لكن بعدما أوصلها إلى مرفأ انتخابات حصل فيها الحزب على المرتبة الأولى، تماما كما فعل بنكيران بالأمس، ولو استمر اليوسفي في قيادة الاتحاد الاشتراكي بعد 2003، لسمع ما يسمعه بنكيران اليوم، من أنه يشوش على الحكومة، ويسعى إلى القطيعة مع الدولة، ويبدد رصيد الثقة بين الحزب والقصر… لهذا، على القرصان أن يتوقف عن الكلام في سيرة الربان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرصان ينتقد الربان القرصان ينتقد الربان



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib