العثماني والحيل الفقهية
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

العثماني والحيل الفقهية

المغرب اليوم -

العثماني والحيل الفقهية

بقلم : توفيق بو عشرين

بعد قرابة ثلاثة أسابيع من الصمت المطبق حول كواليس جمع الأغلبية، وطريقة إخراج الحكومة، وخلفيات اختيار الوزراء، خرج رئيس الحكومة الجديد، سعد الدين العثماني، في لقائه مع برلمانيي الحزب نهاية الأسبوعي الماضي، ليشرح موقفه، ويدافع عن اختياراته، ويبرر تنازلاته، لكن، بأسلوب «الحيل الفقهية»، وليس بطريقة الصراحة السياسية التي اعتادها مناضلو الحزب والمتعاطفون معه من بنكيران، لكن الرجل هو الأسلوب، ويجب أن يعتاد الجميع أسلوب الفقيه سعد الدين الذي يقول نصف الحقائق، ويجيب عن نصف الأسئلة، ويذهب بالمستمع إلى النهر ويرجعه عطشان، ولكنه مقتنع بضرورة الصبر على العطش، لأن ضرورات المرحلة تقتضي ذلك، ومصلحة البلاد تستوجب ذلك، والتدرج يتطلب ذلك، والتوافق يحتم ذلك، والسياسة يوم لك ويوم عليك.

لنعط بعض الأمثلة على طريقة الطبيب النفسي في «تنويم الغاضبين» من تنازلاته غير المبررة، وإخراجه حكومة مفصولة عن نتائج الاقتراع، وتنازله عن اختصاص أعطاه إياه الدستور، لكي يختار الأغلبية التي يرى أنها ستخدم حكومة منسجمة وفعالة تتصدى للمشاكل الكبرى للبلاد، ولا تضع نقطة نهاية للقوس الذي فتح في 2011.

عن دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، وقد كان مرفوضا من قبل حزب المصباح لمدة خمسة أشهر، قال العثماني: «إن الضرورة أملت ذلك، فالاتحاد حزب صغير، ولا يمكن أن نرفضه ونبقى حبيسي البلوكاج الذي عطل البلاد». طبعا الدكتور لم يشرح لمستمعيه ما هي هذه الضرورة التي أملت إقحام الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، وقد عاقبه الناخب وأعطاه 13 مقعدا في الانتخابات المباشرة، قبل أن تعطيه اللائحة الوطنية من كرمها سبعة مقاعد أخرى ليصل إلى 20. ولم يشرح العثماني كيف لم ترَ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، طيلة خمسة أشهر، هذه الضرورة، وكتبت في بلاغاتها أن الحكومة لن تتشكل سوى من أربعة أحزاب، ورآها العثماني في أسبوع واحد؟ هذه الحيلة المسماة «ضرورة مرحلة» لها اسم حقيقي هو: استعمال الاتحاد الاشتراكي ورقة لإذلال العدالة والتنمية، الذي رفض زعيمه بنكيران دخول لشكر تحت جناح أخنوش للحكومة، عِوَض الدخول من الباب الذي فُتح للاتحاد باعتباره حزبا وطنيا مستقلا وجزءا من الكتلة التاريخية. ودخول الحزب الصغير، كما سماه العثماني، ليس تفصيلا صغيرا في مفاوضات تشكيل الحكومة.. إنه نقطة نظام مفصلية تعرف أغلبية العثماني بكونها أغلبية مفروضة بالقوة القاهرة، وأن رئيس الحكومة يجب أن يضع الطريقة التي دخل بها لشكر إلى الحكومة «حلقة في أذنه» طيلة عمر حكومته، وأن يطوي صفحة بنكيران الذي أعلن، منذ الأسبوع الأول لتعيينه رئيسا للحكومة، أنه يرفض الابتزاز السياسي، ويرفض تخييب آمال الناس الذين صوتوا لحزبه… هذا هو المعنى الحقيقي لدخول الاتحاد، ولا علاقة لذلك بحجمه أكان كبيرا أم صغيرا. العبرة في من يقرر دخول هذا وخروج ذاك، أما حكاية دخول عبد الوافي لفتيت إلى الحكومة وزيرا للداخلية فلم يأتِ سعد الدين على ذكرها، وأزاحها من الطاولة رغم أنها أثارت وتثير الكثير من المشاكل وسط الحزب وخارجه، وتعطي فكرة عن نوع التوجه الذي ستلعبه هذه الوزارة في المرحلة المقبلة… هذا هو سعد الدين، دائما يهرب إلى الأمام، ويترك القضايا معلقة، ويحاول أن يصغر من حجمها لأنها تحرجه، أو لأنها ستؤدي به إلى مواجهة لا يريدها، ويعتقد أن هناك مشاكل تحل نفسها بنفسها.

بخصوص تبرير الخلل الذي ظهر في توزيع الحقائب الوزارية، حيث حظي أخنوش بوزارات مهمة وبميزانية ضخمة، وهو الذي لم يحصل سوى على 37 مقعدا في البرلمان، قال العثماني: «إن الأحرار جاؤوا يتفاوضون بكتلة برلمانية تضم حوالي ستين مقعدا (56 في الحقيقة)، ومن ثم طالبوا بمقاعد أكبر من تلك التي كانت في حوزتهم سنة 2013، باعتبار أن رئاسة البرلمان كانت في حوزتهم آنذاك ولم تعد الآن، وعددهم من مقاعد البرلمان (بعد ضم مقاعد حزب الحصان) صار أكبر». ماذا فعل الدكتور العثماني مع هذه الحيلة التي استعملها أخنوش الذي يعرف جيدا شطارة التجار وطرق البيع والشراء؟ استسلم للأمر، وأعطى الأحرار سبعة مقاعد مهمة بحساب أن عندهم «ستين مقعدا»، ثم لما انتهت الوزيعة، فوجئ رئيس الحكومة بأن الحمامة والحصان انفصلا فجأة، وأصبح مطلوبا من رئيس الحكومة أن يعطي مناصب أخرى لمحمد ساجد لوحده باعتبار أن له 19 مقعدا، وهكذا أدى العثماني فاتورة واحدة مرتين، وعوض أن يصارح حزبه بأنه سقط في فخ، اعتبر أن الأمر ضرورة تفاوض، والمهم أن رئاسة الحكومة بقيت عند العدالة والتنمية، وأن وزارة التجهيز والنقل بقيت في حوزة المصباح، وكأن 125 مقعدا في مجلس النواب لا تعطي إلا وزارة التجهيز والنقل، في حين أن 37 مقعدا تعطي وزارة المالية والاقتصاد، وهي أهم من التجهيز والنقل، وتعطي الفلاحة والصيد البحري والعالم القروي والمياه والغابات، وهي أهم من كل الوزارات الأخرى التي احتفظ بها العثماني، مثل العلاقة مع البرلمان، والشؤون العامة، وحقوق الإنسان، والشغل في بلاد لا شغل فيها. هذا ناهيك عن وزارات أخرى مهمة حصل عليها أخنوش، مثل التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي ووزارة الشباب والرياضة ووزارة العدل، فيما بقيت وزارات السيادة في مكانها لم يقترب منها أحد.

ولكي يغطي الدكتور على كل هذه التنازلات، وعلى كل الزلزال السياسي الذي أحدثته حكومته في الحزب ولدى الرأي العام، قال: «إن الرميد إلى جانبي بوزارة دولة، واطمئنوا إلى أنني سأتشبث بصلاحياتي الدستورية كما هي». هنا تأثر وزير الدولة، وارتمى على رأس العثماني وقبله وقال له: «أنت فران وقاد بحومة». العثماني، إذن، يعرف أن الناس لا يثقون في صلابة موقفه، ولا في قدرته على الصمود أمام الضغوط، ولهذا جاء بأخيه الرميد ليشد أزره، ويعينه على الوقوف في وجه الآلة الكبيرة للسلطة، لكن، يا سيد العثماني، الحكومة مثل الجيش، تحتاج إلى قائد يملأ مكانه، ويقنع الناس بقدرته على النصر بما يشكله من قوة رمزية وسياسية وأخلاقية، ولا يمكن للقائد أن يجيء بشخص آخر ليضمنه عند الناس وليطمئنهم إلى أنه لن يتنازل.

الخلاصة، أو السؤال الجوهري الذي لم يقترب منه السيد العثماني، هو: هل البلاد ستتقدم خطوة، ولو صغيرة، على درب التحول الديمقراطي مع حكومة «ممالك الطوائف» هذه، أم ستعبد الطريق لرجوع السلطوية إلى معاقلها التقليدية، وستدفع الناس، مرة أخرى، إلى هجر صناديق الاقتراع واليأس من السياسة؟ وهذا سؤال لا يحتمل الحيل السياسية ولا الفقهية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثماني والحيل الفقهية العثماني والحيل الفقهية



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib