إقالة وليست استقالة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

إقالة وليست استقالة

المغرب اليوم -

إقالة وليست استقالة

بقلم - توفيق بو عشرين

كما نزل فؤاد عالي الهمة من جرار البام تحت ضغط الشارع سنة 2011، وقبل أن يبلغ مراده من تأسيس حزب الدولة، نزل العماري من حزب الأصالة والمعاصرة تحت ضغط الدولة، الراعي الرسمي لهذا الكيان السياسي، بعدما ظهر لها أن ابن الريف لم يعد رجل المرحلة.

لم يعثر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على «تخريجة» ذكية أو مناسبة للنزول من على الجرار، وجاء في الندوة الصحافية يوم أمس ليقول للصحافة كلاما لا يصدقه حتى الأطفال.. قال: «لم أكن أنوي تقديم استقالتي في بداية اجتماع المكتب السياسي للحزب حتى استمعت إلى تقارير عن الأداء البرلماني والجماعي لمندوبي الحزب. عندها قررت أن أتحمل مسؤولية اختيار هؤلاء، وتقديم استقالتي من قيادة الحزب لكي أقدم الحساب».

عندما يبالغ شخص في إخفاء الحقائق لا يعمل إلا على إظهارها (من شدة الخفاء الظهور)، وإلياس العماري لم يفلح في تغطية قرار سياسي نزل من الأعلى، وطلب منه أن يتنحى عن قيادة حزب الإدارة الجديد لأسباب لا علاقة لها بأداء برلمانييه، ولا بمستوى تدبير رؤساء المجالس الجماعية والقروية التابعين له… هل كان عاقل ينتظر من خليط من الأعيان، والتجار، والشناقة، ويساريين متقاعدين، وسياسيين جربوا جل ألوان الانتماء الحزبي قبل أن يركبوا موجة البام.. هل كان أحد ينتظر من هؤلاء تدبيرا «ذكيا» للشأن العام، وأداء مميزا في برلمان دخله جلهم من أجل الوجاهة أو الراتب أو خدمة مصالحه، أما الحزب فرشحهم دون تدقيق في هوياتهم السياسية والاجتماعية والمهنية والأخلاقية، فقط لأنه يريد أن يشغل مقاعد في البرلمان لا تريد الدولة أن يجلس عليها من يستحقها.

لا أحد ممن تحدثت إليهم يوم أمس صدق أن إلياس العماري غادر قيادة البام لأن الخطاب الملكي أيقظ داخله ضميرا كان نائما، ونبهه إلى ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة، ولأحد صدق، حتى من رفاقه، أن قائد الجرار نزل طواعية من غرفة القيادة. الجميع مقتنعون بأن وراء الأمر ما وراءه، وأنه لا يخرج عن احتمالات أربعة لهذا الخروج المفاجئ من الباب الصغير للسياسة:

الاحتمال الأول يقول إن الدولة أزاحت إلياس العماري من رئاسة الحزب لتمهد للتراكتور الطريق لدخول حكومة ائتلاف وطني مع العدالة والتنمية، فمادام هذا الأخير كان يعتبر إلياس العماري خطا أحمر، فإن الحل هو إبعاد الأخير عن الحزب لتسهيل إدماجه في الحكومة، واستخراج شهادة ميلاد جديدة له. أنا شخصيا لا أرى أن هذا احتمال راجح لأن حكومة العثماني شبه حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها ستة أحزاب، ويساندها حزب الاستقلال، ومن بقي خارجها فلا يمثل شيئا من الناحية السياسية والاجتماعية، اللهم إلا إذا أرادت الدولة أن تقضي على البقية الباقية من حزب العدالة والتنمية بعد إزاحة زعيمه وتقسيم صفوفه.

الاحتمال الثاني أن وراء إبعاد العماري عن قيادة البام أن الدولة تريد عقابه، من جهة، لأنه لم يحقق النتائج المطلوبة في السابع من أكتوبر، رغم كل الدعم الذي استفاد منه، وترك المجال مفتوحا للعدالة والتنمية ليحقق نصرا كبيرا في انتخابات 2015 وفي انتخابات 2016، كما أن العماري لم يلتزم بأصول الخدمة في كنف المخزن الذي لا يقبل من «خدامه» أن يناوشوا، أو يتمردوا، أو يهددوا بإخراج أسرار الليل أو النهار، أو يجترحوا لأنفسهم مساحة للعب الحر… منذ إعلان نتائج الاقتراع، ولجوء الدولة إلى قطعة غيار جديدة/قديمة (حزب الأحرار بقيادة أخنوش)، أصيب العماري بالجنون، ولجأ إلى إطلاق نار عشوائي في كل الاتجاهات، والآن جاء وقت الحساب.

أما الاحتمال الثالث فهو أن استقالة العماري من قيادة البام كانت بإيعاز من الدولة، لتعطي المثال لباقي زعماء الأحزاب الذين لم يفهموا خطاب الملك، ولم يتنحوا عن قيادة أحزابهم. الدولة تقول لهم ‘‘إننا بدأنا بحزبنا، وأطحنا برأسه من أجل تطهير قيادات الأحزاب غير الملائمة للمرحلة، وما عليكم إلا أن تحلقوا رؤوسكم بأنفسكم إذا رأيتم رأس البام يحلق’’ (إذا رأيتهم يحلقون رأس جارك فبلل رأسك). الدولة تريد خلخلة مشهد حزبي راكد، لا يخدم إلا العدالة والتنمية الذي يحرث الأرض لوحده، ويحصد لوحده، ويبيع الغلة في الانتخابات لوحده.

أما الاحتمال الرابع فهو أن الدولة تريد أن تنزع الغلاف القديم للبام الذي أصبح مكلفا لها ولصورتها، باعتبار الجرار رمزا للتحكم، وأن هناك خطة لإدماج البام في الأحرار على مراحل، تبدأ بالتنسيق ثم التحالف ثم الاندماج، وذلك لتحقيق هدفين؛ أولا أخراج العدالة والتنمية من الحكومة، إذا حصل بنكيران على ولاية ثالثة على رأس حزبه في المؤتمر المقبل، حتى لا يعود الزعيم إلى الواجهة أكثر قوة مما كان. وثانيا، للتخلص من البام في صيغته القديمة، وحل إشكالية أزمة القيادة داخله، وإرجاعه إلى حزب عادي مثل الاتحاد الدستوري الذي مر من المسار نفسه.

الاحتمالات الأربعة غير متناقضة، وقد تتداخل عناصرها لتعطي تفسيرا لهذا الحدث الذي سيكون له ما بعده داخل الحقل السياسي، الذي قررت الدولة من الأعلى إعادة هيكلته وفق منظورها الخاص للمرحلة، وباستحقاقاتها، لكن المغاربة يقولون في مثلهم الدارج: «اللي كيحسب بوحدو كيشيط ليه».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إقالة وليست استقالة إقالة وليست استقالة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 01:41 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب
المغرب اليوم - أحمد سعد يوجه رسالة ليسرا في حفل غولدن غلوب

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش

GMT 13:50 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مطعم مبني على طراز كنسي في اليابان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib