ماذا بعد خطاب اتقوا الله في وطنكم
آلاف الإسرائيليين يهرعون إلى الملاجئ بعد سماع دوي صفارات الإنذار في قيساريا والخضيرة وحيفا شمال الأراضي الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في هجوم إطلاق النار بمنطقة يافا إلى 7 أشخاص مقتل 3 مسعفين جراء قصف إسرائيلي استهدف مراكز للإسعاف في بلدات جويا وجدلزون وعيناتا جنوب لبنان إسرائيل تُنذر سكان 25 قرية جنوب لبنان بضرورة الإخلاء إلى ما وراء نهر الأولي وزارة الصحة في غزة تُعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على غزة حيث بلغ عدد القتلى 41870 و 97166 مصاباً وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية
أخر الأخبار

ماذا بعد خطاب اتقوا الله في وطنكم

المغرب اليوم -

ماذا بعد خطاب اتقوا الله في وطنكم

بقلم - توفيق بو عشرين

بعد 18 سنة من الحكم، وتعيين خمس حكومات، والإشراف على 10 انتخابات، والاشتغال في ظل دستورين، وإطلاق مئات المشاريع والمخططات والمبادرات، جاء الملك محمد السادس أمام شعبه، وأعلن بشجاعة كبيرة أن النموذج الاقتصادي والاجتماعي والحزبي والإداري للمغرب نموذج مفلس، أن الجالس على العرش لم يعد يثق في جل النخب السياسية والإدارية التي تشتغل إلى جانبه… هذا زلزال أكبر من ذلك الذي أعلنه الحسن الثاني في البرلمان سنة 1995، والذي حمل عنوان السكتة القلبية التي دخلتها المملكة.

ثم ماذا بعد خطاب: «كفى واتقوا الله في وطنكم»؟ لا بد بعد تشخيص المرض، من علاج وأدوية ومتابعة وترويض، واتخاذ كافة الإجراءات حتى لا يتكرر ما حدث حتى وصلنا إلى وضع يدق فيه الملك جرس الإنذار بهذه القوة والصراحة… ألا يجب التفكير في خريطة طريق جدية للخروج من المأزق الذي توجد فيه البلاد، والناتج عن أخطاء ارتكبت على كل الصعد، ومن قبل كل الفاعلين، حتى وجدنا أنفسنا عاجزين أمام بؤرة توتر اجتماعي في الريف دامت تسعة أشهر، ولم ينفع في حلها أي قرار، سواء كان أمنيا أم قضائيا أم اقتصاديا أو حتى سياسيا… عندما يصير الجسم غير قادر على مقاومة الأمراض، فهذا يعني أن جهاز المناعة الذاتية توقف عنده، والمطلوب زيارة الطبيب فورا.

لإعطاء مدلول عملي لخطاب العرش الأخير، ولكي لا يبقى مجرد كلمات ستدخل الأرشيف بعد الاستهلاك الإعلامي السريع، أرى أنه لا بد من اتباع الخطوات التالية:

أولا: لا بد من الدعوة إلى مناظرة وطنية في الدخول السياسي المقبل، يدعى إليها الخبراء والمثقفون والسياسيون والإداريون، وكل صاحب رأي، للجواب عن الأسئلة التالية: أي نموذج سياسي وحزبي نريد؟ وما هي المهام الموضوعة على عاتق المؤسسة الحزبية للاضطلاع بمهامها الدستورية في التأطير والتمثيل والإدارة والحكم؟ هل من المعقول أن يصبح المشهد الحزبي الوطني كله مشغولا بهاجس تقزيم العدالة والتنمية ومحاربته؟ هل من المعقول أن توضع قيادات حزبية في كراسي الأمناء العامين فقط من أجل التشويش على بنكيران؟ هل من المنطقي أن تنخرط الدولة كلها في تأسيس ودعم حزب الإدارة الجديد فقط لأن البيجيدي يطير النوم من عيون البعض… ها هي النتيجة أمامكم.. اليوم الأحزاب كلها أصبحت «خاوية على عروشها»، وبنكيران، ورغم جراحه، يأخذ صور السيلفي مع المعجبين أينما حل وارتحل… إذا كان البيجيدي يهدد كيان الدولة، فحلوه وامنعوه، وارتاحوا من هذا المشكل، وبعدها قولوا للمغاربة أي نموذج في الحكم ستختارون.

ثانيا: لا بد من الجواب عن شكل النموذج الاقتصادي الذي يريده المغاربة، والقادر على توفير مناصب الشغل الضرورية، والثروة الكافية، ليعيش المغربي مرفوع الرأس في بلده، ولا يخوض انتفاضات كل سنة من أجل لقمة العيش. لا بد من البحث عن طرق جديدة لمحاربة الفساد، وتجريده من الغطاء السياسي الذي يحتمي به هو واقتصاد الريع، وخلط الثروة بالسلطة. لا بد من انسحاب الدولة من القطاعات الاقتصادية التي يقدر الخواص على الاستثمار فيها (الدولة لها الآن أكثر من 200 شركة ومؤسسة عمومية، 90% منها مفلسة لا تفيد غير المديرين وكبار المسؤولين داخلها). لا يمكن أن نظل نعيش في ظل تناقض اقتصادي صارخ يجمع بين اقتصاد رأسمالي واقتصاد اشتراكي.. اقتصاد ريعي وآخر إنتاجي.. اقتصاد مهيكل وآخر غير مهيكل.. اقتصاد عليه ضريبة وآخر خارج أي ضريبة. هذه الفوضى لا تنتج غير الفوارق الاجتماعية والحقد الطبقي.

ثالثا: لا بد من الجواب عن سؤال: أي نموذج اجتماعي يصلح للمغرب اليوم؟ هل هو النموذج الذي يعيش على الإحسان المؤسساتي والترقيع الاجتماعي، والبريكولاج الإصلاحي الذي يلاحق الفقر والتهميش والهشاشة والتفاوتات الاجتماعية بعد أن يخلقها، وبعد أن تنتشر في ربوع البلاد، ثم لا يستطيع أن يعالج إلا بعض مظاهرها، أم النموذج الذي يخلق شروط الاندماج الاجتماعي للفقراء، ويرسي آليات الترقي الطبقي، ويضع السياسات العمومية التي تساعد الضعفاء على الالتحاق بديناميات التعليم والإنتاج واقتصاد المعرفة وفرص الشغل، من خلال ميكانيزمات قابلة للرصد والقياس والتقييم؟

رابعا: بعد وضع خطاطة الإصلاحات الضرورية في الحقل الحزبي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، لا بد من وضع كل هذا في عقد اجتماعي جديد، وتحديد كلفة تطبيق هذا العقد، وتوزيع الفاتورة على الجميع، وهي فاتورة دستورية وسياسية ومالية وإدارية… بعدها، وليس قبل ذلك، لا بد من توفير جهاز تنفيذي جديد للقيام بتنزيل هذا العقد الاجتماعي، ونحن أمام خيارين؛ إما انتخابات جديدة، وإما حل حكومة العثماني وإعادة تشكيل حكومة جديدة بمنطق جديد، فلا يعقل أن تستمر حكومة أبريل بعد خطاب يوليوز، وإلا فإننا نضحك على ذقون المغاربة. الحكومة الحالية فقدت السند الملكي، أما الشعبي فلم يكن لها أصلا، وإذا كان العثماني يقاسم ملك البلاد تشخيصه للوضع، فما عليه إلا أن يكتب استقالته ويضعها في الديوان الملكي، وإذا لم يكن متفقا مع خطاب العرش، فعليه أن يمتلك الشجاعة ليقول لنا رأيه، أما الركوب على الجمل التي تخدمه، وتجاهل العبارات التي تدين الجميع، فهذا اسمه لعب حبله قصير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد خطاب اتقوا الله في وطنكم ماذا بعد خطاب اتقوا الله في وطنكم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:30 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم
المغرب اليوم - نزيف الأنف لدى الأطفال قد يكون من أعراض سرطان الدم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة

GMT 06:52 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي عل الألوان التي يمكن تنسيقها مع " الأخضر" في الديكور

GMT 18:41 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

استئنافية وجدة ترجئ النظر في قضية "راقي بركان"

GMT 00:38 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

مواليد برج "العقرب" يتميزون بذاكرة قوية وشخصية قيادية

GMT 10:47 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

الامهات في اول يوم دوام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib