ماذا ينتظر الناس من العثماني
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

ماذا ينتظر الناس من العثماني؟

المغرب اليوم -

ماذا ينتظر الناس من العثماني

بقلم : توفيق بو عشرين

اليوم سيعرض رئيس الحكومة الجديد برنامجه على البرلمان، أو بالأحرى سيعرض نواياه الطيبة على أنظار ممثلي الأمة، رغم أن الهامش أمامه صغير في بلاد ميزانيتها السنوية لا تزيد على 32 مليار دولار.. بلاد ترتفع فيها نسبة النمو إلى 4,5% إذا سقط المطر، وتهوي النسبة ذاتها إلى 2% أو أقل إذا حبست السماء رزقها، أي أن السياسة في البلد منذ قرن يصنعها المطر.

ومع ذلك فإن المغاربة ينتظرون بغير كثير من الأمل من هذه الحكومة شيئا ولو كان صغيرا أو رمزيا، وهنا نعرض بعض انتظارات الناس، نصفها يتطلب مالا وجهدا وتفكيرا وإبداعا، والنصف الآخر يتطلب فقط الجرأة والشجاعة والإرادة السياسية.

يطلب الناس الشغل في بلاد يدق فيها باب العمل كل سنة 600 ألف مواطن من 15 سنة فما فوق، ابتداء من الذين يغادرون كرسي التعليم مبكرا، إلى الذين يتخرجون من مراكز التكوين المهني، إلى الطلبة الذين يخرجون من الجامعات والمعاهد بدبلومات وبدون دبلومات، إلى شعب القرى الذي يهاجر إلى المدن كل سنة بحثا عن فرصة للعيش، فيما لا يوفر القطاعان العام والخاص معا سوى أقل من 200 ألف وظيفة شغل، ويبقى 400 ألف في قاعة انتظار غير مريحة إطلاقا… ماذا ستصنع لهؤلاء يا سيد العثماني؟ القطاع العام لا يقدر سوى على طرح ما بين 10 آلاف و15 ألف منصب شغل كل سنة، فيما القطاع الخاص يحتاج إلى ثورة كبيرة لكي ينتج مناصب شغل تكفي هذا الشعب، وهنا للدولة مسؤولية كبيرة في تنشيط هذا القطاع وتحفيزه وتوسيع نشاطه ومقاولاته لتستوعب جيوش العاطلين، وكل هذا يتطلب مالا وأفكارا وجرأة ومشاريع وليس إنشاء ونوايا طيبة.

المغاربة يا سيد العثماني يطلبون منك، ثانيا، الشروع الحقيقي في إصلاح التعليم الذي انهار تماما، وأصبح مثل أغلال الحديد في أرجل بلاد تغرق. أعطاب التعليم، الذي يضم هذه السنة أكثر من سبعة ملايين، يعرفها الجميع، وهي أعطاب ظاهرة في مستوى التلاميذ الضحل في جل المواد، وظاهرة في الفوضى التي تعرفها إدارة المدارس والفصول، وظاهرة في مركزية القرار في الوزارة بالرباط، وظاهرة في اكتظاظ التلاميذ في أقسام صغيرة، وقلة الإطار التعليمي، وعدم تعويض الأساتذة الذين يخرجون إلى التقاعد، والأعطاب ظاهرة أيضا في بعد برامج التكوين عن حاجيات السوق، وفوق هذا وجود لوبي نقابي لا يفكر إلا في نفسه… لكن، قبل هذا، أزمة التعليم هي أيضا أزمة تمويل. نحن بلاد لا نصرف على التلميذ الواحد في السنة سوى 500 دولار، في حين تصرف جنوب إفريقيا على كل تلميذ 1500 دولار في السنة، والبيرو، الدولة التي في مستوانا تقريبا، تصرف 800 دولار على كل تلميذ في السنة، أما في فرنسا فالتلميذ يكلف هناك 7400 أورو كل سنة، وبلجيكا 11000 أورو… إذن، تحسين جودة التعليم يتطلب أموالا أكثر، وإطارا تعليميا أكبر، وحكامة أحسن. كيف سيحصل هذا؟ ومن أين ستأتي هذه الحكومة بالمال؟ وما هو تصورها لإخراج النموذج التدبيري للقطاع من أزمته؟

القطاع الثالث، الذي ينتظر الناس من الحكومة الجديدة شيئا فيه، هو الصحة المريضة في هذه البلاد، وما حكاية وفاة الطفلة إيديا في تنغير، التي لم تجد آلة سكانير واحدة تنقذ حياتها لا في المستشفى المحلي ولا الإقليمي، إلا خير دليل على النقص الفادح في العلاج بالمغرب. ومرة أخرى قطاع الصحة يحتاج إلى مال ومال كثير، وإلى إعادة تأهيل شاملة للمرفق العام الغارق في فوضى تدبيرية كبيرة، وإلى مراقبة ومحاسبة وصيغة جديدة لتعميم التغطية الصحية، غير نظام راميد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع صحي. ورجاء، لو استطعتم أن تلغوا من البيانات الرسمية تلك العبارة التي تقول، عقب كل حادثة سير خطيرة: «وقد صدرت التعليمات المولوية لتتبع الحالة الصحية للضحايا عن قرب وتقديم كل الإسعافات الضرورية»، فافعلوا ذلك. هذه الجملة تجرح مشاعر الناس، هل يحتاج مريض أو مجروح أو منكوب إلى تعليمات مولوية وهو في يد طبيب؟ هل حياة البشر أصبحت رخيصة إلى الدرجة التي يحتاج فيها العلاج إلى توصية مولوية؟

إذا نجحت هذه الحكومة في خمس سنوات في التقدم 50% فقط على درب إصلاح هذه الأوراش الثلاثة، سيعلق لها المغاربة ميدالية.

الآن، هناك ثلاثة إجراءات أخرى لا تتطلب مالا لكنها تتطلب «شيئا من النحاس»، هي:

أولا: أن يكون رئيس الحكومة رئيس حكومة يحكم ولا يراقب، وألا يسمح لأي جهة بالاتصال بوزرائه من وراء ظهره، وألا يسمح لوزير الداخلية، مثلا، بأن ينقل إليه تعليمات الملك، وألا يسمح بتشكيل حكومة داخل الحكومة، وحتى وإن كانت هناك قرارات صعبة ولا يوافق عليها رئيس الحكومة، فيجب أن تمر من مكتبه لا وراء ظهره. هذا أقل احترام يمكن للعثماني أن يقدمه للدستور، لكن هذا يتطلب منه أن يكتب استقالته من اليوم الأول لدخوله إلى المكتب، ويتركها جاهزة للتوقيع كل مرة يرى فيها أنها الحل الأخير.

ثانيا، ينتظر منك المغاربة محاربة «شوية» من الفساد والريع المتدفق انهارا ووديانا في المغرب، وتحت أنظار جيوش الفقراء والمهمشين. أسس وكالة مستقلة على رأسها شخصية وطنية لا يرقى إليها شك من خوف أو طمع، وكلفها بمراقبة الصفقات العمومية ووضع دفتر تحملات دقيق. افتح طريقا سالكا لتقارير المجلس الأعلى للحسابات إلى القضاء.. آه، قلت القضاء. هذا ورش أقفل على ما فيه، ولا داعي إلى رش الملح على الجرح، مات مشروع الرميد لإصلاح القضاء وستعلن مراسيم الدفن قريبا.

ثالثا: التزم، يا سيد رئيس الحكومة، بتحسين ترتيب المغرب في التقارير الدولية لمراقبة حقوق الإنسان، والتعذيب، وحرية الصحافة، وتأسيس الجمعيات، والشفافية الدولية، وصيانة كرامة الإنسان، وحرية التظاهر، واحترام أحكام القضاء، ووقف شيء من تعسف وظلم الإدارة للناس… إذا حققت تقدما بـ30% فقط، فقد تكفر عن تنازلاتك الفظيعة في تشكيل هذه الحكومة.

هل هذا كثير؟ ما عرضناه هنا ليس إلا النزر اليسير من الإصلاحات التي تحتاج إليها البلاد من حكومة يعرف الجميع كيف ولدت، وهي من باب إنقاذ ما يمكن إنقاذه ليس إلا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا ينتظر الناس من العثماني ماذا ينتظر الناس من العثماني



GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib